طلابها يجمعون على مكانتها العلمية

أميركية الشارقة .. نظم غربية بهوية عربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تم الإعلان عن تأسيس الجامعة الأميركية في الشارقة عام 1997، ثار جدل في أوساط كثيرة حول كيفية استضافة إمارة الشارقة، بطابعها العربي والإسلامي المعروف عنها والذي حازت عنه لقب عاصمة الثقافة العربية، لمؤسسة تعليمية كبيرة ومعروفة عالميا مثل الجامعة الأميركية، وتصور البعض أن هذا قد يكون تحولا أو تطورا في ظل ظروف يمر بها العالم كله.

خاصة وأن الشارقة تملك جامعة عربية كبيرة وذات سمعة عالية، وتحتل مساحة وموقعا متميزا لا تحظى به أية جامعة عربية أخرى، حيث تعد المدينة الجامعية في الشارقة من أكبر مواقع الجامعات في العالم، وتتميز بمبانيها ذات الطراز الشرقي وحدائقها الواسعة.

وجاءت الجامعة الأميركية لتحتل موقعها المتميز داخل المدينة الجامعية بالشارقة، وفي نفس توقيت تأسيس جامعة الشارقة، ونظرا لمكانتها العلمية المميزة وسمعتها الحسنة أصبحت الجامعة مقصدا لأفضل الطلبة من داخل الدولة وخارجها.

والآن وبعد ثلاثة عشر عاما من عمر الجامعة نطرح السؤال حول هوية الجامعة الأميركية في الشارقة، ونتوجه إلى طلبة الجامعة أنفسهم ليعبروا لنا بصراحة تامة عن رأيهم حول هذه القضية.

الحديث بالانجليزية

الطالب أحمد ليث من العراق يقول إن الجامعة الأميركية في الشارقة هي في الواقع جامعة أميركية من حيث المنهج التعليمي بكافة جوانبه، إلا أننا كطلاب في الجامعة نشعر أننا في مجتمع عربي إلى حد كبير من حيث العادات والتقاليد والأخلاق العربية، هذا على الرغم من أن الدراسة باللغة الإنجليزية، ومعظم الحديث بين الطلبة وبعضهم ومع هيئة التدريس باللغة الإنجليزية.

كما أن هناك عامل الاختلاط بين الجنسين في قاعات الدراسة، وهناك نظام المركز الطلابي الذي نشاهده في الجامعات ألأميركية، لكن هذا كله يجري في إطار عاداتنا وتقاليدنا العربية ومبادئ ديننا الإسلامي، و لم نسمع في تاريخ الجامعة منذ تأسيسها عن أي حوادث أو مظاهر سلبية تمس تقاليد و مبادئ مجتمعنا العربي والإسلامي.

الطالبة داليا البدراوي من مصر تقول إن أهلها كانوا يخافون عليها كثيرا من حياة الجامعة، خاصة وأنها وحيدة والديها، لكنهم الآن يشعرون باطمئنان تام عليها في أميركية الشارقة، ويعجبهم أكثر نظام الأمن في الجامعة، وتقول داليا: نظام الأمن عندنا في الجامعة يعطيك الإحساس بالأمان وكأنك في بيتك، فحيثما ذهبت في أرجاء الجامعة تجد النظام والأمن والضبط والانضباط، ولكن لا تشعر إطلاقا بأن هذا الأمر يحد من حريتك، و تضيف داليا أن والدها يعجبه كثيرا رؤية طلبة الجامعة الأميركية بأزيائهم الحديثة وهم يملأون مسجد الجامعة في أوقات الصلاة.

الطالب سيف محمد الطنيجي من الإمارات يقول: على الرغم من أن نظام التعليم في الجامعة أميركي والأساتذة معظمهم من الأميركيين والأجانب، والطلاب أجانب وعرب، إلا أن هذا المزيج لا يمس إطلاقا البيئة العربية والإسلامية التي وجدت فيها الجامعة، ولا يوجد أي شئ يمس عاداتنا وتقاليدنا العربية ومبادئ ديننا الإسلامي، وإدارة الجامعة بما فيها من أجانب وعرب لا يسمحون أبدا بأي مساس بمبادئ وتقاليد مجتمعنا العربي الإسلامي.

وكافة المعلمين الأجانب نراهم حريصين على هذا الأمر، بل وينتقدون من يخل منا بهذه المبادئ، والجامعة الأميركية تفتح عيوننا وعقولنا على الثقافات والعلوم الأجنبية لنأخذ منها ما يفيد مجتمعاتنا ولا يمس بأسس ومبادئ مجتمعنا العربي والإسلامي.

الطالبة راندا طارق محمد من مصر تقول: إنني لم أشعر في أميركية الشارقة بأنني أعيش في مجتمع غربي أو بيئة غريبة علي، لا يوجد في الجامعة شيء أجنبي سوى المنهج التعليمي والأساتذة الأجانب، وعلينا إلزاما أن ندرس مادة الأدب العربي سواء الطلبة العرب أو الأجانب، وهذا أمر جيد أن يطلع الأجانب على الثقافة العربية.

كما أن هناك الكثير من الأنشطة الطلابية تعكس مجتمعنا العربي، حيث يقدم الطلبة مسرحيات عربية، إلى جانب الأنشطة الفنية العربية الكثيرة التي تقدم في اليوم العالمي كل عام في الجامعة. وتضيف راندا: أشعر بأنني محظوظة لأن في الشارقة جامعة أميركية بهذا المستوى العالمي.

مزيج محترم

الطالب أحمد حسام الدين من مصر يقول: أميركية الشارقة هي عبارة عن مزيج من أفضل ما في الغرب وهو العلم والعلوم، وأفضل ما في بيئتنا العربية من عادات وتقاليد وقيم ومبادئ، وهذا المزيج يحترمه ويلتزم به الجميع، سواء الأجانب أو العرب.

والاختلاط بين الطلاب والطالبات في قاعات الدرس يسوده الاحترام وروح الأخوة والالتزام بالأخلاق، ولم نسمع ولا مرة واحدة أن أحدا أخل بهذه المبادئ أو سلك سلوكا خاطئا، بل على العكس أشعر أنا وزملائي وزميلاتي في الجامعة وكأننا في بيوتنا العربية.

الطالبة رند أحمد محمود من العراق تقول: لم أشعر في الجامعة الأميركية بالاغتراب إطلاقا، بل على العكس أشعر دائما بأنني في مجتمع عربي، ويعجبني أكثر اعتزاز الجميع هنا بعروبتهم، وإدارة الجامعة تساعدنا على هذا كثيرا، وهناك رقابة صارمة ضد أي مظاهر للخلل بالبيئة العربية والإسلامية.

ويعجبني كثيرا زملائي وزميلاتي العرب في الجامعة وهم يفتخرون بالصلاة والصيام في رمضان، والتزامهم بعادات مجتمعاتنا العربية، وأسرتي تشعر باطمئنان تام علي في أميركية الشارقة.

الشارقة - موسى أبو عيد

Email