ريم حنا.. تنسج صوراً تلفزيونية بالقلم

ريم حنا.. تنسج صوراً تلفزيونية بالقلم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الرهان على خلق نجاح جديد لأي عمل أدبي أو فني، والقفز به من على سطح الورق إلى بلور الشاشة تحد جديد تخوضه الكاتبة السورية ريم حنا، بعد ما وقع عليها الاختيار لكتابة السيناريو التلفزيوني لإحدى أشهر الروايات العربية «ذاكرة الجسد» للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، العمل الذي ينتجه تلفزيون أبوظبي ويُعرض خلال رمضان المقبل، بمشاركة فريق عمل محترف.

يضم كلاً من المخرج نجدة أنزور والممثل السوري جمال سليمان والجزائرية آمال بوشوشه، تعتبره حنا التحدي الأكبر «لم أكن أتوقع أن يكون تحويل عمل روائي إلى فن تلفزيوني بهذه الصعوبة، الرواية كنز من اللغة حاولت أن أغرف منه قدر استطاعتي وأحوله إلى صراع درامي تلفزيوني».ولدت ريم حنا في حوران جنوبي سوريا مطلع ستينيات القرن الماضي لأم سورية وأب فلسطيني، استقرت عائلتها في مراحل لاحقة بدمشق، درست الإعلام وكتبت الشعر.حطت رحال القلم في ضيافة الدراما التلفزيونية بـ «أحلام مؤجلة» عام 93، ثم بأعمال وضعتها في مصاف كتاب الدراما السورية الحديثة، أبرزها «ذكريات الزمن القادم» الذي منح الدراما بعداً أدبياً بأحداثه وشخصياته الغنية بالتناقضات والمشحونة بالمشاعر، و«رسائل الحب والحرب»، بإسقاط على العلاقات السورية اللبنانية.وقدم إشكالية العلاقة بين الحب والتسلط، العمل الذي لم يسلم من مقص الرقيب، ولكنه حصد جائزة أفضل عمل درامي في مهرجان الخليج عام 2007، كما شاركت في كتابة الدراما الاجتماعية «الفصول الأربعة» بجزأيه.

تعترف ريم حنا أن الشارع ملتقى يجمعها بحكايات ترويها بالخيال، تسترق مشاهد من على الرصيف، من سائق التاكسي أو الحلاق، تُعيد صياغة الحدث وتجعل منهم أبطالاً على الشاشة، لا تؤمن بواقعية الأعمال التي تناولت البيئة الشامية ولاقت نجاحاً كبيراً، وتؤكد أنها لا تمت لتاريخ دمشق بصلة.

فدمشق كما قرأتها حنا نسيج متنوع وغني، بثقافات وقوميات متعددة، كالأفغان والألبان والتركمان ممن ربطتهم علاقات اقتصادية وثقافية ذات خصوصية لم يتم تناولها في تلك الأعمال، كما تعتبر أن أعمالها التي لامست الواقع السياسي قليلة، مبررةً ذلك بانطواء السياسيين في الوطن العربي على عوالمهم الخاصة، واستئثارهم بتفاصيلها.

من وجهة نظر الكاتبة، تكمن صعوبة تلفزة رواية «ذاكرة الجسد» باعتبارها سرد أحداث على لسان طرف واحد، بينما الدراما صراع مفتوح على جبهات عدة يحصد تفاعل المشاهدين، وبالرغم من ذلك التحدي، تؤمن ريم حنا بحدسها في نجاح في تحديها المقبل، وستتبعه لرسم صورة من توقيعها، لكتابة نجاح آخر للعمل الروائي يوازي نجاحه الأول.

أمل الفلاسي

Email