وجه آخر

ريما مكتبي .. سنوات البحث عن الذات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يستغرق البعض وقتاً طويلاً ليتمكنوا من تحديد اتجاه بوصلة حياتهم المهنية، واستشعار موقعهم على الخارطة الوظيفية، وقد يتطلب ذلك الوقت جهداً مضاعفاً وبحثاً مستمراً، أو نُقطة تحول تغير مسار الأشياء أو تدفعهم نحو قرار صائب.

التحقت الإعلامية اللبنانية ريما مكتبي بالعمل الإعلامي في تلفزيون المستقبل في منتصف التسعينات، كانت وقتها صبية في الثامنة عشرة، اتجهت لدراسة الصحافة بالجامعة اللبنانية وحصلت على الماجستير في العلاقات الدولية.بالنسبة لمكتبي التي أمضت خمسة أعوام تبحث عن نفسها بين برامج المنوعات ونشرات الطقس، كانت نقطة التحول لقاءها بالصحافي الراحل جبران تويني خلال ورشة عمل للإعلاميين في إحدى الجامعات.حينها فقط قررت التحول للعمل في الصحافة، بعدها عادت ريما للعمل في الصحافة التلفزيونية على شاشة العربية مراسلة من بيروت.نقطة التحول التالية كانت التحدي الذي خاضته مكتبي في تغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006.حيث انخرطت في العمل الميداني، غامرت بالدخول إلى مواقع حساسة وظفرت بشهادات من موقع القصف، أمضت أياماً تحت وطأة النيران في الملاجئ متضامنةً مع ضحايا الحرب من النساء والأطفال.

تجربة ريما الميدانية خلال صيف 2006 إنسانية قبل أن تكون مهنية، وشديدة الصلة بطفولتها، حيث للحرب الأهلية اللبنانية ذكرى أليمة بالنسبة لها، عندها قُتل والدها عام 1980 حينها كانت طفلة لم تتجاوز الثالثة من عمرها.

عن تلك التجربة تقول ريما في صفحتها على الفيس بوك والتي تجاوز عدد معجبيها 3500، «ما تعلمته خلال تجربة قصيرة تحت وطأة الضغط، أكثر بكثير مما اكتسبته خلال أيام العمل العادية».

بعد تجربة التغطية الميدانية للحرب، انتقلت ريما إلى ستوديوهات العربية في دبي مقدمة لنشرة الأخبار الرئيسية، تلك الإطلالة كانت كفيلة بأن تصنع بداية أخرى لمذيعة ارتبط وجهها الطفولي لدى المشاهدين ببرامج الترفيه والمنوعات.

فقد بدت أكثر جدية وإصراراً على إثبات نفسها، والقفز نحو تحديات أكبر، لعل أبرزها الندوة الحوارية التي أقيمت على هامش منتدى دافوس الأخير، وجمعت وزراء ورجال أعمال عرب وأجانب تحدثت خلالها الإنجليزية بطلاقة، شاكست ضيوفها وكانت حديث الندوة.

تستعد مكتبي حالياً لوثبة ثالثة تضعها على مرأى جمهور أكثر اتساعاً، إثر إعلان شبكة سي إن إن الدولية انضمام ريما للعمل ضمن قائمة مذيعي ومراسليها في المنطقة.

حيث تُطل في يونيو المقبل لتقديم برنامج «داخل منطقة الشرق الأوسط»، تلك التجربة تضعها أمام تحد آخر، باعتبارها آخر الإعلاميات العربيات المنضمات لمنابر أجنبية في المنطقة العربية في سيناريو تكرر ولم يقدم أي جديد.

أمل الفلاسي

Email