مساعدة المسنين واجب إنساني واجتماعي

مساعدة المسنين واجب إنساني واجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن قيمنا ومبادئنا تدعونا إلى احترام المسن وتوقيره وتبجيله، في كل زمان ومكان، فالمسنون ليسوا فقط بحاجة إلى المساعدة، وإنما أيضاً للكلمة الطيبة والابتسامة.

فالمسن هو أب وعم وخال وهو جار وصديق، والعناية بالمسنين واجب ديني وإنساني، فماذا ستفعل إذا وجدت امرأة عجوزاً أو رجلاً مسناً، بحاجة إلى المساعدة؟

أسامة رفاعي:

يقول سبحانه وتعالى «الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير»، وانطلاقاً من قوله تعالى، علينا أن نسرع لمساعدة المسن أياً كان رجلاً أو امرأة.

هذا ما تعلمناه من أهلنا في البيت وفي المدرسة، بل ان ديننا الإسلامي يحثنا على احترام الكبير.

فكيف إذا كان طالباً للمساعدة، والإسلام من أهم أهدافه تعزيز التضامن الأسري، فهو يحث على احترام المسنين وخاصة الوالدين، والاهتمام بالمسنين إضافة إلى كونه مبدأ راسخاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.

هو واجب إنساني وديني، وعلينا أن نترجم ذلك على أرض الواقع، وألا نكتفي بإبداء الرأي فقط.

حليمة علي:

أولاً هناك احتياجات نفسية، علينا أن نراعي فيها المسن، مثل حفظ كرامته، واحترامه، وخلق الإحساس الكبير في نفسه، بأنه شخص مهم في حياتنا، ثم توفير جو أسري آمن لرعايته، وإشباع حاجاته الوجدانية عبر تواصله مع الأقارب، ومشاركته في المناسبات والأعياد المختلفة.

كذلك تشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم، في قضاء احتياجاتهم الشخصية مما يسهم في تعزيز الثقة في أنفسهم، أما إذا كان بحاجة إلى المساعدة، فالواجب أن نهتم بمساعدته، وهناك طرق كثيرة في تقديم مثل هذه المساعدات، المهم ألا نشعره بأنه أصبح إنساناً مسناً غير قادر على خدمة نفسه، فمثل هذا الشعور سوف يحبطه كثيراً.

عفراء الرميح:

هناك جهات معنية أولاً بتيسير حياة المسن الاجتماعية وعلاقاته الأسرية، ليعيش في إطار الدفء العائلي، وتعاون أفراد الأسرة في تلبية احتياجات المسن، وتجنيبه الوحدة والعزلة، ونكون بهذا قد خدمنا المسن، وساعدناه على خلق الثقة به، ومن واجبنا ألا نتردد في حالة شعرنا انه بحاجة إلى هذه المساعدة.

ومن الأفضل ألا نجعله يطلب هذه المساعدة، وأن نبادر من أنفسنا، فرحم الله أمرئ خدم الآخرين، دون أن ينتظر كلمة شكر، فكيف بخدمة الرجل المسن أو المرأة العجوز، ونصيحتي إلى كل شاب وشابة.

أن يكونا مضرب المثل في خدمة المسنين، إذا صادفتما رجلاً مسناً أو امرأة عجوزاً، في الأماكن المزدحمة.

جمال البلوشي:

قد يعاني معظم المسنين، من ضعف السمع أو البصر، لكنه يتجاهل ذلك، عليك أن تكون لبقاً وألا تطلب منهم تكرار ما يقولون، فلقد مررت بتجربة مثل هذه في حياتي، كنت أطلب من شخص كبير في السن جلس بقربي، تكرار ما يريد قوله، وعندما عرفت انه يسألني عن مكان يريد أن يذهب إليه.

خجلت من نفسي ومن يومها صرت أركز جيداً في حديث الآخرين معي، كذلك إذا شاهدت مسناً يريد أن يعبر الطريق، عليك أن تأخذ بيده، وتقديم أشكال المساعدة مع المسنين، تتجسد في كثير من الأفعال، وهي أفعال من عمق تقاليدنا الأصيلة، علينا أن نقول لهم الكلمة الطيبة، ونشعرهم بأنهم محل التقدير والاحترام.

حمد الحلو:

حياتنا مليئة بمثل هذه الحالات، لأننا تعلمنا واجب احترام الغير، في البيت والمدرسة والشارع، والمساعدة هنا من أهم وأحب القيم في نفوسنا، لذلك ليس منا من يتهرب من تقديم المساعدة، أو خدمة الآخرين خاصة من هم في عمر كبير ومسنين.

فالواجب يدفعنا ليس فقط لخدمتهم عندما نكون في الشارع، ونشعر أن أحدهم بحاجة إلى مساعدة، ولكن أن نشكل فرقاً تطوعية، تذهب إلى أماكنهم ومواقعهم، في دار العجزة والمستشفيات وحيثما يتواجدون.

وعلينا أن نتذكر دائماً، أن هذه المساعدات التي نقدمها، تكون محل إعجاب وسرور في نفوسهم، وقد لا يعبرون عنها بكلمات الشكر والثناء، ولكن في داخلهم فرح قد لا نشعر به، ولكنهم يقدمونه بطريقتهم.

عبيد التاجر:

القاعدة الأساسية التي ينطلق منها الاحترام المتبادل في العلاقات الاجتماعية، هو إننا جميعاً بحاجة أن ننظر إلى الآخرين نظرتنا إلى أنفسنا، وأن نتعامل مع الآخرين كما نحب أن يتعامل معنا.

فقد جاء إعرابي إلى النبي (ص): فقال (يا رسول الله علمني عملاً أدخل به الجنة، فقال ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم، وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم).

فالاحترام المتبادل في العلاقات الاجتماعية يبدأ من الإنسان نفسه، لذلك فإن المطلوب هو احترام المسنين وتقديرهم ومحبتهم، والتفاهم والتعايش معهم، ولنتذكر جميعاً أن احترامنا وبرنا وتواضعنا لآبائنا، هو الذي يغرس في نفوس أبنائنا هذا السلوك الحسن.

Email