يحتل مساحة كبيرة في سوق الجمعة

السجاد .. صناعة يدوية تقاوم تقنيات العصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد سوق السجاد بشكل عام نشاطا كبيرا رغم التوجه إلى الأرضيات الرخامية، فلا تخلو المنازل من قطع السجاد الشرقي، وما تزال الأسر المواطنة والمقيمة في الدولة كذلك متمسكة بتغيير أثاثها ومفروشاتها في كل مناسبة، رغم تفاوتت آراء المواطنين حول الأسعار محملين أصحاب المحلات مسؤولية ارتفاعها.

إذ إنها فيما مضى تعتبر جزءاً هاماً من أثاث المنازل على اختلاف أنواعها وأحجامها، لذلك ازدهرت تجارة السجاد على مر التاريخ والتي تختلف حسب أسماء دول المنشأ والمناطق التي اختصت بصناعته، وأيضا ثقافة الشعب وتراثه، وعلى الأغلب تكون رسوم النقوش من الآيات القرآنية، والطيور، أو الزهور بأنواعها، والحيوانات خاصة الجمل والأسد والمناظر الطبيعية.

وفي الوقت الراهن تعج الأسواق الشعبية والمحلات التجارية بأنواع كثيرة ومتخصصة من السجاد المستورد والذي ينقسم إلى نوعين، الأول صناعي أو ميكانيكي «الصيني والبلجيكي».

والثاني يدوي والذي أصبح نادرا جدا. ولا زال هناك طلب على السجاد المصنع يدويا والذي يظل هو المرغوب به في سوق السجاد العالمي لدى أصحاب محلات بيع القطع الأثرية والتحف الشرقية، وبالأخص الذي يتميز بالجودة وجمالية في الشكل واللون والقياسات المختلفة التي نفرش به المنازل والمكاتب لتغطية الأرضية وتزيين المنازل والمحافظة على نظافتها.

ومن أشهر أنواع السجاد اليدوي الإيراني بأشكاله المختلفة، والعراقي والأفغاني، والتركي، وحتى الباكستاني، ومن الدول المصنعة للسجاد اليدوي أيضاً المغرب وسوريا ومصر، ولا زالت تعتمد على النول البسيط دون الاستعانة برسومات محددة أو نماذج الكمبيوتر.

أن هذه الصناعة على وشك الانقراض وهذا ما يخشي منه البعض نظراً لارتفاع سعر المواد الخام المستوردة وتدني سعر بيع المنتج النهائي الذي يتحكم فيه مجموعة من كبار التجار، ولاتجاه الصناع إلى آلات للتصنيع بدلا من العمل اليدوي لاستغراقه وقتا كبيرا وجهدا مضنيا لإنتاج السجادة الواحدة. كما أن السجاد اليدوي أصبح باهظ الثمن لذا أصبح يستخدم بتعليقه على الحائط كلوحة فنية.

راحة ودفء

وعندما تزور إمارة الفجيرة فإنك لا بد أن تمر على سوق الجمعة الشعبي الذي يقع على الطريق العام الذيد - مسافي على شارع الشيخ مكتوم بن راشد، هذا السوق الذي يقبع في أحضان الجبال المحيطة به من كل حدب وصوب، ويعد من معالم الفجيرة الجميلة ومراكزها التجارية المهمة الجاذبة للسياح وحركة العمل.

فموقعه بالقرب من ضفاف منحه بعدا جماليا تضاف لتلك الأهمية. فسوق الجمعة يمر حاليا بمرحلة من الانتعاش، خصوصا وقد أنشئ بمحاذاته العديد من تلك الأسواق المتخصصة ببيع السجاد والأدوات المنزلية والمواد الغذائية الطبيعية وغيرها.

فالأهالي والزوار والسياح الذين يأتون إلى المنطقة أو يتوقفون عند مرورهم، خاصة الأجانب، يعتبرون هذا السوق من معالم الفجيرة المهمة إلى جانب الأسواق الشعبية الأخرى التي في مدينة الفجيرة والبدية تشكل محطة مهمة من محطات زيارتهم للمنطقة الشرقية.

راحة ودفء

ويعج سوق الجمعة اليوم بالسجاد الذي يتم إحضاره من دول مختلفة وبأنواع متعددة، وأصبح السجاد الآن ليس مجرد قطعة من كماليات الديكور المنزلي.

بل أصبح من الضروريات فلا تكتمل جماليات أي منزل إلا بالسجاد، خصوصا السجاد من النوعية الجيدة التي تدوم لسنوات طويلة، فأهميتها تبرز عبر ما يؤمنه من إشاعة للدفء والراحة وخفضه لنسبة الضجيج وعزل الأصوات، لاسيما مع تنوع أشكاله وألوان ونقوشه التي تتماشى مع مختلف الأذواق. فهناك السجادة المستطيلة والمربعة والدائرية.

وفي ضوء ذلك يحتل بيع السجاد المركز الأول بنسبة 80% من مبيعات منتجات السوق الشعبي، حيث تقبل الجاليات الغربية على شراء السجاد بكثرة لأسعاره الجيدة وجودة الصناعة وتعدد الألوان المختلفة.

ففي أقسام السوق نرى لوحات فنية بديعة لمختلف أنواع السجاد الذي يتميز بالجودة العالية والدقة في الحياكة، وعلى الرغم من السعر المرتفع إلا أنه يبقى المنافس الأكبر لبقية أنواع السجاد المعروضة، كما تتفوق شهرة السجاد المصنع يدويا، في ظل وجود السجاد المصنع بالتقنيات الحديثة.

هناك أنواع مختلفة من السجاد، فهناك سجاد الزينة وسجاد المنازل وسجاد عليه لوحات فنية ورسومات رائعة ومناظر طبيعية، وتتراوح الأسعار من 30 درهما إلى 4000 درهم، وتختلف حسب طريقة صنع السجاد والرسوم والزخارف الموجودة على السجاد.

كما يضم السوق بين جنابته بالإضافة إلى كل ذلك المنتجات المختلفة من المشغولات اليدوية كالوسائد، والمفارش المطرزة بالورود والزهور التي نسجت بخيوط من الحرير والصوف والقطن بأقمشتها متفاوتة الألوان بين الأبيض والأسود والسكري والذهبي والأحمر القاني والأخضر.

الإيراني والتركي في المقدمة

بسؤال محمد الأفغاني تاجر السجاد في سوق الجمعة في خورفكان، أفاد أن السجاد الإيراني سواء المصنع من الصوف والحرير والقطن والذي يفضله الأوروبيون والأجانب بشكل خاص يحتل المرتبة الأولى في المبيعات في سوق السجاد بالدولة بصفة عامة، والمنطقة الشرقية بصفة خاصة، ويأتي بعده في المرتبة الثانية السجاد التركي والكشميري، فيما أخذ السجاد الصيني والبلجيكي يثبت حضوره مؤخرا بأسعار تنافسية مذهلة.

فأسعار السجاد بوجه عام تتراوح ما بين 200 - 1000 درهم للقطع الصغيرة والمتوسطة، وأحيانا يصل إلى 2500 درهم أو أكثر للقطع الكبيرة، نظرا لجودته ومهارة صناعته وجمالية نقوشه.

لافتا إلى ندرة تسويق السجاد الأفغاني بالمنطقة كونه الأغلى في العالم، وإن كان يباع في أسواق الإمارات الأخرى وبأسعار خيالية.

خورفكان - ناهد مبارك

Email