«سكراب» لمسرح دبي الشعبي تسلط الضوء على حياة رجل متقاعد

«سكراب» لمسرح دبي الشعبي تسلط الضوء على حياة رجل متقاعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من ان قرار المشاركة في مهرجان ايام الشارقة المسرحية كان صعبا على فرقة مسرح دبي الشعبي، بعد اعتذار المخرج محمد العامري في وقت متأخر نتيجة انشغاله بمسرحية «التراب» كمخرج ومسلسل ريح الشمال كممثل، وبعد ان كانت الفرقة على وشك الاعتذار عن المشاركة في عروض الدورة الجديدة.

الا ان اعضاء الفرقة وعلى رأسهم الفنانان عبدالله صالح ومحمد سعيد اصرا على المضي قدما في سباق مع الايام القليلة المتبقة على انطلاقة مهرجان الايام، لاعداد عرض مسرحي يليق وبمستوى الاعمال التي قدمتها الفرقة خلال مسيرتها وعلاقتها الناجحة مع مهرجان الايام.

فسجل جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان يحفل بأسماء توجت بجوائز في التأليف والاخراج والتمثيل، واستطاعت الفرقة ان تحقق عبر دورات مهرجان الايام حضورا بارزا من خلال نوعية الاعمال المسرحية التي انتجتها، لهذا جاء الاصرار على المشاركة، فوجود مسرح دبي الشعبي في مهرجان الايام ضرورة بالنسبة لاعضاء الفرقة..

المخرج محمد سعيد وضع يده على نص كتبه عبدالله صالح منذ فترة طويلة وهو عبارة عن مسرحية مونودراما تتناول حياة رجل متقاعد يدعى بن صالح، الا ان الثنائي محمد سعيد وعبدالله صالح ذهبا بالنص الى ابعد من اطار فرجة فن المونودراما القائمة على الممثل الواحد.

وحولها كثير من المشاهد السردية وذكريات بن صالح التي يستحضرها الى واقع، هذا الامر دفع الى دخول شخوص اخرى في العرض مما فتح مجالا واسعا لانشاء فرجة لا تتكئ على طقس واحد ولا تستسلم لرتابة الممثل الواحد.

«سكراب» هو عنوان العرض الذي ستشارك به فرقة مسرح دبي الشعبي في الدورة العشرين لمهرجان ايام الشارقة المسرحية والتي ستنطلق في السابع عشر من مارس الجاري.

وسكراب بالعامية الاماراتية تعني الخردة، والعنوان يشي الى حياة بن صويلح الموظف الذي وجد نفسه مقاعدا رغم عنه تحت دواعي اتاحة الفرصة لجيل الشباب من الموظفين..

لكن بن صويلح، سيجد نفسه وحيدا بين جدران بيته الاربعة تحاصره الذكريات وحياته التي اقتصرت على وظيفته والتي من اجلها فقد زوجته التي يحبها، عاش عصاميا، يحب وظيفته حد الاخلاص الاعمى.

يتذكر ما قدمه لتلك الوظيفة من جهود، اسس وطور وعاش احلام نجاحتها وتطورها، ثم وجد نفسه وحيدا، بلا حلم ولا آمل. يؤمن بن صويلح ان لديه القدرة على العطاء، وانه لا يمكن ان يتحول الى سكرا او خردة ترمى هكذا في هامش النسيان.

على هذا المنوال يذهب المخرج محمد سعيد في صياغة رؤاه الاخراجية مع ممثلين يقودهم بطل العرض عبدالله صالح، فرقة تسابق الزمن وتعد الدقائق، لكنها تحرث في فضاء المسرح مشهديات ومشاعر لتحويل قصة بن صالح الى قضية يضعها فن المسرح على حامل الواقع، وينير حولها بقعة ضوء.. هي قضية حية، يعيشها المئات ممن صار التقاعد سجن لما تبقى فيهم طاقة وعطاء..

يشارك عبدالله صالح في التمثيل كل من: الفنانة صوعه، سعيد عبدالعزيز، الريم، ابراهيم استادي، حمد الحمادي.

تأسست فرقة مسرح دبي الشعبي عام 1977م وهي فرقة مسرحية تنحدر تحت لواء جمعية دبي للفنون الشعبية والتي تأسست عام 1977م وكانت تعرف بفرقة مسرح جمعية دبي للفنون الشعبية.

قدمت أولى أعمالها المسرحية في عام 1977م بمسرحية بعنوان «ولد فقر طايح في نعمه» وهي من تأليف الكاتب البحريني فؤاد عبيد وإخراج المخرج المرحوم إسماعيل محمد وقدمت على خشبة مسرح مقر الجمعية القديم في منطقة المنامة .

ومن ثم توالت أعمال الفرقة حتى وصلت مجموعة أعمالها إلى أكثر من ثلاثين عمل مسرحي ويعد الكاتب الراحل سالم الحتاوي احد مؤلفيها البارزين والذين قدم للفرقة العديد من الكتابات المسرحية التي اشتغلت عليها الفرقة وحصدت من خلالها جوائز متميزة.

دبي- مرعي الحليان

Email