الكورية هاموك بطلة عالمية.. سرعة رسائلها النصية كالطلقات

الكورية هاموك بطلة عالمية.. سرعة رسائلها النصية كالطلقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشعر هاموك مين في هذه الأيام بأنها كراعي البقر الذي يحمل مسدساً سريع الطلقات، ففي حصة اللغة الإنجليزية في المدرسة الإلزامية التي تتردد عليها في عطلة الشتاء، يشعر الطلبة بالغيرة من حقوق البطولة الدولية في طباعة الرسائل النصية التي تتباهى بها، ويصطفون للتباري معها.

تقول هاموك، البالغة من العمر 16 عاماً، في هذا الصدد: يأتي الطلبة وهم يحملون هواتفهم الخلوية، ويتبجحون بأنهم يستطيعون هزيمتي في كتابة الرسائل النصية بصورة سريعة، لكنهم يشعرون بخيبة الأمل ما أن يبدأ هذا التنافس. وهي تعطيهم مزيداً من الفرص لكي يحاولوا هزيمتها دون جدوى.

وأسلوب الفتاة المعبر أتاح لها مظهر البطولة الذي اعتادته الآن، لدرجة أنها تبدو ضجرة من الشهرة. وقد تمكنت، مؤخرا، هي وفتى آخر من كوريا الجنوبية يدعى باي يونغ، من التغلب على منافسين عالميين، والفوز ببطولة العالم في حركة الإبهام السريعة في كتابة الرسائل النصية.

كما فاز فريقهما الكوري الجنوبي بمسابقة دولية أقيمت في نيويورك الشهر الماضي، لتحديد أسرع وأدق شخص يستطيع إرسال رسائل نصية عبر الهاتف الخلوي. وباي طالب في الثانوية العامة، يبلغ من العمر 17 عاماً، وقد صبغ شعره بلون كستنائي فاتح، ويدرس لكي يصبح مغني أوبرا. يقول باي: «عندما يشاهدني الآخرون وأنا أكتب الرسائل النصية، فإنهم يعتقدون أنني لست سريعاً بما فيه الكفاية، وأن بإمكانهم التفوق عليّ، لكني لم أخسر أي مباراة حتى الآن».

وفي المسابقة التي أقيمت في نيويورك، استطاع باي طباعة 6 حروف في الثانية، ويؤكد أن بإمكانه الطباعة بصورة أسرع من ذلك لو ركز تفكيره بدرجة أكبر. وجمعت بطولة كأس العالم الافتتاحية في إرسال الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة، والتي رعتها شركة «إل جي إلكترونكس» الصانعة للهواتف النقالة، فرقا من 12 دولة يتألف كل فريق منها من شخصين، من الذين استطاعوا الحصول على بطولاتهم المحلية، من خلال هزيمة ما مجموعه 6 ملايين متباري.

وتمثل القانون الأساسي للمسابقة بنسخ جمل تتدفق عبر إحدى الشاشات، بصورة صحيحة، وتطلب ذلك استخدام الأحرف الكبيرة المطلوبة، وعلامات الترقيم في المواضع الصحيحة، وبالسرعة الممكنة. ومهما كانت اللغة التي يختارها المتسابقون، كان يتم اختيار الكلمات بحيث يطبع كل متسابق عددا متساويا من الحروف.

وعند انتهاء المسابقة، أعلن فوز هاموك وباي، كأسرع شخصين في العالم في طباعة الرسائل النصية الصحيحة. وجاء في الترتيب الثاني فريق أميركي، بينما احتل المركز الثالث فريق أرجنتيني.

ومنذ عودتهما إلى الديار، وبحوزة كل منهما مبلغ 50 ألف دولار، هو عبارة عن قيمة الجائزة، أصبح الاثنان في مرتبة الأبطال، وينتميان إلى ما يسميه الكوريون بـ «قبيلة الإبهام»، وهي القبيلة التي تضم أفرادا في مقتبل العمر، يشعرون براحة أكبر في التخاطب مع الآخرين بواسطة الرسائل النصية بدلا من التحدث.

وقبل إن ينهمك في الدراسات الموسيقية، مؤخراً، كان باي يرسل عددا يتراوح بين 200 و300 رسالة نصية يوميا، بينما تراوح عدد الرسائل النصية التي ترسلها هاموك بين 150 و200 رسالة. وتدافع عن هذا الإسراف في إرسال الرسائل النصية، وهي ترمق والدتها التي تجلس بجوارها، قائلة: «هذا معدل طبيعي بالنسبة لصديقاتي».

تقول هاموك: «عندما نكون في داخل حجرة الصف الدراسي، فإننا ننظر إلى المدرسة ونستمع لها وهي تشرح الدرس، بينما نطبع الرسائل النصية بواسطة هواتفنا الخلوية بدون أخطاء مطبعية، وتكون أيدينا أسفل المقاعد الدراسية».

وكانت هاموك قد فازت في عام 2009 ببطولة كوريا الجنوبية الوطنية في إرسال الرسائل النصية، حيث فازت على 8,2 مليون متسابق، وبلغ معدل سرعة طباعتها للأحرف بواسطة إبهامها 25,7 حروف في الثانية. في المقابل، فإن أفضل نتيجة بين المتبارين، الذين كانوا في العقد الرابع من عمرهم، بلغت 2,2 حرف في الثانية.

ترجمة ـ عمر حرزالله

Email