جمعتهما القرية العالمية في حلبة المنافسة

الثنائي هدى يبدع.. «فناتك» إماراتية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هدى صفر وهدى الهاشمي شابتان إماراتيتان عشرينيتان، تشابهت أسماهما الأولى، والتحمت مواهبهن في محل «فناتك» في القرية العالمية الذي يحظى بإقبال كبير من الأجانب والعرب، حيث تقومان ببيع قمصان قطنية مميزة تحمل شعارات وعبارات فيها الكثير من الاعتزاز والفخر بدولة الإمارات ومنها «انتبه جدامك إماراتي!»، كما تقومان بتحويل صور الزبائن الفوتوغرافية إلى رسومات كرتونية على «التيشرتات» وذلك حسب الطلب، وهو الشيء لم يعتد الجمهور مطلقاً.

عن بداية المشروع قالت هدى صفر: ضاعف الفراغ والملل في فترة الصيف رغبتي في ابتكار شيء يميزني، ويجعل مني شخصية فريدة في عالم الأزياء الشبابية وإدارة المشاريع، حيث كنت أقوم بإعداد تصميمات بسيطة للقمصان القطنية وأعرضها على صديقتي الموهوبة هدى الهاشمي، التي كانت بدورها تقدم لي النصائح، وتبتكر تصميمات جديدة، وتحاول إيجاد أفكار غريبة لم تنفذ من قبل، وبعد عدة محاولات جدية قمنا بتنفيذ تصميماتنا على عدد من «التيشرتات» التي نالت إعجاب الصديقات وأفراد عائلتينا، وشاركنا من بعدها في معرض «مبدع في صيف بلادي»، الذي شهد على نجاح فكرتنا، وتميز البضاعة التي نقدمها للجمهور.

دراسة وبزنس

وقالت هدى الهاشمي: كنت مترددة في بداية الأمر، ولكن هدى أقنعتني بالمحاولة على الأقل، ومن بعدها أصبحنا نشجع بعضنا بعضا، حيث بدأت علاقتنا كزميلتين على مقاعد الدراسة، ومن ثم أصبحنا صديقتين في كلية الإعلام في الجامعة، وحاليا يجمعنا «البزنس»، وقد واعتمدنا على خبرتنا المتواضعة في التصوير والتصميم والرسم، كما تعاملنا مع مطبعة إماراتية، وكنا نشتري «التيشرتات» القطنية من محل إماراتي، وكل ذلك لأننا قررنا منذ البداية أن يكون مشروعنا إماراتي مئة بالمئة.

وعن محلهن في القرية العالمية قالت صَفر: شاركنا في مشروع «فرصتي» التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، والذي يدعم الأسر الإماراتية المنتجة، وقد قمنا بافتتاح محل خاص بنا أطلقنا عليه اسم «فناتك» بعد أن أعجبوا بفكرة مشروعنا وروعة تصميماتنا التي شملت البنات، والشباب، والأطفال.

وأضافت الهاشمي عن غرابة اسم محلهن: «فناتك» مأخوذة من الكلمة الانجليزية «فان تاستك»، التي قمنا بتعريبها على طريقتنا، و«الفنتك» يعني الشيء «الكشخة» الجميل، ولكننا قمنا بجمعها حتى نعبر عن كم الأشياء الجميلة التي نبيعها. وعن كيفية تأمين المال لاستئجار المحل في القرية قالت الهاشمي: لم تكن عملية استئجار المحل صعبة، كما لم نواجه مشكلة في دفع المبلغ المتفق عليه، لأن حكومة دبي كانت تدعم مشروع «فرصتي» من الألف إلى الياء.

وعندما سألنا الثنائي هدى وهدى عن ردة فعل عائلاتهن على افتتاحهن للمشروع، أوضحتا أنهم انقسموا إلى معارضين ومشجعين، وقالت صَفر: واجهنا بعض الصعوبات، خصوصا وأن كثيرين منهم عارضوا فكرة أن نبيع في القرية العالمية ونحن شابتان من عائلتين محافظتين وملتزمتين بالعادات والتقاليد، ولكننا قمنا بإقناعهم وتغلبنا على جميع العقبات بمساعدة أمهاتنا، كما قامت إحدى صديقاتنا بعمل رسمة كرتونية تقريبية لنا، حتى نقدمها إلى وسائل الإعلام كبديل عن صورنا الشخصية.

أما الهاشمي فأكدت أنهن لم يستعن بأحد أثناء التجهيز لمشروعهن وقالت: كنا نعمل طيلة النهار ونعود في ساعات متأخرة من الليل، كما بذلنا مجهودا كبيرا، لدرجة أننا أصبحنا نشعر اليوم بأننا في عمر الثلاثين وليس العشرين، فالانخراط في سوق العمل جعلني واثقة بنفسي وقدراتي، كما مكنني من مواجهة الناس بكل جرأة وذكاء.

أرباح «فناتك»

كانت أرباحنا مادية ومعنوية والحمد لله.. هذا ما أكدته صَفر وقالت: كان الزبائن يمدحون ديكور محلنا وطريقة ترتيبه وتنظيمه، كما كانوا يعلقون على بعض العبارات المكتوبة على «التيشرتات» وقد هذا ساهم في رفع معنوياتنا بشكل كبير، وبالنسبة إلى أرباحنا المادية، فقد كانت جيدة نوعا ما، حيث كان بعض الزبائن يعطوننا صورا لأقربائهم وأصدقائهم حتى نصممها لهم بشكل كرتوني، ويقدموها لهم كهدايا تذكارية مميزة. وقالت صَفر عن الأسعار: يبلغ سعر «تيشرتات» الأطفال 60 درهماً، أما أسعار قمصان الشباب والشابات فتتراوح بين ال80 و100 درهم.

وذلك حسب التصميم، وبالنسبة إلى «التيشرتات» ذات الرسومات الكرتونية فسعرها ثابت ويبلغ 350 درهما. وعما إذا كانت أرباحهن المادية تغطي مصاريفهن الشخصية ومتطلبات المحل، قالت الهاشمي: هذه أول خطوة جدية لنا في عالم «البزنس»، والأرباح المادية شيء غير مهم لنا في هذه الفترة بالتحديد، لأننا لا نفكر إلا في الانطلاق في هذا المجال مبدئيا والتواصل مع الناس، كما أننا لا نعتمد على المشروع لتغطية مصاريفنا الشخصية، بل نعده وسيلة تسلية وترفيه وتعلم.

دهشة الأجانب

وقالت صَفر عن إقبال الجمهور على محلهن: أثار مشروعنا دهشة الأجانب وإعجابهم بشكل كبير، حيث كانت تلفتهم «التيشرتات» المكتوب عليها بالخط العربي، والمطبوع عليها أشياء من التراث، مثل «الدلة والبرقع» وغيرها من رموز تراثنا الأصيل، وأذكر أن هناك سيدة أجنبية قامت بشراء «تيشيرت» للأولاد لأنها أعجبت فقط بتصميمه، أما الإماراتيون بشكل خاص والعرب بشكل عام، فكانت ثقة معظمهم معدومة بمنتجاتنا المحلية، حيث كان أغلبهم يسألوننا عن نوعية القمصان، هل هي قطنية أم لا؟!

وهل من المحتمل أن تتلف عند غسيلها؟!، ولكن الحال كان مختلفا مع «التيشرتات» التي كتب عليها «انتبه جدامك إماراتي»، حيث أبدى العرب والمواطنون إعجابهم الكبير بها، على عكس الأجانب الذين كان في أسلوبهم الكثير من الاستخفاف، والعنصرية، والأنانية. وقالت الهاشمي: نسير على مبدأ «خالف تعرف».

وعلى مقولة سمو الشيخ محمد بن راشد الذي قال «إما أن نكون في المقدمة وإما فلا»، لذلك نفكر حاليا في وضع تصميمات مناسبة «للشيل» النسائية، والقبعات، والملصقات الخاصة بالسيارات. ثم تحدثت صَفر عن نوع آخر من الزبائن وقالت: يدور حوار فني بيننا وبين بعض الزبائن المتذوقين للفن أحيانا، وكم هو شيء ممتع أن نستفيد من خبرتهم.

ريما عبدالفتاح

Email