«نمول الشجاع» يدعو في مسرح الطفل للتعاون

«نمول الشجاع» يدعو في مسرح الطفل للتعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل نجح مهرجان الامارات لمسرح الطفل في تأصيل علاقة وطيدة مع جمهور الاطفال بعد اربع دورات وعبوره الى الدورة الخامسة هذا العام، لكي تكتظ الصالة وتغص بالاطفال وعائلاتهم مثلما يحدث هذه الايام في قصر الثقافة بالشارقة؟ سؤال يطرح نفسه، امام واقع الدورة الحالية للمهرجان.

حيث لا تزال عروض المهرجان تنجح وبشكل يومي في استقطاب مئات الاطفال اليها، وحيث صدى التفاعل يبلغ تأثيره القوي حال انفتاح ستارة المسرح على عرض جديد منذ انطلاقة المهرجان في الثامن والعشرين من يناير..

فهذا الواقع اليومي لحال مسرح الطفل، ومهرجانه الذي تأصل منذ العام 2005 يجيب عن ذلك السؤال، بل ويؤكد ان عروض الطفل، واشتغالات الفرق المسرحية الاهلية على هذا الجانب، واجتهاد الجهة المنظمة له افرز ساحة خصبة للتعاطي مع فكر وفنون هذا النوع من المسرح.. ولهذا يمكن القول ان مسرح الطفل في الامارات يحقق نجاحات مبشرة مع ازدياد نسبة الاقبال عليه من قبل الاطفال، والتفاعل مع مواضيعه.

الامر الآخر، والعروض تتوالى كل يوم على خشبة مسرح قصر الثقافة، هي المواضيع التي بدأت تسيطر على هذه العروض، ففي ما عدا اليوم الاول للمهرجان والذي شهد تقديم عرض لمراكز الطفولة بالشارقة بعنوان قطرة مطر، تذهب غالبية نصوص العروض الى تناول جدلية الخير والشر، في اطار قصص تتحدث عن محتلين وعن غازين وعن اشرار يأتون ليهاجموا المدن المسالمة.

وهذا يدفع ايضا للتساؤل عما اذا كانت احداث الواقع المحيط، باتت تؤثر كثير على افكار الكتاب.. فمسرحية «المهرج والدمى» تذهب فورا الى قصة الثعلب الماكر الذي يخطف البطة والسيطرة عليها، فتسير الاحداث نحو تخليصها من هذا الشرير، فيما ذهبت مسرحية «جنون الاشباح» الى الاتجاه نفسه.

حينما يخطف المارد ابنة زعيم اشباح الشر، مما يجعل الاخير يعدل عن شره، ومسرحية «نمول الشجاع» التي قدمتها فرقة مسرح الشارقة الوطني تذهب هي الاخرى الى قصة النمل الاحمر الذي يهاجم مملكة مسالمة من النمل، تحت تحريص وتأثير عنصر من عناصرها.. وهكذا تتوالى القصص في مهرجان الطفل..

يوم الاحد الماضي، كان الاطفال من جمهور مهرجان الامارات لمسرح الطفل، على موعد مع مسرحية «نمول الشجاع»، التي كتبها المسرحي عبدالله مسعود واخرجها المخرج الواعد حمد عبدالرزاق، وجاء العرض في اطار استعراضي، واستثمار مباشر للموسيقى والغناء الحي واعتماد المؤثرات الصوتية الحية، وتحكي قصة العرض حكاية نمول الشجاع الذي يعد فارس مملكة النحل، لكنه يأكل حبة ارز ذات يوم فتمتليء معدته ويسمن فجأة، فيظن نمل المملكة، انه ما عاد شجاعا ولا فارسا وان بدانته قد اضعفته، وهذا ما يجعل للدسيسة مكانا.

حينما يفكر احد افراد المملكة من النمل في استغلال هذه الفرصة لكي يتسنى له تزعمها، ولا يجد ملاذا الا في علاقته مع مملكة النمل الاحمر «الغزاة» والذين تحفزهم على غزو مملكته، متآمرا عليها.. لكن نمول الشجاع لا يفقد شجاعته ولا تضحيته ويتمكن مع بقية النمل من صد هجوم الغزاة. وقد اقيمت في نهاية العرض ندوة تطبيقية شارك بها عدد من المسرحيين والمشاهدين تناولوا خلالها مفاصل العرض الفكرية والفنية.

بطولة جماعية

لعب بطولة العرض الفنان القدير محمد يوسف، وحمد عبدالرزاق ورائد الدالاتي واحمد ناصر وحمدان الحوسني، واحمد مصطفى، وعبدالرحمن الحمادي، ومحمد جاسم وممثلين أخرون في ادوار متفرقة.. وقد صمم الاضاءة للعرض عبدالله مسعود، فيما صمم الديكورات والازياء الفنان عبدالكريم عوض، وعبد العزيز المازم وحسن علي في الغناء والمؤثرات الموسيقية.. وصممت لها الاستعراضات عبير وكيل.

الشارقة - مرعي الحليان

Email