وجه آخر

بريجنيف.. بداية جمهورية الرشوة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى الكثير من المحللين والمؤرخين أن البداية الحقيقية لانهيار الاتحاد السوفييتي كانت بعد الانقلاب الذي قاده الزعيم الرابع في الكريملين «ليونيد بريجنيف» داخل الحزب الشيوعي السوفييتي عام 1964 ضد خروتشوف وعزله، فقد كانت هذه البداية لظهور طبقة الأغنياء في الاتحاد السوفييتي.

والتي تكونت من كبار موظفي الدولة المرتشين ومن تجار السوق السوداء، ومن عصابات المجرمين والمافيا، وقد خرجت الصحف الغربية تهلل لعزل خروتشوف، وتتنبأ بأن يرى السوفييت مع بريجنيف قدرا أكبر من الحريات والديمقراطية. وقد تغلغل الفساد لأول مرة في أجهزة الأمن السوفييتية في عهد بريجنيف، وعلى رأسها جهاز الاستخبارات كي.جي.بي، وظهرت امتيازات الصفوة وأبناء الحكام، وانعكس ذلك بشكل واضح علي حياة أبناء أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب في موسكو وفي باقي الجمهوريات السوفيتية. وكان أبناء بريجنيف «يورى وجالينا» أكبر مثال على هذا الفساد، فقد امتدت أيديهما إلى ثروات الدولة بشكل غير مشروع، وقد عرف عن جالينا بريجنيف أنها كانت أكثر امرأة تملك حلياً من الماس الفاخر والأحجار الكريمة في العالم كله، وكان لها سلطة ونفوذ قويان علي رؤساء مناجم ومصانع الماس والحلي الروسية في إقليم «ياقوتيا» الروسي أشهر مناطق إنتاج الماس في العالم.

«يورى تشيربانوف» الزوج الأول لجالينا دخل السجن في عهد غورباتشوف بتهمة الفساد والرشاوى، وخرج من السجن عام 1995 في عهد يلتسين، كتب تشيربانوف كتابا تحت عنوان «سأحكي كل شيء» يقول فيه ان بريجنيف كان يغضب كثيرا على ابنه يوري وابنته جالينا بسبب سوء سلوكهما وفضائحهما التي كان يتحدث عنها الجميع.

وخاصة أثناء رحلاتهما للخارج، إلا أن غضب بريجنيف لم يكن بالقوة التي تحول دون استمرار أبنائه في فسادهما، بل كان بريجنيف يدللهما كثيرا وهما كبيران، ويتغاضى عن الكثير من سلوكياتهما السيئة.

وكان يوري مولعا بالسيارات الأجنبية الفخمة، ولم تكن في روسيا سيارات أجنبية سوى تلك التي لدى أعضاء البعثات الدبلوماسية الأجانب، ولم يكن مسموحا لأي مواطن سوفييتي بامتلاك سيارة أجنبية، ولا حتى كبار رجال الدولة.

وقد عرف عن بريجنيف نفسه أنه كان مولعا بالسيارات الأجنبية، وقد تلقى هدايا منها بلغ عددها أربعين أهدتها له الشركات الأجنبية وحكومات بعض الدول الفقيرة ،وقد آل أسطول السيارات الفخمة التي تركها بريجنيف بعد رحيله إلى الدولة.

«فلاديمير ميدفيدف» الحارس الخاص لبريجنيف، والذي عمل فيما بعد حارسا لغورباتشوف كتب كتابا بعنوان «رجل في الخلف» يقول فيه ان بريجنيف في السنوات الست الأخيرة من حكمه، وأثناء جولاته في الجمهوريات السوفيتية، كان يأمره أن يتصل مسبقا بقادة تلك الجمهوريات ليعدوا له هدايا ثمينة كان يحددها بنفسه، بعضها كانت تهدى اليه أمام الجمهور، وأكثرها كان في الخفاء، وخاصة الثمينة منها.

مغازي البدراوي

Email