الرواية العربية تصدرت سباق الإبداعات الأدبية عام 2009

الرواية العربية تصدرت سباق الإبداعات الأدبية عام 2009

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتلت الرواية العربية في الأعوام الأخيرة، مساحة أكبر في الساحة الإعلامية، واهتماما أكثر من قبل دور النشر، وإقبالا أوسع من القراء. ومما لاشك فيه أن الإعلام لعب دورا كبيرا في تنشيط الرواية في العالم العربي سواء على صعيد التأليف أو الترجمة.

كما ساهمت التغطية الواسعة لمعارض الكتب وإصداراتها سواء من خلال الإعلام المرئي أو المطبوع أو الانترنت في الترويج للكتب وتعريف القارئ بأحدث الكتب وأكثرها مبيعا. وبالمجمل يشهد الكتاب رواجا أفضل مقارنة بالسنوات الماضية.فيما يلي عرض لأفضل الكتب العربية مبيعا لعام 2009.

على صعيد الرواية والشعر والقصة القصيرة والسياسة والتاريخ والحقول الأخرى، آخذين في الاعتبار قوائم المكتبات ودور النشر ومواقع المكتبات الإلكترونية.في إطار الرواية، لا بد من الإشارة إلى الدور الإعلامي الواسع الذي تقوم به الجائزة العالمية العربية للرواية (بوكر العربية) .

والتي تقام سنويا، لتتصدر قوائم الترشيح التي تعلن عنها المبيعات وعلى رأسها القائمة القصيرة، والتي ضمت هذا العام الروايات الست التالية مع نبذة عنها:

عندما تشيخ الذئاب

للروائي الفلسطيني الأردني جمال ناجي. ويصور فيها الهشاشة البشرية والتداخل المعقد بين الجنس والدين والسياسة، وأسرار الارتقاء الاجتماعي من الأزقة إلى مراكز السلطة والثراء في عمان.

السيدة من تل أبيب

للروائي الفلسطيني ربعي المدهون. ويتناول في روايته قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويختار لحظة مشحونة بالهواجس والتوتر والريبة حدَّ الانفجار.

أميركا

للروائي اللبناني ربيع جابر. عمل ملحمي عن الذين دفعهم الفقر وروح المغامرة إلى ترك سوريا الكبرى في السنوات الأولى من القرن العشرين ليجربوا حظهم في أميركا الناشئة.

ترمي بشرر

للروائي السعودي عبده خال. يمتد السرد جسرا بين عالم سيد القصر ومن تحولوا إلى دمى بشرية وعبيد بسبب سلبهم بحرهم وقوارب نجاتهم.

يوم غائم في البر الغربي

للروائي المصري محمد المنسي قنديل. يتناول في عمله فترة الاكتشافات الأثرية والنضال الوطني في مصر، ويتداخل القص الشيق مع التوثيق الدقيق في وصف الأمكنة والأزمنة.

وراء الفردوس

للروائية المصرية منصورة عز الدين. تحكي عن الطبقة البورجوازية في الريف، من خلال شخصية سلمى التي تكتب تاريخها وكأن الذات قد انشطرت قسمين، قسماً يراقب ويسرد والآخر ينقب بهستيريا عن مكنونه لتخرج الرواية.

جائزة نجيب محفوظ

حصل الروائي السوري خليل صويلح على جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2009 عن روايته «ورّاق الحب» التي منحتها الجامعة الأميركية بالقاهرة في دورتها الرابعة عشرة. يحكي في روايته عن الحب حيث تتعثر شخصيات الرواية بأرواح الأسلاف عبر متاهة رفوف مكتبة ابن حزم بوصلتي والذهاب إلى أماكن أبعد في المكاشفة عبر المكتبة العربية.

قوائم المكتبات والمواقع

من إصدارات الروائيين الفلسطينيين البارزين، رواية أصل وفصل لسحر خليفة وترصد فيها التحولات العميقة التي كان المجتمع الفلسطيني يشهدها إبان الانتداب والهجرات اليهودية المتعاقبة، ومن يؤنس السيدة لمحمود الريماوي، ويحكي قصة سيدة مسنة وعلاقتها بجارتها الشابة، والتي يقلب حياتها حيوان أليف.

كما تصدرت الكتب التالية قائمة المبيعات منها، رواية اسمه الغرام للروائية والصحافية اللبنانية علوية صبح، ووراء الفردوس للصحافية والروائية المصرية منصورة عزالدين وتحكي فيها عن حياة الريف بين الزراعة والصناعة.

وهسهسة التراب للناقد والروائي السعودي عيد الناصر الذي يتحدث عن تحولات النفط الثقافية وتحاكي السيرة الحياة لموظف في أرامكو. والحمام لا يطير في بريدة للسعودي يوسف المحيميد. ونسيان. كوم للأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وتدعو فيه المرأة لأن تبقى المرأة على طبيعتها في حبها ومحبتها للرجل، ولأن تتعلم كيف تكون كالرجال في النسيان.

في الشعر احتل المركز الأول الديوان الأخير للراحل محمود درويش آن لهذي القصيدة أن تنتهي الذي صدر بعد مرور عام على وفاته ويضم 31 قصيدة، معظمها لم ينشر من قبل. وعلى صعيد القصة القصيرة التي لم تنشط بعد، فاز الكاتب السوري زكريا تامر بجائزة ملتقى القصة العربية القصيرة بالقاهرة عن مجموعته القصصية، النمور في اليوم العاشر.

على صعيد السياسة حصد أعلى المبيعات كتاب صدام حسين من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث! لخليل الدليمي، ويروى فيه الرئيس الراحل صدام حسين خلال أسره في المعتقل الأميركي عام 2006، مذكراته للكاتب. واغتيال الخليفة عمر بن الخطاب المحاضر الكاملة للتحقيق في الجريمة لزهير كمال، ويعتبر الكتاب بمثابة أول تحقيق متكامل يجرى في واقعة اغتيال الخليفة عمر، الواقعة التي لم تدرس بشكل كاف حتى الآن.

أبرز جوائز الكتاب العربي 2009

شهد عام 2009 تكريم العديد من الكتاب على مستوى العالم العربي عن مؤلفاتهم ومنحت كتبهم الجوائز. ولعل أبرز هذه الجوائز:

* جائزة العويس: فاز بجوائز دورتها الحادية عشرة (2008 - 2009): عبد العزيز المقالح (الشعر) والطاهر وطار (الرواية والقصة والمسرحية) وعبد السلام المسدي (الدراسات الأدبية والنقد) وجلال أمين (الدراسات الإنسانية والمستقبلية) .

* جائزة الشيخ زايد: فاز بها في فرع تنمية وبناء الدولة، باقر سلمان النجار عن كتاب الديمقراطية العصية في الخليج العربي، في حين فاز الجزائري يوسف بجائزة المؤلف الشاب عن كتابه إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، بينما ذهبت جائزة فرع الفنون للمصري ماهر عبد الحليم السيد راضي، عن كتاب في نظرية الترجمة:

اتجاهات معاصرة، وفاز بها جمال الغيطاني في فرع الآداب عن رواية رن. وحصلت الدار المصرية اللبنانية على جائزة النشر والتوزيع. أما جائزة شخصية العام الثقافية، فذهبت إلى المستعرب الإسباني بيدرو مارتينيز مونتابيث.

؟ جائزة دبي الثقافية: الجائزة الأولى: عمر عناز - العراق - عن مجموعته (خجلاً يتعرّق البرتقال. ثانياً: القصة القصيرة: الجائزة الأولى: محمود محمد الرحبي - سلطنة عمان - عن مجموعته ( أرجوحة فوق زمنين). ثالثاً: الرواية: الجائزة الأولى: ياسمين مجدي حسن علي - مصر - عن روايتها ( معبر أزرق برائحة اليانسون). رابعاً: الحوار مع الغرب: الجائزة الأولى: محمد الصادق الكحلاوي - تونس - عن بحثه ( الآليات والآفاق).

* جائزة الشارقة للإبداع: أولاً في مجال الشعر، فاز بالجائزة الأولى: صهيب محمد خير يوسف عن مجموعته (تكوين حلم) . ثانياً: في مجال القصة القصيرة، فاز بالجائزة الأولى: ماجد سالم صالح الثبيتي من (السعودية) عن مجموعته (الفهرست وقصص أخرى). ثالثاً: في مجال الرواية، فازت بالجائزة الأولى: هدى حمد سيف عن روايتها (لا شيء في مكانه).

رابعاً: في مجال المسرح، فاز بالجائزة الأولى: عبيد عباس عبيد عن مسرحيته (أمير الصعاليك). خامساً: أدب الطفل، فاز بالجائزة الأولى: أحمد محمد الطيب عن مجموعته القصصية (الثعلب والحرية). سادساً: في مجال النقد، فاز بالجائزة الأولى: عبد اللطيف الوراري عن دراسته (تحولات المعنى في الشعر العربي).

*جائزة سيف غباش ـ بانيبال: فوز رواية الطوق والأسورة للكاتب المصري الراحل يحيى الطاهر عبد الله، بهذه الجائزة التي منحت للمترجمة المصرية سماح سليم وهي أكاديمية مصرية تقيم في الولايات المتحدة الأميركية.

* جائزة عبد العزيز سعود البابطين العالمية للدراسات التاريخية والثقافية في الأندلس حول أفضل بحث حصلت عليها الباحثة الأكاديمية الأسبانية الدكتورة آنا ارسيوجا عن دور القرى الأندلسية في الإسهام الحضاري.

* جائزة مكتبات فرنسا: تم اختيار رواية الكاتبة العراقية انعام كجة جي التي تحمل عنوان الحفيدة الأمريكية التي ترجمت إلى الفرنسية، ضمن قائمة أفضل 30 رواية نالت إعجاب أصحاب المكتبات في فرنسا من أصل 659 رواية زخر بها الموسم الأدبي الفرنسي الحالي.

* جائزة التقدير: تسلمت الروائية الجزائرية أحلام مستغمانمي جائزة التقدير من وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي عن آخر إصداراتها نسيان كوم .

* جائزة سقراط: فاز الباحث المغربي عزيز الحدادي بجائزة سقراط الدولية للفلسفة التي يمنحها سنويا المركز الدولي للفلسفة بجامعة كامبريدج البريطانية، وذلك عن كتابه لحظات .. ويأتي سقراط.

* جائزة ماكس جاكوب للعمل الأجنبي: توج الشاعر والكاتب والإعلامي اللبناني عيسى مخلوف المقيم بباريس بهذه الجائزة بجائزة عن كتابه رسالة إلى الأختين.

*جائزة سنغور للترجمة: فاز المترجم الفرنسي حسن حمزة ذو الأصول السورية بهذه الجائزة التي تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو، لبراعته في ترجمته الكتاب الفرنسي حرب اللغات والسياسات اللسانية للكاتب والمفكر جون كالفي الصادر عن دار هاشيت.

* جائزة سيمون دي بوفوار: رفضت الروائية الفلسطينية الدكتورة سحر خليفة تقاسم هذه الجائزة مع الكاتبة الإسرائيلية تسفيا جرين فيلد بمناسبة مرور مئة عام على مولد الفيلسوفة والأديبة سيمون دبوفوار.

كتاب رحلوا في 2009

رحل خلال هذا العام العديد من الكتاب والأدباء الذين كان لهم دور بارز في عالم الكتابة، وعلى رأسهم من السودان الروائي السوداني الطيب صالح، صاحب موسم الهجرة إلى الشمال.

كما رحل الشاعر والأديب الكبير النور عثمان أبكر، وهو من نجوم شعر التفعيلة في ستينيات القرن الماضي. ومن مصر الدكتور مصطفى محمد محمود الذي ترك رصيدا كبيرا من الكتب، وكذلك الروائي يوسف أبورية والشاعر وليد منير وعدد آخر من الكتاب، والناقد والمفكر الدكتور محمود أمين العالم الذي رحل مع توأمه الفكري الكاتب عبدالعظيم أنيس.

رحيل المحلل السياسي والصحافي محمد السيد سعيد الذي أصدر العديد من المؤلفات السياسية. كما غاب الكاتب الصحافي الكبير محمود عوض، والأديب عبدالعال الحمامصي، والشاعر وليد منير والشعراء محمد صالح ومحمد حسن العتر والفنان التشكيلي الكبير أحمد فؤاد سليم والدكتور ناصر الأنصاري رئيس هيئة الكتاب.

من العراق رحلت الكاتبة والفنانة تحرير السماوي، والعلامة والباحث العراقي حسين علي محفوظ الذي ترك أكثر من 1500 كتاب ورسالة وبحث، وعالم الآثار والمؤرخ الكبير الدكتور تقي الدباغ. ومن لبنان رحل الشاعر بسام حجار، ومن الأردن أنور الزعبي، ومن تونس الروائي الدكتور محمد صالح الجابري.

كما غيب الموت الكاتب والشاعر السوري علي الجندي، ومن الجزائر الكاتب والمؤرخ حاج مولاي بلحميسي. ومن فلسطين الكاتب والباحث أنيس الصايغ. ومن ليبيا رحل الكاتب والقاص أحمد محمد العنيزي.

دبي ـ رشا المالح

Email