الهوية بين واجب المؤسسات التربوية وعجز المناهج

الهوية بين واجب المؤسسات التربوية وعجز المناهج

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلعب المؤسسات التعليمية دورا مهما في تعزيز مفهوم الهوية الوطنية بما يتوافر لديها من إمكانيات ووسائل لتوعية الطلبة من خلال تضمين المناهج الدراسية لموضوعات تؤكد وتغرس المفاهيم والقيم في نفوس الشباب.

وترى دراسة بعنوان دور المؤسسات التربوية في تعزيز مفهوم الهوية الوطنية ضرورة إعداد المناهج الدراسية بحيث تساهم في إعداد وتكوين الطالب وإمداده بالمعلومات والمعارف في المجالات المرتبطة بالموضوعات الدراسية مع ضرورة أن يكون أسلوب التدريس مطوراً لشخصية الطالب ومساعدا على التفكير العلمي بدلاً من أسلوب الحفظ والتلقين الذي لا يساهم في تنمية عقلية الطالب وتفكيره بالشكل المطلوب.ودعت إلى إعداد كوادر تدريسية قادرة على بث المفاهيم والقيم الإيجابية التربوية لدى النشء والشباب وبصفة خاصة في المجالات المرتبطة بإعداد الإنسان الصالح الذي هو على وعي بمشكلات المجتمع المختلفة ومنها بطبيعة الحال ما يهدد الهوية الوطنية ويعمل على طمس ثقافة المجتمع وتشويهها.

وطالبت عناصر تربوية بالتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه المدارس كمؤسسة تربوية رائدة في مجال التنشئة الاجتماعية من خلال غرس القيم والمفاهيم وإكساب السلوكيات الايجابية ذات الصلة بغرس وتعزيز الهوية الوطنية من خلال الاهتمام بالتربية الوطنية والموروث الثقافي والوطني وهو ما أكده احمد المنصوري المسؤول عن برنامج «وطني» بقوله: «تعد المدرسة إحدى المؤسسات الهامة في بناء شخصية وفكر الإنسان ولكن للأسف التركيز على التحصيل أثر في الدور التربوي».وقال تربويون إن بعض المناهج الدراسية لا تزال قاصرة في طرحها ولا تسهم إلا بشكل طفيف في تأجيج مشاعر الوطنية لدى طلبتها، والمطلوب هنا ؟

بحسبهم- زيادة الجرعات المعلوماتية من خلال ضخ معلومات عن الدولة والوطن العربي بشكل أساسي تساعد الطالب في التعرف عن كثب على منجزات بلاده وصونها واحترام قدسيتها.الانتماء للوطن حصة عبد الله مديرة ثانوية رقية بالشارقة تقول يتم تعزيز قيمة الانتماء للوطن من خلال الخطة الإستراتيجية للمدرسة التي تتضمن فعاليات ثقافية ودينية واجتماعية، مشيرة إلى أن بصمة العلم الموجودة على غلاف كل كتاب مدرسي هي أول دروس الحب التي يتلقاها الطلبة على مقاعد الدراسة، لافتة إلى أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بإلزام المدارس برفع العلم وأداء النشيد الوطني ما هي إلا تأكيد على حرص القادة على تعزيز هذه المفردات الهامة في نفوس النشء.وقالت إن التواصل مع أولياء الأمور وكبار السن يشكل أمرا في غاية الأهمية لأن الانتماء بدلالاته المتعددة لا يعني الارتباط بالأرض فقط بل بالعادات والتقاليد والموروثات الثقافية.

وحتى نحافظ على الهوية ونؤصلها ننظم الفعاليات التي تربط الأجيال مع بعضها البعض كزيارة لدار المسنين أو استضافة أم لتقديم توجيه جمعي للأمهات أو أي أب يرغب في إلقاء محاضرة عن العادات الأصيلة والأخلاق والارتباط مع الجذور.

مضيفة أن حس الانتماء يضفي على نفس الفرد الاطمئنان والاستقرار وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في الوطن، مؤكدة أن التربية على الانتماء للدين والوطن وغرس الاهتمام بالهوية والبدء من الأسرة يعد من أهم عوامل التنمية في المجتمعات.

أمر فطري

«الانتماء إلى الوطن أمر فطري مجبولة عليه النفوس»، بهذه الكلمات بدأ محمد الشمري مدير مدرسة الراشدية في عجمان حديثه معنا حيث قال إن الدور المنوط بالمؤسسات التربوية كبير في هذا الشأن ولا مجال للتقصير فيه لأن تعزيز الانتماء في نفوس الطلبة يجعلهم متشبثين في وطنهم وعازمين على خدمته بكل السبل الممكنة فكيف يمكن لطالب إن يضحي من أجل وطنه إن لم يكن مجبولا على حبه.

وأضاف على المدرسة أن تربي في الطالب حس المسؤولية كي يشب قادرا على تحمل مسؤولياته وواجباته في المستقبل ليبدأ بالتكيف مع مسؤولياته المجتمعية والوطنية ودوره في تقدم الوطن وازدهاره.وتعد المدرسة المكان الأمثل لبناء الشخصية والهوية لأن البرامج والمناهج الدراسية التي تغذي عقل ووجدان الطالب تؤكد له على إن الانتساب الحقيقي للوطن هو محور وأساس استمرار ورفعة الوطن وغياب الانتساب يعني ضعف المجتمع بل وانهياره.

وترى أميمه المكاوي معلمة تربية موسيقية بمدرسة الشارقة النموذجية للبنات إن استثمار المناسبات الوطنية والأحداث التاريخية مهم للغاية كأحد الأساليب التدريسية التي تسهم في ربط الطالب بجذوره، لافتة إلى إيلائهم أهمية قصوى لبعض المناسبات كالعيد الوطني ومن خلال تحضيرهم لبرامج وأنشطة تعزز لدى الطالبة الحس الوطني .

كما نعمل بنفس الوقت على تعريف الطالبات بماهية الحدث من خلال شرح مفصل عنه ونرفض أن يتحول الحدث المحوري والهام في تاريخ الدولة إلى مجرد احتفال لا تعلم عنه الطالبة سوى ارتداء العلم. وقالت على الهيئات التدريسية أن تعتبر تبصير الطلبة بواجباتهم اتجاه الدولة وحقوقهم وما عليهم من مسؤوليات وطنية بند هام في الخطة التدريسية لان الطالب الغير منتمي هو عنصر لا يبني بقدر ما يهدم.

العلم والمعرفة أساس تنمية الفرد

طالبت فاطمة العويس مديرة مدرسة الأرقم التأسيسية في الشارقة بالتركيز بأهمية تفعيل مبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها داخل نفوس الطلبة لأن التفعيل كما ترى العويس هو الضابط الحقيقي لولاء الشخصية وانتمائها.

مشيرة إلى أن بعض المدارس تغفل عن عمد الاحتفال بالمناسبات الوطنية فتضعف علاقة الطالب بمجتمعه وثقافته، مضيفة أن العلم والمعرفة هما أساس تنمية الفرد ولا نماء ولا هوية لأمة جاهلة. وشددت على دور المؤسسات التعليمية بنوعيها الحكومي والخاص في تعزيز الانتماء للوطن من خلال أنشطتها التي تبث الوعي والقيم الوطنية في النفوس من خلال خطط دراسية شاملة ومتكاملة.

وذكرت مريم محمود مديرة روضة الأماني في عجمان أن المناهج الدراسية تلعب دوراً محورياً في تعزيز الانتماء للوطن خاصة مناهج اللغة العربية، مضيفة أن الوحدات الدراسية تفرد حيزا كبيرا من صفحاتها للبيئة المحلية ولتاريخ الدولة كي يكون الطالب على اطلاع تام بتاريخ دولته وإنجازاتها الحضارية إلى جانب تنظيم الرحلات الميدانية التي تعكس ما يتناوله الطالب في ثنايا الكتب، وقالت إن بعض المدارس باتت تركز على الجوانب الدراسية بصورة كبيرة في حين يجب أن تضع في حسبانها أهمية تكوين الشخصية والانتماء.

نورا الأمير

Email