الحوت الأزرق يلتهم خطر الانقراض

الحوت الأزرق يلتهم خطر الانقراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحوت الأزرق، يعد أكبر حيوان في العالم، حيث يمكن أن يتجاوز طوله 100 قدم ووزنه 200 طن، ويشبه لسانه وحده الفيل حجما ووزنا. هذا الحيوان البحري المثير.. عاد ليستقطب اهتمام العالم كله، بعد أن شرع في الابتعاد عن خطر الانقراض، وبدأت إعداده في التزايد بنسبة 6% سنويا، في مناقضة صريحة لتوقعات بعض الباحثين أن الأجيال المقبلة لن يقدر لها أن تشاهد حيا، ولن تعرفه إلا من خلال الأفلام الوثائقية وحدها.

وقد سجل خبراء علوم البحار الحيتان الزرقاء، وهي تجوب طرق الهجرة عبر المحيطات ومناطق التغذية في المحيط الهادي التي كانت قد اختفت منها في العقود الستة الأخيرة، وأشاروا إلى ارتفاع أعدادها قرب القارة القطبية الجنوبية، كما زادت أعداد مرات رصدها في المحيط الأطلسي.

ويقول جون كالامبوكيديس العالم البحري الذي نشر بحثه مؤخرا حول تحركات الحيتان الزرقاء وأعدادها في «جورنال مارين مامال ساينس»- يقول: «لا تزال الأعداد الكلية للحيتان الزرقاء صغيرة مقارنة بالأعداد الأصلية قبل بدء صيد الحيتان، لكن الاتجاه يمضي أخيرا في الطريق الصحيح».

وكانت أعداد الحيتان الزرقاء تقدر في عام 1900 على مستوى العالم بما يتراوح بين 350000 و400000 حوت أزرق. ولم يجر استهدافها في ذلك الوقت من جانب صيادي الحيتان لأنها كانت أكبر حجما وأكبر سرعة من السفن وأدوات الصيد المتوافرة لهم.

وبعد استخدام السفن البخارية والحربونات المتفجرة، أصبحت أساطيل الصيد تفضل الحيتان الزرقاء لأن الحوت الواحد كان يمكن الحصول منه على 120 برميل من زيت الحوت الثمين بالإضافة إلى كميات هائلة من اللحم.

وفي الستينيات من القرن الماضي، عندما تم حظر صيد الحيتان الزرقاء، لم يكن قد تبقى من الحيتان الزرقاء على مستوى العالم إلا5000 آلاف حوت.ولم يتغير هذا العدد على امتداد العقود الخمسة الماضية، وقد أثار ذلك حيرة الباحثين لأن الأنواع الأخرى مثل الحوت الأحدب شهدت زيادة كبيرة في أعدادها منذ تمت حمايتها من الصيد، وخشي بعض الباحثين أن يكون الحوت الأزرق بسبيله إلى الانقراض كلية.

وقد تتبع الباحثون مجموعات الحيتان الزرقاء مستخدمين أسلوب التعرف بالتصوير لرصد الحيتان المفردة من خلال أشكال الزعانف وغيرها من العلامات الدالة، وأدهشهم أن يلاحظوا في السنوات الأخيرة كثرة أعداد الحيتان الزرقاء واختلاط جماعاتها.

ويقول كالامبوكيديس: «هذا يمثل عودة إلى نمط للهجرة وجد في فترات سابقة بالنسبة لتجمعات الحيتان الزرقاء في شمال شرقي المحيط الهادي».

وربما ترجع الزيادة في رصد الحيتان الزرقاء إلى التنافس المتزايد على الغذاء في الطرق الموجودة حاليا، مما يدفع الحيتان إلى الابتعاد إلى مسافات كبيرة، وربما كان التغير في تيارات المحيط هو الذي غير أوضاع تجمعات الكائنات البحرية المعروفة باسم الكريل، التي تشبه الروبيان والتي تتغذى عليها الحيتان الزرقاء.

وكل من هذين التغيرين من شأنه أن يدفع الحيتان إلى البدء في التحرك بصورة أكبر واستيطان طرق الهجرة وأماكن التغذية ذاتها التي كانت أجيال سابقة تفضلها.

وقد سجل باحثون آخرون اتجاهات مماثلة، حيث قال الباحث ريتشارد سيرز إن عمليات رصد الحيتان الزرقاء قد ارتفعت في السنوات القليلة الماضية في شملي المحيط الأطلسي، وإنه تم تسجيل 200 حوت في شرقي الأطلسي و440 في غربيه، بما في ذلك أعداد كبيرة بالقرب من أيسلندا.

Email