«عيون الثعالب» للسعودية ليلى الأحيدب

«عيون الثعالب» للسعودية ليلى الأحيدب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعالج الكاتبة السعودية ليلى الأحيدب في روايتها الجديدة عيون الثعالب إشكالية الواقع الثقافي العربي وخصوصيته، والتحديات التي تواجهها المرأة العربية في مجتمع ذكوري، بأسلوب روائي جري دون ابتذال وبلغة فصحي وجملة بسيطة ومباشرة، وذلك من خلال قصة فتاة جامعية متحررة هي مريم التي تعيش حياة تغبطها عليها زميلاتها، خرجت من بيئتها المحافظة. أقامت علاقات، وأجبرت من تحب على الزواج منها وتحدت المجتمع الذكوري وأغضبت أهلها وانزوت عن شلتها الجامعية.

ومن خلال الرواية تسعى ليلى الأحيدب إلى كشف الحقائق التي تتستر خلفها النماذج البشرية في مجتمع لا حرية شخصية فيه في العلن، لكن كل شيء فيه ممكن في الخفاء، حيث يسود الاجتهاد في الحفاظ على صورة اجتماعية مقبولة كي يتم التمكن من اللعب عليها، ومن التلطي خلفها للتنفيس عن مكبوتاتهم، ولممارسة كل ما تمليه عليهم غرائزهم. فلالاالمثقفون عموما لديهم هويات مزدوجة، هوية يقدمها للناس بصيغة المثقف المتنور، وهوية سلوكية تترجم حقيقته التي لا يراها إلا من يقترب منه بما يكفي ليحترق بنار تناقضه.

في إدانة ظاهرة لأجواء شريحة من المجتمع، التي يفترض بها أن تكون المثال الذي يقتدى به في المجتمع، وأن تكون السبّاقة في الوعي وفي الممارسة، ودون التماس المباشر، والتقييم الفوقي، تعرّي الروائية من خلال الحدث والحوار والمشاهد، أفراد مجموعة من المثقفين الذين يتشدقون بالأفكار والمبادئ، لكن حقيقتهم مختلفة عن الظاهر، ولا يمكن التكهن بتصرفاتهم في الحياة الشخصية التي هي بعيدة تماماً عن معاني أقوالهم.

«البيان»

Email