الضبط الذاتي مهارات تكبح الأمراض النفسية

الضبط الذاتي مهارات تكبح الأمراض النفسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكل منا بحاجة إلى طرق سريعة وفعالة للمساعدة على تنمية قواهم الذاتية، وتعديل أنماط وأساليب التكيف السيئ الذي تعلموه من خلال عمليات وشروط اجتماعية سيئة، الأمر الذي دعا المعالجين إلى ابتكار طرق جديدة سريعة وفعالة تمكن المريض من أن يمارسها بنفسه دون حاجة للمعالج إلا في حالات وأوقات قليلة.

وهذه الطرق تسمى العلاج الذاتي أو الضبط الذاتي فما قاله سقراط من قبل «اعرف نفسك» يتحول هنا ليصبح «عالج نفسك»، مستهديا بقوانين المعرفة العلمية، وأهم الخصائص التي تميز الإنسان أنه يستطيع خلق تأثيرات في داخله نابعة من ذاته ومن توجيهه الذاتي لسلوكه، من خلال دوره كمؤثر وفي نفس الوقت يمتلك الإنسان قوة رئيسية في توجيه ذاته.

والعديد من مدارس العلاج النفسي الحديثة أصبحت تعترف بأن الإنسان قادر على تعديل سلوكه من خلال المعرفة الواعية والتدريب المنظم، ومع ازدياد واستبصار الفرد بنفسه، وحرصه على علاج ذاته، يصبح أكثر قدرة على شفاء ذاته بذاته، ويصبح أيضاً أكثر نضجاً وتوافقاً ووعياً بذاته.. قمنا باستعراض بعض الاضطرابات النفسية وكيفية التعامل معها عن طريق العلاج الذاتي.

الدكتور علي محمد المستشار النفسي والتربوي وخبير التنمية البشرية يقول إن الإنسان يستطيع بكل ثقة أن يعالج نفسه دون اللجوء إلى الطبيب النفسي أو إلى احد الأصدقاء لمساعدته في التخلص من قلقه، كما أن هناك نوعين من القلق الذي يسيطر على كل واحد منا في هذا الكون الكبير، ونستطيع القول إن القلق الطبيعي أو السوي هو النوع الأول الذي يخبره الناس في الأحوال الطبيعية كرد فعل على الضغط النفسي أو الخطر.

وأكد المستشار النفسي والتربوي أنه عندما يستطيع الإنسان أن يميز بوضوح شيئاً يتهدد أمنه وسلامته كما يصوب لص مسدساً إلى رأسه أو كأن تفشل فرامل السيارة، عندئذ يشعر بالاضطراب والارتجاف فيجف ريقه وتعرق يداه وجبهته، وتزداد نبضات قلبه، وتهاج معدته ويشتد توتره، وتلك استجابة دفاعية عادية، وهذا النوع من القلق يسمى خارجي المنشأ أي أن القلق يكون استجابة سوية للضغط من خارج الفرد.

كما أن هناك نوعا آخر للقلق يسمى بالمرضي وهو يختلف عن القلق السوي فأعراضه تظهر فجأة دون سابق إنذار وبغير أي ضغوط واضحة، وأعراض هذا النوع من القلق تكون زيادة في ضربات القلب، والإحساس بالدوران وتقاصر النفس، وقد يحدث التنميل بدون أي ضغوط أو خطر ظاهر ويسمى هذا النوع من القلق داخلي المنشأ ويعني أن المشكلة هنا تنبع من الداخل وبالتالي يمر الإنسان هنا بسبع مراحل من المرض النوبات، الهلع، توهم بالمرض، مخاوف المرض، مخاوف مرضية اجتماعية، التجنب الشامل بسبب المخاوف المرضية والأماكن العامة، وأخيرا الاكتئاب.

القياس الذاتي للقلق

أشار الدكتور علي محمد إلى أن القياس الذاتي للقلق هو القائم على تقدير المريض لذاته قبل كل شيء، وقائمة المشكلات والشكاوى التي تحدث عند الجمهور غالباً ما تتركز في الشعور بخفة الدماغ أو الإغماء المنذر أو نوبات الدوخة، الشعور بالأرجل المطاطية أو الأرجل المخلخلة.

الشعور بفقدان التوازن أو عدم الاستقرار، صعوبة في التنفس أو زيادة في التنفس، ضربات زائدة في القلب أو سرعة في دقات القلب، الشعور بألم أو ضغط في الصدر، احتباس في الحلق أو الإحساس بالاختناق أو غصة في الحلق، تنميل أو خدر في أجزاء من الجسم، توهج في حرارة الجسم أو ارتعاشات باردة، الغثيان أو مشكلات في المعدة، نوبات من الإسهال، نوبات من الصداع أو آلام الرقبة أو الرأس، والإحساس بالتعب والضعف وسهولة الإعياء، نوبات من زيادة الحساسية للصوت أو الضوء أو اللمس.

نوبات من العرق الغزير, والإحساس بأن الظروف المحيطة بك غريبة أو غير حقيقية أو ملفوفة في الضباب أو منفصلة، الشعور بأنك قد خرجت أو انفصلت عن جسمك كله أو بعض أجزائه أو الشعور بأنك تطفو، أن يركبك الهم بشأن صحتك إلى درجة أكبر مما ينبغي، الشعور بأنك تفقد سيطرتك على ذاتك أو بأنك في طريق الجنون، شعور بالخوف من أنك على شفا الموت أو بأن شيئاً فظيعاً يوشك أن يحدث، شعور بالارتجاف أو الارتعاش، موجات غير متوقعة من الاكتئاب تحدث باستثارة بسيطة أو بغير استثارة، تقلبات في العواطف والمزاج بحيث تعلو وتهبط كثيراً كاستجابة للتغيرات من حولك.

ومن الحالات نفسية التي تؤدي إلى القلق الاعتماد على الآخرين، الاضطرار إلى تكرار العمل نفسه كأن ذلك نوع من الطقوس مثل تكرار المراجعة أو الغسل أو العد دون ضرورة في الواقع، كلمات أو أفكار تعاودك وتلح على ذهنك باستمرار، ويصعب التخلص منها مثل أفكار عدوانية أو جنسية غير مرغوب فيها أو أفكار دافعة تضعف السيطرة عليها، صعوبة الدخول في النوم، الاستيقاظ وسط الليل أو عدم استقرار النوم، تفادي بعض المواقف لأنها تخيفك، التوتر والعجز عن الاسترخاء، القلق والعصبية وعدم الاستقرار.

والنوبات المفاجئة من القلق تصاحبها ثلاثة أعراض أو أكثر سبق ذكرها تحدث حين تدخل أو تهم بالدخول في موقف تعرف من خبرتك أنه يحتمل أن يؤدي إلى حدوث النوبة، نوبات مفاجئة غير متوقعة من القلق تصحبها ثلاثة أعراض أو أكثر تحدث معاً باستثارة قليلة أو دون استثارة حين لا تكون في موقف يحتمل من خبرتك أن يؤدي إلى حدوث القلق، نوبات مفاجئة غير متوقعة يصحبها عرض واحد فقط أو عرضان تحدث باستثارة قليلة أو دون استثارة حين لا تكون في موقف يحتمل من خبرتك أن يؤدي إلى حدوث القلق، نوبات من القلق تتزايد عندما تتوقع عمل شيء عرفت من خبرتك أنه يؤدي إلى حدوث القلق عندك، وأنه يحدث عندك درجة من القلق أشد مما يحدث عند كل الناس.

برنامج توضيح الشخصية

من وجهة نظر المستشار النفسي وخبير التنمية البشرية علي محمد أنه لو وضعنا أمام كل عرض من الأعراض السابقة رقم 0-1-2-3-4 حسب شدة الحالة لتوضح للشخص إلى أي حد كانت هذه المشكلة سبباً في انزعاجه وضيقه خلال الستة شهور الماضية، فالصفر يعني لم يحدث قط -1 يعني حدث لك بصورة قليلة -2 يعني حدث بصورة متوسطة -3 حدث بصورة ملحوظة -4 حدث بصورة مفرطة.

طريقة كشف الحالة باختيار الرقم المناسب (من 0-4):

1- جفاف الفم أكثر من المعتاد.

2- الهم والانشغال.

3- عصبي، متحفز، قلق، غير مستقر.

4- خائف - متخوف.

5- متوتر «مشدود».

6- مرتجف في الداخل أو الخارج.

7- اهتياج في المعدة.

8- شعور بسخونة في الجسم كله.

9- تعرق في الكفين.

10- دقات قلب سريعة أو ثقيلة.

11- رعشة في اليدين أو الرجلين.

وبعد حصر النتائج تفسر كما يلي:

الجزء الأول:

الدرجة من 6 ـ 30 قلق داخلي المنشأ خفيف.

الدرجة من 31-50 قلق داخلي المنشأ متوسط.

الدرجة من 51-80 قلق داخلي المنشأ ملحوظ.

الدرجة من 81- 134 قلق داخلي المنشأ شديد.

الجزء الثاني:

الدرجة من 4-11 حالة طفيفة من القلق الخارجي المنشأ أو من الفوبيا.

الدرجة من 12- 22حالة متوسطة من القلق الخارجي المنشأ أو الفوبيا.

الدرجة من 23-33 حالة ملحوظة من القلق الخارجي المنشأ أو من الفوبيا.

الدرجة 34-44 حالة شديدة من القلق خارجي المنشأ أو الفوبيا.

واعتبر علي محمد الخبير في التنمية البشرية والاختصاصي النفسي أن عملية العلاج الذاتي للقلق تتكون من عدة أساليب وتمر بخمس مراحل وأهمها العلاج عن طريق التغذية «الغذاء الدواء» الاسترخاء «استرخِ يطول عمرك»، التدريب على الجذب «أنا أفكر فيما لا أريد ولكني أفكر فيما أريد»، وتعديل الأفكار«العلاج العقلاني الانفعالي»، واكتساب أهداف جديدة لتغيير السلوك «اكسر الدائرة المفرغة واقهر الفراغ واقهر الفكرة الهائمة وتفادى المنطقة العمياء».

عبدالرحمن الوهيبي

Email