صورة المرأة في الإعلام سلبية ونمطية ورمز للإثارة (الأخيرة)

صورة المرأة في الإعلام سلبية ونمطية ورمز للإثارة (الأخيرة)

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولنا في هذا الملف المرأة في وسائل الإعلام، والتي أكدت أغلب الدراسات التي أجريت على صورة المرأة في وسائل الإعلام، على أن المرأة ورغم الدور الإيجابي الذي حققته في المجتمع إلا أنها تعاني من إبرازها بصورة نمطية سلبية تسيء إليها، حيث يعرضها الإعلام كسلعة ورمز وأداة للإثارة، وأن التركيز الأكبر على شكلها وجمالها من خلال الاهتمام بالموضة والتجميل والأزياء وغيرها، وإهمال الموضوعات والبرامج التي تخاطب عقلها وفكرها، باستثناء عدد محدود جدا من البرامج التي تتعرض لقضايا المرأة الاجتماعية والسياسية، كما أن صورة المرأة في الإعلام العربي لا تزال كما هي لم يظهر عليها إلا تغيير طفيف.

واستعرضنا بعضا من آراء النساء في هذا الموضوع فأكدن جميعهن أنه مثلما توجد سلبيات توجد أيضا إيجابيات ومن الخطأ أن نعمم أن جميع ما يعرض عن المرأة في وسائل الإعلام سلبي بل هناك اهتمام بقضايا المرأة وتسليط الضوء على الأدوار التي تقوم بها داخل مجتمعها ومساهمتها في عجلة التنمية، ولكن معظمهن هاجمن الفيديو الكليب المصاحب للأغاني الشبابية، والإعلانات التي تظهر فيها المرأة بصورة سلبية. وقمنا باستطلاع رأي أساتذة الإعلام وناقشنا ثورة الاتصالات التي نعيشها وازدياد تأثير الإعلام المرئي بشكل كبير بسبب سهولة التقاط ما يبث عبر العالم بأكمله، وهذا بالطبع أثر على مضمون ومحتوى الفضائيات العربية وأصبح المواطن العربي أسيرا لما يبثه الفضاء المفتوح الذي أثر بدوره أيضاً على الإعلام المقروء، وتطرقنا إلى التداعيات التي تمر بها وسائل الإعلام وما وصلت إليه بشأن صورة المرأة العربية بشكل خاص.

وتطرقنا إلى أن استخدام المرأة في الفيديو كليب يعتبر واحدا من أهم الأدوات والأساليب التي تساهم في نشر هذه الأغاني ونجاحها كما يرى بعض مخرجي هذه الأغاني الشبابية، ويمكن اعتبار استخدام المرأة في هذه الأغاني ظاهرة جديدة نوعا ما في الوطن العربي وخاصة في دول الخليج.

وتناولنا أيضا ورقة عمل الأستاذة عفاف إبراهيم المري بعنوان «المرأة في الإعلانات» تطرقت فيها إلى العوامل التي تقف وراء استغلال المرأة في الإعلان وهو استغلال جسد المرأة كإغراء لشد الانتباه، والتشبه بالغرب، وتحريك نزعة الاستهلاك لدى المرأة الأخرى المتلقية للإعلان، وخاصة في منتجات التجميل، وتحريك نزعة الاستهلاك لدى الرجل أيضا المتلقي للإعلان.

المرأة في الدراما

وبحثنا عن صورة المرأة في الدراما الخليجية والتي أكد المتحدثون في هذا الموضوع أنها صورة غير حقيقية وفيها الكثير من المبالغة والتهويل، وأن الدراما الخليجية صورت المرأة نكدية أو مطلقة.

ولم تكن وسائل الإعلام المقروءة أفضل حالاً من المرئية خاصة المجلات التي أصبحت مجرد ألبومات للصور وفارغة المضمون، أما الجرائد فهي لا تهتم سوى بالسياسة والاقتصاد والرياضة.

وجاءت التوصيات لتؤكد - كما قال الفنان حبيب غلوم- أن هناك سياسة عامة للدولة يجب أن يكون الأعلام ضمنها، لكن الدولة رفعت يدها عن الإعلام، ولن نتحدث هنا عن الرقابة بل يوجد خطوط حمراء يجب أن نحافظ عليها، كما أنه يجب أن تسترجع الدولة هيبتها وسيطرتها على وسائل الإعلام، فحتى هؤلاء الذين صنعوا الحرية في الغرب قننوها، فلديهم رقابة على ما يبث في أوقات معينة ووضع التحذيرات للأعمار، حتى لا يراها الأطفال أو المراهقون.

وكما قال الدكتور محمد عايش أستاذ الإعلام في جامعة الشارقة: إن الاهتمام الكبير بموضوع المرأة والإعلام تجلى في أنصع صوره في شهر نوفمبر 2008 الماضي في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في أبوظبي برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حيث انبثق عن هذا المؤتمر إطلاق الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي تجسد مبادرة ريادية من سموها نحو تمكين المرأة العربية في جميع مجالات الحياة من خلال الاستثمار المبدع لوسائل الإعلام، حيث تضمنت الإستراتيجية ثلاثة مشاريع شملت الوكالة الإعلامية للمرأة العربية، والمرصد الإعلامي للمرأة العربية، وبرنامج الاحتراف الإعلامي.

وتهدف هذه المشاريع إلى النهوض بالقدرات المهنية للمرأة الإعلامية العربية ورفع مستوى الوعي بإنجازات المرأة العربية عبر وسائل الإعلام، وإعداد الدراسات والبحوث ومناقشتها حول هذه القضايا.

وكما قالت الأستاذة عفاف المري مدير عام دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة في توصيات بحثها عن صورة المرأة في الإعلانات أنه لابد من القيام بتأهيل العاملين على رقابة الإعلانات، وذلك بتوعيتهم بماهية سياسة الدولة الموضوعة للحفاظ على الهوية الإسلامية، ويمكن لهذا أن يتم باستصدار قانون يضع مجموعة من الضوابط للإعلان التجاري يجري تطبيقه ضمن سلسلة من الإجراءات تضمن تطبيق هذه الضوابط والقواعد.

وتطبيق مبدأ الاحتشام في الإعلان، ومراعاة المنهاج السليم المبني على القيم والمبادئ التي يجب أن تكون مغروسة في الفرد المسلم، وتوفير فرص العمل للمرأة تكون أكثر صيانة لكرامتها، ووضع بدائل للمرأة بتوفير وتسهيل ارتياد الأندية الخاصة بالفتيات مثلا، والاهتمام بالجانب العاطفي لدى الفتاة المراهقة فهي بحاجة للحب والحنان، وترسيخ بعض القيم كالحياء والبعد عن الخجل، وغرس قيمة الثقة بالنفس، وليس الجرأة المتبجحة، والاهتمام بالجانب الذهني والنفسي والروحي.

حيث لابد من ملاحظة المشاكل النفسية التي تعاني منها المراهقة، ومصادقتها، وتشجيعها على الانخراط في بعض الأعمال التطوعية مثل مجال ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، الاهتمام بالجانب الديني والأخلاقي وذلك بالإرشاد والقدوة، والجلسات الأسبوعية في المنزل التي تخصص لمطالعة الكتب الدينية، أو المواقع الإسلامية الصحيحة، والاهتمام بالجانب الديني والأخلاقي عبر نشر الوعي بأن المرأة يقع على عاتقها واجبات أكبر من الإعلانات، فعلى المرأة مسئولية تجاه نفسها، وتجاه أسرتها، وتجاه مجتمعها.

إيمان قنديل

Email