«العيالة» و«الحربية» و«الليوة».. حماسة وشموخ وتراث

«العيالة» و«الحربية» و«الليوة».. حماسة وشموخ وتراث

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

زوَار منطقة الشندغة التراثية على موعد كل ليلة مع الفن التراثي الاصيل، حيث تصدح الفرق الشعبية الإماراتية بأعذب ألحانها وتشدو بأجزل أشعارها التي تطرب الحضور من جهة، وتبث روح الحماسة في آخرين، كما أنها تتمتع الزوار وخصوصا السياح الذين يتمتعون بالتراث المحلي الأصيل. ويوميا خلال فعاليات مهرجان دبي للتسوق تتوزع فرق العيالة والحربية والليوه في مواقع يرتادها الزوار الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، للاستماع ومشاهدة نماذج من التراث الشعبي الإماراتي.

وأكد خالد بن غريب، عضو اللجنة الرئيسية المنظمة لمهرجان دبي للتسوق ورئيس لجنة الفعاليات التراثية ومدير إدارة قرية حتا التراثية: أصبحت منطقة الشندغة التراثية عامل جذب هام للسياح طوال العام وخاصة زوار مهرجان دبي للتسوق، ولهذا السبب آثرنا أن نزورها ونتعرف إلى أهم الفعاليات التي تحييها دائرة السياحة والتسويق التجاري، فالمنطقة تضم بيت الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ عبيد بن ثاني وقريتي التراث والغوص، وتعتبر بالنسبة للسياح والزوار والمقيمين المكان الأمثل لقضاء أوقات مرحة حيث يتعرفون إلى تراث الإمارات.

وقال بن غريب: مشاركة هذه الفرق تأتي في إطار حرصها على تعريف الزوار بتنوع الفنون الشعبية في دولة الإمارات من فولكلور موسيقى وأهازيج شعبية وغيرها والتي تتنوع بتنوع واختلاف ظروف العيش والحياة والعمل التي تحيط بالأفراد في بيئاتهم المختلفة والمناسبات التي تسجلها هذه الفنون حيث تمثل الفنون الشعبية بفروعها وأشكالها المختلفة المرآة التي تعكس ثقافة المجتمع وأسلوب حياة أفراده في كل مرحلة من مراحل تطوره فتسجل على مر الأيام أشكال السلوك وأنماط التفاعل الاجتماعي.

ويصل عدد أعضاء الفرق المشاركة أكثر من 100 فرد حيث كان هناك تفاوت في أعضاء كل فرقة فالعيالة تضم ما يقارب من 40 شخصا، وفرقة الحربية فيها ما بين 40 إلى 53 شخصا، بينما يتكون أعضاء فرقة الليوه من 15 شخصا فقط.

العيالة

عن فرقة العيالة يقول خالد بن غريب: العيالة من الفنون الشعبية التي تحظى باهتمام واسع في الدولة، وتعتبر العيالة التي تسمى بالعرضة في دول الخليج الأخرى أو رقصة الحرب، من أهم هذه الفنون التي تنثر عبق الماضي رغم مظاهر الحداثة المنتشرة في أرجاء الدولة، وتعرض هذه الرقصة التقليدية من قبل فرق متخصصة.

وتؤدى الرقصة بحسب دراسة متخصصة عن الفنون التراثية في الإمارات من قبل ثلاث مجموعات، الأولى هي الفرقة المحترفة التي تقوم بالقرع على الطبول المختلفة الأشكال والدفوف والطوس وهي آلات نحاسية ومهمتها تقديم اللحن والإيقاع الحماسي المناسب للنص المؤدى، أما الفرقة الثانية فهي من الحضور ودورها هو الطواف بين الفرقتين فرقة العزف وفرقة الإنشاد والرقص، فيطوف أفرادها بين الفرقتين بخيلاء وكبرياء وحماس ظاهر.

ويمرون حول فرقة العزف وأمام فرقة الإنشاد والرقص الجماعي وهم ممسكون بالبنادق العالية أو يلوحون بالسيوف، وتصل براعتهم إلى حد التقاط البنادق من زنادها كما يطلقون الأعيرة النارية طيلة أداء الرقصة كدليل على النخوة والتأهب للحرب، وتقف الفرقة الثالثة وهي فرقة رقص وغناء جماعي حول فرقتي العزف وحاملي البنادق والسيوف، وتتكون من أربعة صفوف على شكل مربع.

الحربية

والفرقة الثانية المشاركة في الفعاليات وتتميز من بين الرقصات الشعبية رقصة الحربية حيث تمثل رقصة الشموخ والاعتداد، وتخص البدو ويؤديها صفان من الرجال الذين يقابلون بعضهم البعض حاملين السلاح والسيوف، وتؤدى الرقصة جماعيا وتقوم على جملة لحنية واحدة موزونة لا يصاحبها أي إيقاع أو آلة موسيقية.

الليوه

أما الليوه فهي فن أفريقي الملامح والإيقاعات والأداء، توطنت في منطقة الخليج مع الجماعات الأفريقية التي وفدت من الساحل الأفريقي الشرقي عبر الجماعات العاملة على السفن التجارية فأصبحت جزءا من الفنون الشعبية الإماراتية، ويبدأ هذا الفن بأن يدخل المشاركون فيه حفاة على هيئة حلقة وفي وسطهم عازف المزمار «الصرناي» وتتشابك أيدي الرجال في الحركة متقدمين خطوتين للأمام ثم خطوتين للخلف ويدورون عكس عقارب الساعة.

Email