تراث

الصناعات التراثية.. منتجات يدوية تحكي تاريخ الأجداد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبقى مسألة المحافظة على التراث هدفا يشغل الكثير من الجهات، باعتبارها جزءا مهما من مقومات الهوية العربية، ومن هذا المنطلق يقام مهرجان المصنوعات اليدوية لغاية 18 نوفمبر الجاري في أرض المعارض في أبوظبي.

ينظم المعرض يونايتد لوك بالتعاون مع بافاريا العالمية ويأتي تنظيمه كما أوضح مدير عام شركة يونايتد لوك الدكتور خالد عبد الله غنيم في إطار الحفاظ على الصناعات اليدوية وترسيخ التراث وتعليمه للأجيال الجديدة من أبناء الإمارات وحفظ الحرف اليدوية من الاندثار، إلى جانب تكريس دور الإمارات في المحافظة على التراث وإحيائه من خلال دعمها للصناعات اليدوية، ومساعدة جمعيات الحرفيين في الحصول على خدمات فعالة في مرحلتي إنتاج وتسويق المنتجات. وأوضح غنيمز هنا يبرز دور المرأة بشكل كبير خاصة في مجال صنع الخوص، والنسيج، التطريز، إلى جانب المهن الأخرى مثل صناعة السيوف والخناجر، وصناعة القراقير، وصناعة سفن الشاش، وفتل الحبال باستخدام الكثير من الألياف الطبيعية مثل ليف النخيل الذي يستخدم بشكل أساسي في ربط السفن وفي أعمال البناء والزراعة، وصناعات أخرى، ازدهرت قبل عصر النفط، تعكس ملامح وتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها أبناء الإمارات.

والجولة في المعرض تعيد إلى الذاكرة الكثير من الصناعات التي تميزت بها الإمارات مثل صناعة البشوت، والمندوس بأشكاله المختلفة وزخارفه المتناغمة، وشباك الصيد والعديد من الصناعات التي استخدم فيها الصانع الخوص، وتتجاور هذه الصناعات إلى جانب صناعات يدوية كثيرة التي عرفت في أمكان متعددة مثل صناعة الفخار وبالأخص الجرار والمزهريات العملاقة التي توضع عادة في الحدائق، فمن المعلوم أن هناك العديد من محارق الفخار في مناطق الإمارات الجبلية، مثل السلي، والغبة، معتمدين فيها الطين المحلي. وفي أجواء الخيمة التراثية حرص العارضون على أجواء الضيافة العربية وعندها تحضر القهوة العربية في الدلة النحاسية. واستخدم النحاس في صناعات أخرى مثل المندوس الذي عرض بأشكال وأحجام مختلفة، مطعم بالكثير من الزخارف التي استخدمت فيها خامات مختلفة.

وفي إطار التراث عرضت الكثير من السلال والأطباق لونت أحيانا بألوان كالأحمر والأخضر وتركت في أماكن أخرى بلون الخوص الطبيعي، فالمنتجات الطبيعة كانت ومازالت مادة رئيسية في الصناعات، وبرعت في هذا المجال النسوة الإماراتيات اللواتي عرضن في أكثر من جناح من أجنحة الأسر المنتجة، فالمرأة الإماراتية برعت قديما في هذه المشغولات وغيرها، بكل ما فيها من دقة وفن، واستطاعت في الوقت الحالي أن تضيف الكثير من روح الحداثة إلى أعمالها، وذلك بعد أن تشبعت برؤية الكثير من المنتجات العصرية. ونلاحظ هذا في صناعة العطور والبخور، وتطريز العباءات، وصناعة النسيج مثل التلي، وغزل الصوف وغيرهما، إذ مازالت النساء في الإمارات يمارسن إلى الآن 30 حرفة من الحرف التقليدية.

وكرس المعرض بين أجنحته للفنون التشكيلية، وعرضت في أكثر من جناح لوحات زيتية كبيرة، تصور بعضها أصحاب السمو الشيوخ، وتصور أخرى المناظر الطبيعية المحلية، والعالمية، ومن المفلت الإطارات الفخمة التي أطرت فيها اللوحات التي تتميز بأنها إطارات خشبية عريضة محفور عليها، الكثير من الزخارف، بينما اعتمدت على ثلاثة ألوان وهي الفضية والذهبية، واللون الخشب الطبيعي.

ولم تقتصر منتجات المعرض على الأعمال اليدوية بل عرضت الكثير من المنتجات الحديثة التي تحتاج إليها الأسرة في الوقت الراهن.

كما أقيمت الكثير من الفعاليات التي تعزز فكرة المعرض كمعرض للصناعات اليدوية، مثل عروض الفنون الشعبية، والعروض المسرحية، ومسابقات تراثية هذه الأجواء التي سيطرت على المعرض تمثل بشكل أو بآخر حقبة من الزمن كانت للإنسان علاقة مباشرة بمحيطه من صحراء وبحر، وما بينهما من ظروف قاسية تتعلق بقلة الموارد وظروف الطبيعة القاسية، فجاء كل ما قدم الإنسان في سبيل تأمين الرزق والمعيشة الكريمة، ولكن هذه المنتجات صنعت على مهل وتشبعت بذوق ورؤية الإنسان الفنية التي قد تتوارث بالفطرة.

الحرف التقليدية

تشير الدراسات الدورية التي يجريها مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي الى أن الإمارات تعد في طليعة الدول الخليجية من حيث الاهتمام والحفاظ على الحرف والصناعات التقليدية الشعبية. وذلك في اطار لمحافظة على التراث وإحيائه من خلال دعمها للصناعات اليدوية، ومساعدة جمعيات الحرفيين في الحصول على خدمات فعالة في مرحلتي إنتاج وتسويق المنتجات.

أبوظبي عبير يونس

Email