تحقيق

علاقات ما قبل الزواج .. كيف تؤثر على الحياة الزوجية؟

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تأثيرات العلاقة المسبقة بين طرفي الحياة الزوجية، الشاب والفتاة، مازالت محل خلاف بين الكثيرين، فهناك من يرى أنها تلعب دوراً ايجابياً في استقرار الحياة الزوجية جراء التفاهم والتناغم الناتج عن التعارف والتعايش (المحدود) المسبق بينهما ما يجعلهما يطلان على المكونات الأساسية لشخصية كل منهما وبالتالي الابتعاد عما يمكن أن يستفز النزعات السلبية للآخر.

والعمل بالمقابل على تدعيم الجوانب الإيجابية التي استطاع الوقوف عليها خلال اللقاءات بينهما التي سبقت عملية الزواج، فيما يرى أصحاب الاتجاه الآخر الذين لا يؤمنون بأهمية العلاقات المسبقة في تحقيق أي أثر إيجابي لجهة تحقيق استقرار الزواج أن مثل هذه العلاقات المسبقة لا تفتقد لمثل هذه التأثيرات فحسب، بل قد تفتح الباب واسعاً لإنتاج حياة زوجية تقف على برميل من البارود انطلاقاً من أن المعرفة المسبقة من قبل الطرفين بنقاط الضعف لدى الطرف الآخر قد يدفعه لمحاولة استغلالها ما يؤدي إلى اشتعال المعارك بينهما، كما أن اللقاءات المسبقة بينهما وحرص الطرفين أو أحدهما على الوصول بالعلاقة إلى مرحلة الزواج بشكل سريع قد يدفع احدهما أو كلاهما إلى (التمثيل) على الآخر.

أي بمعنى آخر تقديم نفسه للطرف الآخر بشكل متناقض مع حقيقته التي سرعان ما يتم اكتشافها من قبل الطرف الآخر جراء المعايشة الحقيقية بينهم، وهناك آراء أخرى حول المعطيات إيجابية أم سلبية التي تخلقها العلاقة السابقة على الزواج، ولاختبار هذه المعطيات(الفرضيات) أجرينا هذا الاستطلاع الذي شمل شرائح اجتماعية مختلفة من الجمهور.

سلاح ذو حدين

يقول ميلاد ناصر اندروز.. مدير فندق: علاقة الفتاة والشاب قبل الزواج سلاح ذو حدين لأن العيوب والسلوكيات السلبية التي تظهر خلال الزواج ستكون بمثابة المفاجأة الكبرى لأحد الطرفين ما سيترتب عليها مشاكل عديدة، كما أن علاقة الفتاة والشاب قبل الزواج لها جوانب سيئة من خلال الكذب والإدعاء الذي قد يصدر عن احد الطرفين أو كلاهما لتحقيق انطباع مريح لدى الطرف الآخر.

والكثير من الشباب يعمد إلى استغلال مشاعر الفتاة عبر الكلمات المعسولة، وتقديم نفسه على أنه إنسان نموذجي وحلم للفتاة، وعندما يجمعهما بيت واحد تكتشفه الفتاة على حقيقته المتناقضة مع الصورة السابقة.. فتحدث الأزمة في الزواج.

وقالت دعاء سعيد.. طالبة: أنها ترى الحب والعلاقة قبل الزواج أفضل بكثير لأنها تمنح الطرفين الفرصة لدراسة الآخر، وحبذا لو كانت تحت إشراف الأسرة حتى لا نكون قد أهملنا العامل الديني لتصل العلاقة إلى تحقيق زواج مستقر ومستمر.

المحطة المهمة

وأضاف حمد وليد محمد.. موظف: المرحلة السابقة على الزواج غاية في الأهمية لجهة تحقيق زواج دائم ، حيث تشكل بعض المفاهيم الاجتماعية المتزمتة صعوبات كبيرة أمام الشباب والفتيات لتحقيق مثل هذا الزواج الناجح من خلال عدم إتاحة الفرصة لهما لدراسة بعضهما البعض قبل الزواج ما يجعلهما يدخلان قفص الزوجية دون سلاح التفاهم المسبق ليكونا تحت رحمة الصدفة والحظ الذي قد يكون معه شريك الحياة جيداً وقد لا يكون.. ولكن يتم اكتشاف كل ذلك بعد فوات الأوان.

وقال فوزي سعيد..تاجر: من الأفضل أن يمنح الشاب والفتاة الفرصة للتعارف قبل الزواج، ما يجعلهما أكثر دراية ببعضهما عندما يضمهما بيت الزوجية، مشيراً إلى أن لكل إنسان شخصيته الخاصة التي نتجت ملامحها من رحم التربية والتنشئة الأسرية.

الأمر الذي يجعل بين طرفي العلاقة الزوجية تبايناً كبيراً يجدر بهما معرفته قبل الزواج ليتسنى لهما تذليل العقبات والتعامل بمرونة مع الخلافات في وجهات النظر تجاه مختلف الأشياء، موضحاً بأن العلاقة السابقة على الزواج تعطي الطرفين الوقت الكافي لوضع الخطط اللازمة لإنجاح الحياة الزوجية.

وقلل حمادة العمري من حجم التأثيرات الإيجابية التي يمكن أن تنتج عن وجود علاقة سابقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج، لافتاً إلى أن العامل الحاسم في إنتاج علاقة زوجية مستقرة يعود إلى العادات والتقاليد ونمط التربية التي نشأ كل من الشاب والفتاة في إطارها قبل الزواج، بالإضافة إلى العوامل والمؤثرات الأخرى اقتصادية ونفسية، والتي تمثل في مجموعها الأساس الحاسم في مستقبل الحياة الزوجية.

مفاجأة بعد الزواج

قالت منيرة المحمد.. ربة بيت: بأنها كانت على معرفة مسبقة بزوجها الحالي بحكم صلة القرابة (ابن عمها) واعتقدت أنها تعرفه جيداً ممنية النفس بأنها ستعيش حياة هانئة، انطلاقاً من ملامح شخصيته التي كانت تعجبها كثيراً، بل وتعتقد أنها النموذج الذي تحلم بالعيش مع أمثاله، وأن الأيام الأولى للعلاقة الزوجية كانت كفيلة بكشف الوهم الذي كانت تحمله حول الزواج.

إذ كشف ابن عمها عن ملامح غريبة عنها لم تستطع سنوات المعرفة والقرابة الطويلة أن تجعلها تطل عليها، الأمر الذي نتج عنه أجواء متوترة ومشحونة للغاية بينهما لعبت صلة القرابة دوراً حاسماً في منع وقوع الطلاق أو اللجوء إليه كخيار.

وأضافت أنهما وبعد مرور ثلاثة أعوام مريرة نجحا في الوصول إلى حالة التفاهم والشروع في علاقة زوجية مستقرة، مؤكدة أن تجربتها حملت مقولة واحدة لها أن الاستقرار والتفاهم بين الزوجين مسألة تنجز من خلال التجربة العملية وليس من خلال الأوهام.

وقالت فوزية الحاج علي.. ربة منزل: أن الشخص سواء كان رجلا أم امرأة عندما يدخل من بوابة الزواج يتحول إلى شخص آخر تماماً غير ذاك الذي كان طرفاً في علاقة استمرت لسنوات قبل الزواج، مضيفة إلى أنه يتحول إلى مجرد شبح لتلك الشخصية القديمة، فقد يظهر كشخص عصبي جداً في وقت كان يبدو إنساناً في غاية اللطف في إطار تلك العلاقة التي سبقت الزواج، كما أنه قد يظهر كشخص بخيل على العكس من المرحلة السابقة.

عبدالرحمن الوهيبي

Email