تحقيق

المواقف أزمة حقيقية والحل في «متعددة الطوابق»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح البحث عن موقف لركن السيارة معضلة يومية يواجهها الناس ليس على مستوى المؤسسات والدوائر الحكومية فحسب بل امتدت على نطاق أوسع لتشمل البنايات السكنية على اختلافها، خاصة تلك التي لا توجد بها مواقف سفلية لقاطني البنايات التابعين لها، وبحكم التطور العمراني والنمو الاقتصادي المطرد باتت هذه المشكلة معضلة تؤرق الناس في شتى مواقعهم ليصبح «البارك» في أي مكان أغلى من الذهب.

والسؤال الذي؟ ؟ طرحه عدد ممن استطلعنا آراءهم حول أسباب اتساع وتيرة هذه المشكلة دون أن يقابلها حلول جذرية، مؤكدين أن جزءا من تفكيرهم خلال رحلة الذهاب والإياب هو أن يكونوا من المحظوظين في إيجاد موقف لركن سياراتهم عوضا عن البحث الطويل والمضني.وطالب المتضررون بسرعة تحرك الجهات المسئولة لحل هذه المسألة خاصة في ظل التزايد للأبراج السكنية وأعداد السيارات، متوقعين عدم توفر مواقف تتناسب وعدد المركبات بعد أربع سنوات على ابعد تقدير، مشيرين إلى أنهم يجدون في الساحات الرملية ضالتهم إلا أنهم يفاجأون من وقت لآخر بإغلاقها بشكل كامل من خلال وضع سياج حديدي وبدء أعمال الإنشاء لبناء مزيد من البنايات السكنية.

وانتقدوا زيادة عدد المباني التي لا يقابلها أي تخطيط يراعي ازدياد عدد السكان ووسائل النقل المختلفة مطالبين بتأسيس بنية تحتية متكاملة تنسجم مع الواقع مرتكزين فيها على الوضع الحالي وسلبيات المرحلة.

إغلاق المواقف

وقالت عائشة الزرعوني من قاطني منطقة بو دانق في الشارقة أنها كانت تتخذ من الموقف الترابي المقابل لبنايتها مكانا لركن سيارتها في حين فوجئت ومعها عشرات الساكنين بإغلاقه بشكل محكم ووضع سلاسل بإقفال لمنع دخول السيارات وإعلانه موقفا خاصا لزبائن مركز الميغامول للتسوق.

مضيفة أن المركز اتخذ بحقهم إجراءات وصلت إلى حجز السيارات التي تتبع ساكني البنايات وعدم فتح الموقف إلا بعد الحادية عشرة الأمر الذي دفعهم للبحث عن بديل لكنه للأسف غير متوفر، مؤكدة أنها تجد صعوبة بالغة في إيجاد موقف وفي بعض الأحيان تضطر إلى البحث في الشوارع المجاورة والعودة مشيا على الأقدام.

ووصف شهاب محمد ويعمل في بقالة بمنطقة القاسمية مشكلة ازدحام المواقف بالأزمة الحقيقية وقال ان الشرطة تتخذ بحقهم في حال ركن السيارة على الرصيف إجراءات حازمة، مطالبا بإيجاد بديل لهم لأنهم ضد خرق القانون لكنه يجد نفسه كغيره أمام خيارين أحلاهما مر فاما اتخاذ الرصيف كبارك أو البقاء في السيارة.

الرصيف هو الحل

ويرى سعيد البنا أن مشكلة المواقف تتفاقم وتصل إلى ذروتها عند مراجعة الفرد لدائرة حكومية كإدارة الجوازات والجنسية او احد البنوك المنتشرة، مضيفا أن بعضها لا يوفر مواقف تتناسب وعدد المراجعين لها.

فيما يعتقد عمر الشامي وهو مندوب علاقات عامة انه يضطر لدفع مبالغ كبيرة لإيقاف سيارته في عدد من الدوائر وهو ما يعتبره استنزافا جائرا لراتبه، مشيرا الى انه يضطر في بعض الأحيان الركن بشكل خاطئ والتي تكون نتيجتها في بعض الأحيان مخالفة المركبة ودفع مزيد من المبالغ.

وتقول نجلاء سعد وهي ربة منزل إنها تطوف محيط منزلها مرات ومرات علها تصادف أحدا يخرج من الموقف لتحل مكانه لكنها لا توفق دائما فتضطر لإيقافها بجانب الرصيف أو في مكان بعيد عن المنزل فالمهم كما تقول هي العودة إلى المنزل واخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم طويل من انجاز متطلبات البيت.

وأعربت أسماء يوسف القزعة وهي ممرضة تعمل في قسم الطوارئ في مستشفى خليفة بعجمان عن أسفها لما يعانيه شريحة كبيرة من الناس جراء هذه المسألة التي ترى أنها لا تقل صعوبة عن الاختناقات المرورية والازدحام الشديد على الطرقات، مضيفة أن اضطرار الناس لركن سياراتهم بشكل خاطئ يزيد الأمر سوءا وقد تغلق مسارات في شوارع نتيجة للوقوف الخاطئ وذكرت أن إدارة المرور تتعاون مع الجمهور لكن هناك حاجة ماسة لإيجاد حل جذري وحاسم.

وتعتقد نيفين سالم أن غالبية المواقف حول البنايات السكنية معظمها أصلا ليس مواقف أصلية بل قطعة ارض ترابية مملوكة وسرعان ما تتحول الواحدة تلو الأخرى إلى بنايات شاهقة معتقدة انه يجب إلزام ملاك البنايات الجديدة بتوفير مواقف للسكان بمبالغ زهيدة لان ما يفرضه الملاك نظير كل موقف يعتبر مبلغا كبيرا وذلك لتخفيف الأزمة الحاصلة وحصرها في الأعداد الموجودة بأسعار معقولة مما يحل الأزمة ويحافظ على انسيابية المرور مؤكدة أن مواقف السيارات ذات الطوابق المتعددة هي أفضل طريقة للقضاء على المشكلة.

حلول جذرية

بلدية الشارقة سعت لحل المشكلة بسلسلة مشاريع قيمة منها مشروع مبنى مواقف متعدد الطوابق في منطقة ابو شغارة المعروفة نتيجة لمعارض السيارات التي تزاحم سكان البنايات، بتكلفة 85 مليون و902 ألف درهم، وعلى مساحة قدرها 5300 متر مربع ويسع إلى أكثر من 1600 سيارة، وسيتم الانتهاء من تنفيذه في غضون 12 شهرا وهذا المشروع يأتي من أصل 10 مواقف ستنفذها البلدية تباعا في المناطق الحيوية.

وخلال الخمس سنوات القادمة سيكون هناك 40 مبنى للمواقف متعددة الطوابق، وكان الدكتور صلاح طاهر قد أعلن أن الهدف من إنشاء هذه المواقف هو توفير اكبر قدر من المواقف للمواطنين والمقيمين في مدينة الشارقة وستكون عوضاً عن المواقف السطحية، وسوف تكون برسم زهيد في متناول الجميع، وسيكون أحد المعالم الحضارية التنموية البارزة في الإمارة.

أضاف الدكتور صلاح أن الازدحامات المرورية داخل مدينة الشارقة، وتكدس السيارات في الشوارع والمواقف العامة، والإرباكات التي تنتج عن ذلك، خاصة في الشوارع المكتظة، وذات الصبغة التجارية، هي حالة لا تقتصر على الشارقة فقط بل هي ظاهرة عالمية موجودة بشكل خاص في المدن التي تشهد نمواً متزايداً، والشارقة فاق نموها كل التوقعات، الأمر الذي أفرز مستجدات على أرض الواقع تؤثر سلباً حتى على حركة الجمهور، كما تؤثر على الحركة التجارية نفسها.

و كانت البلدية قد حددت عددا من المواقع التي سيتم إنشاء هذه المواقف المتعددة بها، وذلك بعد دراسات مستفيضة من الجهات المختصة في الإدارة الفنية في البلدية المواقف ستنهي مشكلة المواقف الخاصة بالسيارات والتي يشكو السكان من عدم توافرها بالقرب من مساكنهم في عدد من المناطق التي توجد بها مبان قديمة تم إنشاؤها في وقت لم يكن هناك إلزام بتوفير مواقف كافية للسكان في البنايات.

نورا الأمير

Email