استطلاع

المدواخ والتبغ .. دوخة إماراتية بماركات عالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أنيسة جلساتهم.. وباعثة الروح في أحاديثهم، وكأن دخانها الذي يأكل الروح ويعجل في فنائها نسيم ينعش أيامهم .. ويجعل لمجالسهم متعة من نوع آخر ..

«الدوخه» تقليد وعرف شبه سائد لدى العديد من الشباب وكبار السن في المجتمع الإماراتي .. وعلى الرغم من تأكيدات الأطباء المستمرة واقتناع الشباب بأضرار التدخين السلبية على الإنسان إلا أن الكثير من مستخدمي الدوخة يعتبرونها الأقل ضرراً .. ويحاولون التغيير من صنف إلى أخر بحجة تخفيف نسبة المخاطر وكان الحل للكثير منهم اللجوء إلى تدخين المداوخ كبديل مناسب للسجائر التي يرون أنها أكثر ضرراً بحجة دخول العديد من المواد الكيميائية في صناعتها.

ومع إقبال الشباب على الدوخة وجد تجار التبغ من الآسيويين وسائل مبتكرة لتسويق المداويخ بطرق مختلفة تجذب الشباب وتجعلهم يقبلون على شراء الدوخه، ووضع مسميات خاصة بهم لكل أنواع التبغ المجودة والمداويخ، ومن الطرق الذكية لجذب المدخنين من الشباب بادر أصحاب المحلات إلى تغليف أدوات الدوخه بأشكال عدة من الماركات العالمية المعروفة مثل لويس فيغو وفندي وكريستيان ديور وبربري وجس وغيرها من الماركات التي وجدت رواج زائد عند فئة الشباب. ووضع تجار التبغ مسميات مختلفة للتبغ «الدوخه»، بحيث يبادر إلى إطلاقها الشباب للتعبير عن نوعية الدوخه التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع منها الحارة والمتوسطة والباردة ويرمز لها بمسميات عدة منها «8 سلندر» و«السحرية» و«ورد الأحباب» و«المزاج» و«الحب» و«العيناوي» و«مزتين» و«غزال» و«عيسى» ويرمز كل اسم إلى جودة ونوع الدوخه.

وإلى جانب المسميات وأشكال عدة الدوخه والمدواخ سعى تجار المداويخ إلى إيجاد أنواع كثيرة منها وأشكال مختلفة بعد أن كانت في الماضي تقتصر على نوع معين وهو خشب السدر، إلا أنها أصبحت تتجاوز العشرين نوعاً ومنها خشب الألماني وخشب الكلاشينكوف أو الأخشاب التي تدخل في صناعة الأسلحة وخشب الصندل والعود والسدر والسمر والباكستاني والإنجليزي والألماني وخشب الابانوس والجريبي، وأخرى تصنع من العاج ويدخل في صناعتها قرن الفيل ووحيد القرن وهذه عادة ما تكون للقادرين على دفع مبالغ كبيرة كثمن لها.

وعلى الرغم من تلك الجهود التي يبذلها تجار الدوخه إلا أنه وعلى الجانب الآخر نجد تجاراً يفترشون الأرصفة القريبة من مراكز تردد المواطنين وخاصة سوق شبرة العين والسوق القديم، بهدف تقديم الدوخه والمدواخ بشكلهما الأصلي والتي اعتادوا عليها منذ عشرات السنين، وبأنواعها الثلاثة الحارة والمتوسطة والباردة، ويؤكدون أنها لا تزيد على هذه الأنواع وما يطلق عليها من أسماء ليست إلا للترويج فقط، أضف على ذلك الخشب المستخدم لصنع المدواخ والذي أخذ الكثيرون يخترعون مسميات وأنواع وأشكال جديدة.

الباعة الأوائل

ويؤكد باعة الدوخة كما أطلقوا على أنفسهم الأوائل بأنهم وأن تأثروا إلا أن تجارتهم مستمرة لأنهم يعتمدون على زراعة التبغ وتسويقه، ولهم زبائن منذ سنوات طويلة أصبحت تربطهم بهم علاقات وطيدة وبالتالي هم على ثقة أن أساليب التسويق الجديدة لن تحولهم عنهم ولن تجعلهم ينجرفون وراء الموضة لاسيما وان السلعة التي يقدمونها لهم تتسم بالجودة.

ويؤكد التجار الأوائل أن التدخين في مجمله ضار وهم يعلمون ذلك ويحذرون منه بكل صدق، ولكنهم في المقابل لا يملكون مصادر رزق أخرى غير بيع الدوخه وزراعة التبغ والتي تعتبر مصدر الرزق الرئيسي لهم ولعائلاتهم، ويرى العديد من الشباب الذين يستخدمون الدوخه كبديل للسجائر وإن كانوا يؤكدون على الضرر من هذا وذاك إلا أنهم يعتقدون أن تدخين الدوخة أخف وطأة من تدخين السجائر التي يجزمون بأن صناعتها تعتمد على الكثير من المواد السامة والكيماوية فيما تظل مكونات الدوخة طبيعية واقل ضرراً.

ولكن من الخطأ الاعتقاد أن السيجار أو الغليون هي بدائل آمنة للسجائر، لكنها مثلها مثل أي نوع من أنواع التبغ، وتفوق نسبة أول أكسيد الكربون المنبعثة من السيجار بحوالي 30 مرة عن تلك المنبعثة من السيجارة. فالسيجار والغليون بوابة مفتوحة علي مصرعيها لطريق الإدمان.

فن وذوق

يرى عدد من كبار السن الذي اعتادوا على تدخين المدواخ من عشرات السنين أن التدخين في حد ذاته فن يحتاج إلى أن يكون الإنسان صاحب ذوق عند استخدامه للدوخه، التي لا تحتاج إلى تدخين متواصل فالبعض لا يدخن في المنزل وآخرون لا يدخنون في السيارة أثناء القيادة وتكون المرات التي يدخنون فيها محدودة وبالتالي لابد أن يكون الضرر أقل من التدخين المستمر والمتواصل وان كان في النهاية كله ضرر.

ونوه العديد من المدخنين إلى أن رمضان يشكل معاناة للكثير من المدخنين الذين ينقطعون عن تدخين السجائر والقهوة فترات النهار ما يجعلهم يشعرون بالصداع والمزاج الحاد، وما أن يأتي الفطر تجدهم يبادرون إلى التدخين ،على عكس ما يستعمل المدواخ تجد الكثيرين منهم ينقطعون عنه طيلة شهر رمضان، ويتفرغون. للعبادة في هذا الشهر الكريم، ولكن هذه الممارسات تختلف من شخص إلى آخر كما أنها ترتبط كذلك بالفروق بين الجيلين، على اعتبار أن الأولين كان تدخينهم قليل جداً مقارنة بما نراه اليوم.

دوخه فصلية

ونجد في المقابل تجار الدوخة والمداويخ يسوقون للدوخة الموسمية فما يتناسب مع فصل الشتاء لا يتناسب وفصل الصيف، فكلما بردت حرارة الجو كل ما كان من الأفضل أن تكون الدوخة حارة حتى تمد الجسم بالحرارة، وكلما ارتفعت حرارة الطقس اتجه المدخن للدوخه الباردة، أضف إلى ذلك أن دوخة رمضان تختلف عن الأيام العادية، فرمضان ساعات التدخين محدودة يفضل معها الدوخة الحارة التي تضبط المزاج.

وبين هذا وذاك يعلم الجميع أن التدخين في مجمله سواء كان بالمدواخ أو السجائر تأثر على صحة الإنسان بشكل مباشر.

والتوقف عنها أفضل من البحث عن بدائل قد تكون أخف ضرار، وقد تكون النتيجة أن ما نتوقعه أخف ضررا يكون هو الأسوأ في وقت أصبح التجار وبحسب الكثيرين يمارسون تجارة التبغ بطرق غير سليمة.

كخلطه ببعض المساحيق والمواد التي من شأنها الإضرار بصحة الإنسان، فالبعض يعتقد أنهم يضيفون للتبغ مادة الحنا والبعض الأخر يضيف له الفلفل الحار كي تزيد حرارته وكأسلوب ولمواكبة صناعة التبغ نجد أن البعض منهم يخلطه بنكهات متعددة كالتوت وغيره من النكهات الصناعية.

وعادة ما يزرع في بعض مناطق الدولة، مثل حتا، حيث يعد مناخها الأنسب لزراعته، وقد توارثت مهنة زراعة التبغ المحلي وصناعته. ويفض الكثيرون الدوخه الأكثر نضوجاً والتي يميل لونها إلى الذهبي، وتختلف ف أنواع التبغ حسب طريقة صناعته ومكان زراعته ويمكن أن يأتي بلونين أخضر أو بني أقرب للذهبي.

أنواع

موطن التبغ ومكوناته

المدواخ هو الغليون ويصنع من الخشب وله أنواع كثيرة، أما الدوخه فهو التبغ، والمضرب هي علبة من البلاستيك توضع فيها كمية من التبغ تكفي لعدة أيام، أما المحفظة فتستخدم لحفظ أدوات التدخين، والفلاتر وهي مصفاة توضع على رأس المدواخ، ولها نوعان عادي وتيربو، ويصنع تبغ الغليون والسيجار من الأوراق والسيقان المجففة لنبات التبغ.

وتعد أمريكا الشمالية الموطن الأصلي لهذا النبات ولكنه يزرع الآن في جميع أنحاء العالم، والنيكوتين هو أحد المواد الكيمائية العديدة التي يحتوي عليها التبغ، وهو مخضر قوي وسام للأعصاب، ويمكننا القول بأن نقطتين إلى ثلاثة من هذه المادة الكيميائية كافية لقتل أي شخص.

سليم المستكا

Email