استطلاع

سوق الجملة في دبي.. صندوق الدنيا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في ديره.. على خط موازٍ لضفة الخور.. تتمدد دبي القديمة، وتتسع دائرة الذاكرة.. الأماكن التي استوطنها الأهالي منذ زمن، ومازالت الحياة تدب في أوصالها المتوغلة في السكك والحارات القديمة.. التي تصحو ليلاً ونهاراً ولا تسأم الزائرين.

رائحة الخشب.. وسطوة الشمس، تجعلان المكان مألوفاً.. وتختصران الزمن في دكاكين تشبه صندوق الدنيا، كل ما يخطر على بالك.. وبالسعر الذي تتمنى.سوق الجملة بدبي، أو السوق القديم كما شاعت تسميته.. ينتعش بحركة دؤوبة طوال العام، ويستقطب السياح بخصوصيته المحلية.. وبضائعه المختلفة، وكأنه «بقشة» لا قاع لها.. أو بساط سحري يحلق في بلاد السند والهند، يعرج في طريقه على فارس.. ويحط رحاله في دبي، يفترش المنطقة الممتدة على شريانها الأقدم.

بناء السوق يشبه شبك العنكبوت أو قد يتراءى للزائر ذلك.. في الفناء مساحات خالية شبه مستديرة.. وأحواض زراعة تتمركز في الوسط.. تحيط بها سلاسل من الدكاكين الصغيرة المتلاصقة والمتقابلة في سكك ضيقة مسقفة بخشب.. وتمتد في ممرات مؤدية نحو الخارج المضيء.. وشارع يفصل بينه وبين جناح آخر مشابه في التركيب والبناء.البيع في السوق بالجملة والأسعار تُعد الأدنى نسبياً، كون إيجارات المحلات منخفضة، ومساحتها صغيرة مقارنة بأخرى تعتبر مواقعها مميزة وسهلة الوصول.البضائع مختلفة ومتنوعة جداً، أدوات و إكسسوارات منزلية، هدايا، ألعاب أطفال، أي ما يسميه الباعة تجارة عامة، فرحلة إلى السوق القديم تضع بين يديك اختيارات مختلفة، وقد تجبرك على شراء ما لا تحتاجه أحياناً، فالتنوع هنا محيّر والأسعار مغرية. عبد الرحمن، صاحب أحد محلات الحاج محمد أمين العوضي للتجارة العامة أو الخردوات كما درجت تسميتها المحيطة بفناء السوق، يقول: «نتواجد هنا منذ 30 عاماً، نبيع بالجملة..

وبضاعتنا عبارة عن تجارة عامة أو خردوات.. وتشمل ألعاب الأطفال، مستحضرات وأدوات تجميل وعناية بالجسم، مثل الصابون والشامبو الطبيعي»، المحل يعج بالبضاعة، الأرفف مليئة بكل ما تظن أنك تحتاجه، وطاولة أخرى يجلي خلفها البائع، تفترشها بضاعة أخرى، وبالكاد هناك ممر للزبائن وكرسي في آخره.

غالبية تلك البضاعة مستوردة من الهند والصين، وبالرغم من أسعارها الزهيدة، إلا أنها لم تسلم من موجة الغلاء، فشحن البضائع أصبح غالياً ما أدى إلى ارتفاع أسعارها. ويضيف عبدالرحمن: «أكثر زبائننا من الأفارقة، الذين يشترون البضاعة بكميات كبيرة، ويبيعونها في بلدانهم، هم متواجدون على مدار العام، ولكن قد يكون الصيف هو الموسم الأقل إقبالاً، بسبب حرارة الجو المرتفعة».

في الممر الموازي ينتشر عدد من محلات ألعاب الأطفال، الدمى تملأ المحل وتجذب الزبائن من الصغار والكبار، بأشكالها وأحجامها المختلفة، صاحب المحل عمران يقول انها مستوردة من الصين وروسيا وإيران، وتباع بالجملة لأصحاب المحلات الكبيرة في مراكز التسوق، وارتفعت أسعارها مؤخراً بمعدل 25% انعكس سلباً على ارتفاع أسعار بيعها بالجملة، وتستهدف هذه الألعاب فئة كبيرة.

المعلمات اللاتي يشترينها كهدايا للتلاميذ، إلى جانب أصحاب المحلات الكبرى في المراكز التجارية.

تزدهر أيضاً تجارة الزهور البلاستيكية والهدايا بالجملة، فاروق عبدالرحمن، مدير محل «التوليب الحمراء» للأزهار الذي يتواجد في السوق قبل 40 عاماً تعاقب على إدارتها الأجداد والآباء والأحفاد، يقول فاروق: «نستورد البضاعة من الصين وهونغ كونغ، كانت تقتصر في الماضي على الأزهار.

ولكنها تشمل اليوم الهدايا والتحف والمزهريات، ونبيع للمحلات الكبرى والمحمصات ومحلات تصميم الديكور والفنادق، وأسعارنا تبدأ من درهم إلى ألف»، يعج المحل بمشترين معظمهم أجانب، حيث يستقطب التجار من روسيا وإيران.

الجولة لم تنته هنا.. فقائمة السلع تطول.. وجديد السوق على وصول.. وزيارة واحدة إلى سوق الجملة بدبي لا تكفي.

أمل الفلاسي

Email