غرابة الأسماء.. عقدة تطارد الكثيرين والتغيير مطلوب

غرابة الأسماء.. عقدة تطارد الكثيرين والتغيير مطلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرتبط الاسم بصاحبه بشكل كبير فهو بطاقة تعريفه الأولى ووسيلته للتواصل، يلازمه في كل مكان وزمان، بل ويسبقه أحيانا إذ أن كثيرا من الناس تكون أسماؤهم معروفة من دون أن نلتقي بهم أو نراهم، وربما صدرت أحكام اجتماعية على الشخص من اسمه، فإن لم ينسجم معه فانه سيعاني من مشكلة كبيرة تلازمه في كل لحظة، لذا فان تغيير الاسم فرصة أمام الإنسان ليختار اسما جديدا ينسجم معه ويحبه ويتواصل معه.

وفي دبي ازدادت طلبات الشباب والشابات على تغيير أسمائهم فقد أصدرت إدارة القضايا الشرعية بمحاكم دبي خلال العام الماضي 92 شهادة تغيير اسم للمواطنين الأمر الذي يشير إلى أن تغيير الأسماء لم يعد أمرا مستبعدا أو غريبا وإجراءاته القانونية ليست صعبة.

كما يشير إلى ذلك عبد الرحمن حسن مطر رئيس شعبة الإعلامات وأحوال المال بقسم التصديقات الشرعية قائلا (يمكن لأي مواطن في دبي تغيير اسمه بتقديم طلب خطي إلى رئيس المحكمة الشرعية يتضمن الاسم الحالي والاسم الجديد وترفق صورة الجواز وخلاصة القيد ويعرض الطلب على رئيس المحكمة ويؤشر بعدم الممانعة باتخاذ الإجراءات اللازمة بمخاطبة ثلاث جهات رسمية هي إدارة الجنسية والإقامة والنيابة العامة وإدارة التحريات والمباحث الجنائية بإمارة دبي للإفادة بأية قيود تتعلق بالموضوع.

فإذا كانت الإفادات أو الردود تحتوي أية مشاكل يطلب من صاحب العلاقة إنهاءها قبل الموافقة على طلبه، أما إذا كانت جميع أوراقه سليمة فتصدر الموافقة ويوجه لنشر إعلان في جريدتين لمرة واحدة ومن لديه اعتراض على تغيير الاسم يتقدم بطلبه إلى المحكمة خلال ثلاثين يوما أما في حال عدم وجود اعتراضات فتستكمل الإجراءات ويتم التغيير بحضور صاحب الطلب وشاهدين)

تغيير الأسماء ضرورة للرجال وموضة للنساء

ويتحدث مطر عن بداية العمل في تغيير الأسماء قائلا (في الماضي لم يكن هناك قانون يختص بتغيير الأسماء وكان تغيير الاسم يتطلب موافقة من ديوان الحاكم ثم يتقدم الطالب بالموافقة إلى المحكمة لاستكمال الإجراءات الرسمية، وفي منتصف عام 2006 صدر قانون خاص بتغيير الأسماء حيث كانت هناك مجموعة كبيرة من الطلبات أدت إلى صدور هذا القانون، وبالفعل بدأ العمل بالقانون والملاحظ أن العدد الأكبر لطلبات تغيير الأسماء تخص الإناث وفي الغالب تكون أسماؤهن القديمة عادية لكنهن يرغبن بتغييرها إلى أسماء متداولة أكثر مثل الريم والعنود وهند).

وحول أسباب تغيير الأسماء يقول شعيب علي إبراهيم رئيس شعبة الاشهادات (كثير من الناس يتحرجون من أسمائهم لأسباب مختلفة منها أن بعض الأسماء غريبة وغير معروفة ضمن محيطهم، أو قد يكون الاسم أعجمي أو يدل على التأنيث والتذكير معا، أو لا يوحي الاسم بشخصية صاحبه أو هويته أو موقعه الاجتماعي فيرغب بتغييره،إضافة إلى الوازع الديني حيث يطلب تغير الأسماء التي تدل على التعبيد بغير الله، ونجد منهم من يتحرج من النشر إعلان تغيير الاسم على الرغم من أنه يعد شرطا أساسا في إجراءات التغيير).

وحول طرق التعامل مع القروض والالتزامات المالية يقول (تغيير الاسم لا يعفي صاحبه من المسؤولية، إذ أنه يكون ملزما بتسديد ديونه، وقد لاحظنا أن أحد الأشخاص رغب بتغيير اسمه وعندما نشر الإعلان اتصل بنا محامي أحد البنوك ليخبرنا أن عليه قرضا بمليون درهم، فكان لابد أن يحل مشاكله مع البنك قبل أن يكمل إجراءات تغيير الاسم)

بدأت محاكم دبي بإصدار إشهادات تغيير الاسم بشكل فعلي ابتداء من شهر مارس من العام الماضي.

حيث صدر خلاله 23 إشهادا وفي أبريل صدر 16 إشهادا وفي مايو 25 إشهادا وتم إصدار 11 إشهادا في يونيو وفي يوليو 6 إشهادات وفي أغسطس 5 إشهادات وصدر في سبتمبر اشهادان وفي أكتوبر 3 إشهادات وصدر في نوفمبر إشهاد واحد ليصل إجمالي الإشهادات في ذلك الوقت إلى 92 إشهادا للجنسين.

جوانب نفسية

وتبدو لتغييرات الأسماء دلالات اجتماعية تتحدث عنها الاختصاصية النفسية فاطمة السجواني قائلة: من الناحية النفسية لكل إنسان هناك حاجات ثانوية لابد من إشباعها منها التقبل الاجتماعي الذي يصنعه المرء في محيطه حسب شخصيته وقدراته، وأحيانا يشعر الشخص أن لاسمه دوراً في هذا التقبل وقد يراه عائقا في طريقه للنجاح وتكون نظرته الذاتية لنفسه دونية فيسعى إلى رفع تقديره لذاته باختيار اسم آخر ينسجم معه ويعطيه الشعور بالرضا.

كما أن هناك أشخاصاً ينظرون إلى أسمائهم نظرة تعتمد على قناعاتهم بالحظ والتفاؤل لذا يتجهون إلى تغيير أسمائهم لاعتقادهم أن حظوظهم ستتغير نحو الأحسن، وكوننا في مجتمع عربي فإن الأسماء ذات الدلالات غير العربية قد تشكل مشكلة لأصحابها فيرغبون في تغييرها.

ومع ذلك فإن تغيير الاسم قد يجعل الشخص كأنه صاحب هويتين إذ إنه غير اسمه في الأوراق الرسمية لكنه لم يتغير في المجتمع فإذا كان الإنسان متمسكا باسمه الجديد فيمكن أن يقنع الآخرين به وينشره بين الناس، وأنصح الأهل باختيار أسماء مناسبة لأطفالهم لأن من حقوق الابن على والديه اختيار الاسم الذي يليق بالطفل خلال جميع مراحل عمره ويشرفه في المستقبل فليس من حق الأب اختيار اسم غريب لطفله ولو أعجبه لأن الاسم يبقى مرافقا للإنسان مدى الحياة.

دلال جويد

Email