ايقاع الشباب

الرحلات العلمية.. متعة الاكتشاف والمغامرة واكتساب الخبرات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الرحلات العلمية الترفيهية التي تنظمها كليات وجامعات في الدولة انعكاسا للدراسة النظرية لدى الطلبة، كما أنها تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتبادل الآراء والأفكار واكتشاف حضارات عريقة من مختلف دول العالم.

وهذا ما تحرص عليه جامعة زايد من خلال اتباعها لنظام تنظيم الرحلات العلمية الثقافية لطالباتها وإرسالهن إلى الدول التي تتميز بتمازج حضاراتها وتعدد ثقافاتها لهن وتلبية احتياجاتهن المتعددة، إلى جانب ذلك فإن هذه الرحلات تعد بالنسبة للطالبات متعة حقيقية نحو عالم الاستكشاف والمغامرة. والتبادل الحضاري فضلا عن رغبة طالبات جامعة زايد في توصيل رسالة سامية إلى الشعوب العالمية تتلخص في أن فتاة الإمارات قادرة على التواصل مع الآخرين ونقل آرائها إلى جانب قدرتها على الاعتماد على النفس.

وفي رحلة نظمتها الجامعة إلى ايطاليا مؤخراً عادت الطالبات محملات بالكثير من الفائدة والمتعة لما وجدنه من جمال في الأعمال الفنية التي تزخر بها مدنها وتحفة مناطقها المعمارية الأثرية.وقالت بسمة علي مشرفة رحلة روما إن الرحلات الثقافية التي تنظمها الجامعة بالتعاون مع السفارات المختلفة للدول وبتمويل من قبل مؤسسات الدولة المحلية منها والخاصة تعد من الأساسيات الرئيسية في غرس الوعي الاجتماعي .

وتأكيد جانب من الأهداف التي تحرص الجامعة على تجسيدها واقعا يحقق التكامل الدراسي لدى الطالبات، مشيرة إلى أن العملية التعليمية لا تقتصر فقط على الفصول الدراسية بل يجب أن تتعدى ذلك إلى ممارسة التطبيقات النظرية بشكل عملي.

واقعي من أجل تحقيق الشمولية في التعليم وإكساب الطالبات الخبرات الثقافية والحياتية لبناء مستقبلهن المهني والأسري لاسيما أن الرحلات العلمية تساهم في صقل شخصية الطالبات.

وأكدت على أن الجامعة تنظم الرحلات الدراسية والعلمية للطالبات خلال السنة الدراسية بشكل منتظم حيث يبلغ عدد الرحلات في مجملها سبع رحلات.

مشيرة إلى أنه خلال الصيف الماضي تم تنظيم خمس رحلات علمية توجهت إلى روما بمعدل رحلتين وأستراليا واسكتلندا وجنيف إلى جانب تنظيم ثلاث رحلات أخرى خلال السنة الدراسية، مؤكدة على أن جميع هذه الرحلات تأتي في إطار البرامج الأكاديمية التي تنتهجها الجامعة ضمن مساقاتها المتنوعة.

وأوضحت مشرفة الرحلة أن الرحلات العلمية تجمع في استفادتها الطالبات المغادرات والطالبات الأخريات وذلك من خلال إلزام طالبات الرحلة بعمل تقرير شامل بعد عودتهن وتقديم عروض مختلفة للهيئة التدريسية والإدارية وطالبات الكليات وذلك من أجل إكسابهن الخبرات واطلاعهن على الفائدة العامة من الرحلة.

حضارة وفنون

أوضحت الطالبة شيخة المري المنسقة العامة أن البعثة الدراسية العلمية التي استغرقت حوالي أسبوعين والتي تضمنت ثلاث عشرة طالبة من مختلف الكليات تم تنظيمها من قبل السفارة الايطالية ومؤسسة أنطونيو جونيفيزي الايطالية حيث تعد هذه المبادرة الأولى التي تطرحها المؤسسة في الشرق الأوسط بهدف تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب.

لاسيما أن محور البرنامج الأساسي للرحلة تجسد حول دراسة تاريخ الشعوب وخاصة تأثير الحضارة العربية على الحضارتين الايطالية والغربية بشكل عام.

وأكدت شيخة أن الأكاديميين الايطاليين انبهروا بمستوى طالبات جامعة زايد ومدى تميزهن الأكاديمي ووعيهن للبرنامج الدراسي، كما أكدوا على النجاحات التي حققتها الطالبات خلال فترة زمنية قصيرة.

وأوضحت المشرفة العامة على الرحلة أن روما تعد من البلاد التي غرست بداخلنا مفهوم الحضارة وذلك لما تجده من معالم وآثار قديمة وفنون دقيقة مرسومة لأبرز عمالقة الفن في العالم أمثال مايكل أنجلو وبروتوشلي.

مشيرة إلى أن الزيارات الميدانية اشتملت كذلك على زيارة المتاحف ومنها متحف ساليرنو والعديد من الكنائس في مدينة فلورنس التي تشتهر بوجود «النافورة» والقلاع الأثرية في روما وزيارة المدن القديمة مثل بومبايا ومركز كوسيتارا السياحي والمواقع المعروفة في توري وسانت ماريا ومتحف نابولي الوطني وساحل أماليفي .

وبوسينا إضافة إلى اكتساب دورة دراسية حول التواثق الحضاري والفكري بين الدول العربية والحضارة الغربية وبالأخص الايطالية من حيث الفنون والموسيقى والتاريخ.

وأكدت المري أن هذه الرحلات بحد ذاتها إثبات لذات الطالبات وتنمية مهاراتهن الداخلية وتعزيز مفهوم القيادة خاصة انهن مطالبات بالسعي نحو تنظيم الرحلة وكتابة تقارير عن مدى استفادتهن منها فضلا عن أنها فرصة ثمينة لغرس مفهوم العمل الجماعي وتبادل الآراء.

علاقات دولية

وفي رأي الطالبة أسماء المري أنها استفادت من الفن الايطالي الذي رأته على أرض الواقع بعيدا عن الكتب النظرية إلى جانب استفادتها من الدراسة العلمية التي اكتسبتها في المدرسة المتخصصة في دراسة الماجستير التي تقع في مدينة «سالونو» جنوب ايطاليا .

وذلك من خلال المحاضرات المكثفة والمساقات التي تناولت الفن والأدب والتاريخ الايطالي والعادات والتقاليد الايطالية وتاريخ الموسيقى والتصميم والفنون والإبداع والإسلام والعرب وتاريخ الطب والمسرح ونبذة عن العلاقات الدولية.

مؤكدة أن هذه الرحلات تعتبر غاية في الأهمية بالنسبة للطالبة من خلال إكسابها الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والاعتماد على ذاتها والتواصل مع الآخرين ونقل أفكارها إليهم وتبادل الآراء فيما بينهم.

وتجد الطالبة أميرة الكعبي أن الاستفادة الأكبر من البعثة العلمية هي التواصل مع أكفأ خبراء التدريس في ايطاليا الذين قدموا من مختلف الجامعات الايطالية من أجل الالتقاء بطالبات الجامعة وتعزيز البرامج الدراسية.

إضافة إلى أن ايطاليا من الدول التي تمتاز بالفنون والحضارة خاصة أننا لمسنا اختلاف العصور فيها ومنها «عصر التنوير» وهو العصر الذي ظهر فيه الفنان العالمي مايكل أنجلو وبرتوشلي، أما عصر «البوروك» فامتاز بأنه عصر الموسيقى المختلفة.

ونمط الحياة والمعيشة المختلفة إضافة إلى وجود الحضارة الإسلامية التي امتازت بها مدينة «سالونو» المليئة بالملامح العربية من خلال الفن العربي الأندلسي الذي لمسناه محفورا على كنائسهم بالإضافة إلى وجود الطب العربي في هذه المدينة وذلك من خلال المحاضرة التي درسناها عن مدى تأثير الطب العربي عليهم والموسيقى العربية والمأكولات العربية .

وأهمها الخبز العربي في إعداده لأشهر أطباقهم الرئيسية إلى جانب إدراكنا لمدى تماسك شعب هذه المدينة بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم دون التنازل عنها، أما الاستفادة الشخصية التي حصلت عليها سارا من رحلة ايطاليا فهي التعرف على مختلف الشخصيات واكتساب أفكارهم وتبادل الآراء .

فيما بينهم لاسيما أن هذه الرحلة تعد الثانية لي في الجامعة والتي تعلمت من خلالهما كيفية التأقلم مع الطالبات الأخريات ومبادئ التنظيم والعمل الجماعي المشترك.

وأكدت الطالبة شيماء الزرعوني على أن الرحلات العلمية لها بصمات خاصة في شخصية كل طالبة لاسيما أنها تؤكد على ضرورة الاعتماد على النفس وتعلم الصفات القيادية التي يتوجب على كل طلبة الجامعات التحلي بها ،لذلك يعتبر السفر بحد ذاته فرصة حقيقية نحو عالم الاستكشاف والمغامرة والتعرف على حضارات جديدة لم نرها بل نكتفي بقراءتها فقط.

مشيرة إلى أن قراءاتها الكثيرة عن ايطاليا وعن حضارتها المختلفة والمعلومات التي تحملها عن هذا البلد قليلة مقارنة بالواقع الذي وجدته لاسيما أنها من الدول القليلة الغنية بالحضارة والفنون والتمازج بين الثقافات وتجد من خلالها اختلاف العصور ولمسات من الفن الإسلامي، مطالبة كافة الجامعات بإرسال طلبتها إلى مختلف الدول من أجل الاستفادة واستكمال المسيرة التعليمية بصورة صحيحة.

متابعة: منال خالد

Email