بدأت السنة الدراسية الجديدة ومعها يتجدد الحديث عن المقاصف والوجبات المدرسية الغائبة عن المدارس عدا النموذجيات التي تتبع نظام التغذية المدرسية لطلبتها، وبالتالي لا مشاكل في هذه المدارس في هذا الصدد، ولكن ماذا عن بقية الطلبة الذين يتعاملون مع المقاصف المدرسية ويعتمدون في تغذيتهم اليومية على ما توفرها لهم من أطعمة ووجبات تسد جوعهم خلال ساعات الدوام.
تلك الأطعمة التي لا تخرج في أحسن الأحوال عن الفول والفلافل، التي يبدو أنها كتبت على الطلبة جيلاً بعد جيل وأصبح قدرهم ألا يدخل جوفهم غيرها، وهو نظام استورده الإخوة العرب الذين يعتمدون في وجبات الفطور في بلادهم على الفول والفلافل بشكل أساسي لما يرون فيهما من فوائد وقيم غذائية.
وبمرور الوقت أصبحت سندويتشات الفلافل هي الطاغية، وهي المعتمدة في جميع المقاصف بلا استثناء حتى خرجت أجيال جديدة تفضل الوجبات السريعة، لتتوجه بذلك بعض إدارات المدارس لتأمين حاجة طلبتها من هذه الأطعمة لتزيد بذلك الطين بلة.
وتعود الجيل على نوعية جديدة من الأطعمة تخلو تماماً من أية فائدة، بل على العكس هي أطعمة تضر أكثر مما تفيد، غنية بالزيوت والدهون وتتسبب في مشاكل صحية كثيرة، ليصبح الأبناء من جديد على شفا حفرة من التعرض لمشكلات خطيرة بسبب غياب الوجبات المدرسية المدروسة التي كانت تحقق الحجة والحاجة، فهم من جهة لا يبقون في المدارس جائعين .
وفي الوقت ذاته يتناولون وجبات صحية ومغذية، وضع يتمنى معه أولياء الأمور لو عاد إلى سابق عهده، فيهنأ بال الأسر وهي مطمئنة إلى ما يتناوله أبناؤها ويخلص الطلبة من حرب ضروس يخوضونها يومياً للحصول على سندويتش وزجاجة مرطب غازي كي يتمكنوا من مواصلة يومهم الدراسي.
لقد آن الأوان أن يدخل ضمن تصاميم المدارس قاعات فسيحة لتناول الطعام، فلا يظل الطلبة عرضة للعوامل الجوية يبحثون عن ظل شجرة أو سور يقيهم حر الصيف.