كلما تناولنا سيرتها ازدادت جمالاً حتى كاد الجمال أن يتكلمَ، كلوحة صنعت على أنامل ترجمت تفاصيل الأحلام وارتدت جلباباً اكتسى معالم الحسن حتى فصّلت نصوص الثناء عليه تفصيلاً، وتلعثمت الأفواه في الوصف والسرد، حتى جاءت أبيات نزار قباني لتختصر هيبة المشهد قائلة: فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً فالصمت في حرم الجمال جمال.
حينما تكسر قوانين الهندسة لتشكل معجزة هندسية تلامس أرض الواقع وتهمس لنا عن قصص المستقبل في «متحف المستقبل»، الذي زين ملامح المدينة حتى احمرت وجنتا دبي، ووقفت القصائد والأبيات والقوافي تصفق بحروف لغة الضاد لوصف منظر حبس الأنفاس وخطف الأنظار وجذب الأذهان، وكأن المستقبل يصنع بخيوط ناعمة من الإستبرق الأبلق الوهاج، ويمد كفيه لمصافحة دولة جعلت المستقبل يأتي قبل موعده، حتى أصبح المستقبل يتحدث مع ذاته قائلاً: ولو كان للجمال وصف، دبي تختصر كل معالم الجمال.
جاء الجمال إلى أبوابك يا دبي، وكسا الحسن أرجاء المكان كمالاً، ونثر الهديل بين أجنحته شقشقة تسمع من المحيط إلى الخليج، أيقف الزمان متعجباً عن وصف دولة تبحر في أعماق الخيال، وتحار في تعريفها لغة الأبجديات؟! أي أبجدية توضع أمامك يا دبي وأنت بنفسك تصنعين الأبجديات، وتأسرين أنظار العالم إليك، الإمارات تواصل رحلة إبهار الجميع بإنجازاتها المتتالية، وتكمل سرد عنوان جديد للإبداع والابتكار، حيث يأتي «متحف المستقبل» ليدخلنا إلى آفاق جديدة نحو أبواب المستحيل، حيث لا يوجد مستحيل في قاموسنا.
عندما أحاول التحديق في معالمك لا أعني فقط أن أنظر إليك، بل أحاول أن أفهم ما معنى أن يبحر المرء في أعماق ملامح مدينته، يحوم البحار بقاربه ومجدافه، ولأن دبي عميقة جداً أراها بداخلي بحراً لم يبحر به أي قبطان، وكأنها تسبح بين سحب الأحلام ممسكة بوصلة اتجاهاتها تصل إلى عنان السماء.
وحينما تضيع الوجهات لا أبحث إلا عن طريقك يا دبي.. «متحف المستقبل» يسرد لنا عن مرحلة اكتمال القمر، وهي أن يلامس متحف المستقبل رؤية الإمارات في مسيرة النهضة والعلم، وفتح أبواب متكاملة لاستشراف المستقبل، ليأتي النداء من قبطان المركبة قائلاً: إلى كل المسافرين إلى مركز التقاء العقول الذي يركز على الأفكار الإبداعية وتسليط الضوء على الطاقات البشرية المبتكرة الاستعداد بربط حزام الأمان للسفر عبر الزمن، تنويه.. تلك الرحلة التاريخية لا تحتوي على أي مطبات هوائية، بل تحتوي على مقتطفات تحبس الأنفاس، لذا كونوا على أهبة الاستعداد للسفر إلى دولة المستقبل. اليوم دبي تضع عقداً زبرجدياً في عنقها، وتتزين كحورية ضاع الجميع في مفاتن حسنها وجمالها السرمدي.