وقفات حياتية مختصرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياة جميلة إن أحسنا العمل فيها، وحرصنا على رقي أنفسنا بالاستفادة من تجاربها ومواقفها، نمر في حياتنا اليومية بتجارب جديدة، ومواقف عدة، فما أجمل أن نعتبر من مدرسة الحياة وأن نحرص جميعاً على نشر الخير وزرعه في محيطنا ومجتمعنا، ونسعى للمحافظة على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، فالإنسان العاقل الفطن يتصرف بحكمة وحنكة في جميع جوانب حياته، يبحث عن إيجابياته ليعمل على تنميتها، وينظر إلى سلبياته ويعمل على علاجها، وهذا عمل من كان له قلب سليم وعقل راجح، ومن هنا أحببت أن أكتب 11 وقفة مختصرة متنوعة يسيرة قد يحتاجها القارئ.

الوقفة الأولى:‬ التأني لا يجلب إلا السلامة، والعجلة لا تجلب إلا الندامة. فكن متأنياً في اتخاذ قراراتك في مختلف جوانب حياتك. فالعاقل ينظر دائماً إلى الآثار المترتبة والمحتملة على أفعاله وأقواله مع حرصه على الخير، والعبرة في النتائج اللاحقة لا بالسرعة والمسابقة.

الوقفة الثانية:‬ الوقت هو عمرك وحياتك، فمن أضاع وقته بالسفاسف والتفاهات والانشغال بالصغائر أضاع نفسه وأساء إليها.. فالسعيد من اغتنم وقته واستثمره ببناء نفسه وإصلاحها وسعى لتغذية عقله بالعلوم النافعة والمعارف الهادفة وحرص على تنمية مهاراته ورقي فكره، فاغتنم شبابك قبل هرمك.

الوقفة الثالثة: العمر يمضي مسرعاً.. والعاقل من اغتنم حياته ولحظات عمره في الطاعات والبر والإحسان وخدمة الناس.. فالسعادة الحقيقية بأن تترك الأثر الطيب قبل الرحيل، وجاء في الحديث: جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أيُّ النَّاسِ خيرٌ فقالَ طوبى لمن طالَ عمرُهُ وحسُنَ عملُهُ قالَ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ الأعمالِ أفضلُ قالَ أن تفارقَ الدُّنيا ولسانُكَ رطْبٌ من ذكرِ اللَّهِ.

الوقفة الرابعة: لو تأملنا قليلاً؛ لوجدنا بعض الأولويات في حياتنا هي فالحقيقة هوامش يجب أن لا نلتفت إليها، ولا تستحق بأن نضيع الوقت بالوقوف عندها، فالحياة مدرسة ومن لم يتعلم منها ويعتبر من دروسها، قد يغرق في أمواجها، ومن الجميل أن نعيد ترتيب أولوياتنا ونسعى في رقي أنفسنا.

الوقفة الخامسة: ليس هنالك ما يمنعك بأن تبتسم وتسعد.. وليس هنالك شيء يستحق الحزن والضيق والتشاؤم.. الحياة‬ متقلبة ومتغيرة والأحوال فيها متبدلة.. وما عليك إلا أن تقتنع وترضى بما كتب لك.. واعلم بأن الماضي مات والقادم قد كُتِب فقط ابتسم وتفاءل بأن القادم أجمل.

الوقفة السادسة: السؤال من الطرق المهمة لاكتساب العلوم والمعارف وتوسيع المدارك، فلابد لطالب العلم أن يحرص على السؤال ويتحرى الأسئلة المفيدة. ومن غير السؤال قد تفوتك معلومات غالية ومقاصد عزيزة. وللسؤال آداب من أخذ بها تحققت له المنافع من رسوخ بالعلم ونمو بالفهم وزيادة بالخير.

الوقفة السابعة: كل يوم هو فرصة جديدة لك.. افتح أبواب الأمل والتفاؤل، ارتقي بنفسك إلى المعالي ولا تلتفت للماضي واتركه خلف ظهرك.. واصنع سعادتك، واجعل يومك أفضل من أمسك وكل يوم أفضل من الذي قبله.. ولا تجعل لليأس سبيلاً إلى قلبك.. قدم الخير للغير؛ وكن صاحب همة وجهد وقاد.

الوقفة الثامنة: إن أردت راحة البال؛ ابتعد عن القيل والقال، ومن أراد السلامة، لزم الاستقامة بحفظ لسانه وجوارحه، وما أجمل الإنسان عندما يبتعد عما لا يعنيه، ويشغل نفسه بنفسه محاسبة وتهذيباً وتقويماً؛ وقد جاء في الحديث: من حُسْنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يعنيهِ.

الوقفة التاسعة: الجمال الحقيقي هو جمال العقل لا الشكل.. وما أجمل تلك العقول الواعية والمستنيرة بالعلم المملوءة بالفكر السليم والإرادة القوية نحو البناء والعطاء، تنشر الخير والأمل والسعادة في محيطها.. تبتكر وتبدع في إنجازاتها.. وترشد صاحبها نحو السمو والرقي والقيم الجميلة.

الوقفة العاشرة: القيمة الحقيقية للإنسان تكمن بوفائه وإنسانيته وقيمه وأخلاقه. بالعمل الدؤوب والجهد الوقاد لبلوغ أهدافه العالية ووصولاً لغاياته السامية، بخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ومجتمعه، بحب الخير للغير ونفع الآخرين.. بالكلمة الطيبة والأفعال الحميدة والسلوك القويم.

الوقفة الحادية عشر: لا تندم على ودٍ أو معروف أو خير قدمته لأحدهم؛ وكن دائماً معتزاً بنقاء قلبك، وإياك أن تلوم نفسك وتعاتبها ما دمت تنوي الخير وتقصده.. فمعادن البشر تختلف، منهم الوفي الذي لا ينكر فضلاً، ومنهم غير ذلك؛ فأرح بالك ولا تكترث بتصرفات الآخرين تجاهك.

أتمنى أن تصل هذه الرسائل القلبية إلى كل قارئ لا سيما إلى شبابنا الطموح المفعم بالخير والعطاء، وآمل أن تكون نافعة في محتواها ومضمونها.. واختم المقال بهذه الأبيات التي تدعو إلى التفاؤل: 

 

إن الأمور إذا ما الله يسرها 

‏أتتك من حيث لا ترجو وتحتسب

‏... 

‏ثق بالإله ولا تركن إلى أحد

‏فالله أكرم من يرجى ويرتقب

Email