روائع الخمسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذات يوم قص أحدهم قصة أعجبت المارة حتى ذهلوا وانتابهم الفضول، متعجبين قائلين: أي وطن ذلك الذي كلما مالت أغصان الزمان مد كفيه ليزيح كل الندوب في تقاسيم شعبه؟ رد عليه الراوي: وهل أزيدك من الشعر بيتاً؟ ذلك الشعب قطع وعداً بأن يقف مع وطنه، حتى وإن ملأ المشيب عوارضهم سوف يظلون كالذاريات يصدون عين كل معتدٍ، ويوجهون له الضربة القاضية. وحينما يسألني حكيم الزمان عن ما تخبئه نبضات قلبي، أجيبه قائلاً: أيا طبيب الزمان ويحك داوني وإن كان لدائي دواء. قال الطبيب: أيعقل أصابك ما أصاب قيس بن الملوح حينما رأى ليلى؟ قلت له أصابني أنني وقعت في حب وطن كلما نسجت له من المفردات شعراً شعرت أنها لم تكفِ لتصف حب هذا الوطن العظيم.

50 عاماً من العطاء المثمر والإنجازات المتتالية التي ظل بريقها يسطع بين أحضان الكواكب والأجرام، فهي ملاذ الأمان وحاضنة السلام ترفرف بجناحيها لتنقل بين أرجائها رسائل تحكي عن قصص تدرس في الأذهان، كتبها قائد الأزمان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليحكي لنا عن دولة «اللامستحيل»، ثقافة اللامستحيل أصبحت تتمركز في نفوس أبناء الوطن، وتلك الثقافة ليست بغريبة على عيال زايد، فكيف لا وهم في دولة حولت الرمال الصفراء إلى مروج خضراء، وأصبحت مركزاً لالتقاء العقول والأفكار التي ترى عند العالم الآخر بأنها غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، نجدها حتماً في دولة الإمارات العربية المتحدة واقعاً ملموساً يشار إليه بالبنان.

هنا تنبري تلك الأبيات قائلة: وطني ومن لي بغيرك عشقاً فأعشقه ولمن أتغنى ومن لي بغيرك شوقاً وأشتاق له! ها هو اليوم الذي سوف يظل عالقاً بين صفحات الأمجاد والتاريخ. دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت بصمتها في مختلف المجالات حتى أصبحت لا ترى في حسبة الخوارزميات سوى المركز الأول، فمعادلات الزمن لا تخيفها حتماً، حتى وإن كثرت المتغيرات ففي نهاية تلك المعادلة تصبح تلك النتيجة المركز الأول لصالح دولة الإمارات، ليعلنها حكم المباراة حظاً أوفر لكل من قال بأننا لا نستطيع واستطعنا، على أمل أن نستضيفكم في مباراة أخرى، حينها سوف نشاهدكم ونحن نحتسي قهوتنا العربية بين أحضان الفضاء.

إلى وطني الحبيب: أرجو العذر إن قصرت في كلماتي ومفرداتي، فما أنا إلا كاتب وعاشق، بحب هذا الوطن أتغنى، أي عشق ذلك الذي يسكن في أعماقنا حتى أصبحنا نعجز عن وصفه. تبقى يا وطني اسماً كلما مر على أسماع البعض أصبحت بعض الذئاب تلهث لأنها تعلم أنه لا يجرؤ على اكتساح الساحات سوى الأسود. دمت لنا عزاً وفخراً يا وطن، كلما تغنيت به أصبحت أشعر وكأنني قيس بن الملوح، لكنني وقعت في حب مخلد، وذلك الحب لا يشعر به سوى المخلصين لأوطانهم.

Email