حينما تنطق الأحلام

يقال: إن كنت تريد التحليق مع النسور، فلا يمكنك أن تتسكع مع الغربان. فالنسور لا تنتظر أحداً لتعلن بداية السباق بل تكتسح الصدارة وتنبثق من بين النجوم حتى تذهل الأبصار التي تحوم في أطرافها لواذع الذهول والإعجاب بفخامة المشهد.

في دبي تنطلق مسيرة التميز من خلال الفعاليات الاستثنائية الكبرى التي تصنع فارقاً كبيراً في مختلف المجالات في العالم. في دبي لا تجلس الأفكار في خانات الانتظار بل تنطلق للتحديق في الأعماق لتفك الشفرات عن الألغاز، إذ قيل للألغاز يوماً ما كيف يمكننا فك الشفرات والخفايا في باطنك؟ أجاب ذلك اللغز متعجباً أيعقل أن أبقى لغزاً وشيئاً يصعب حله وتحويله إلى واقع مبهر يذهل العالم بأكمله ما دام في العالم توجد مدينة اسمها دبي؟

وهذا ما يشهده العالم في دبي من إنجازات متتالية وأرقام قياسية في مختلف القطاعات، فنحن لم نقف على الأرض فقط حتى نثبت وجودنا بل عانقنا المريخ وأرسلنا تحيات أهل الأرض للفضاء ومن ثم حجزنا تذكرة الرجوع لدبي إلى أن ينطلق نداء المسافرين بصوت يضم بين أوتاره مشاعر الفخر والمجد، إذ جاء ذلك النداء على النحو التالي: على السادة المسافرين على الرحلة رقم 1 والتي سوف تكون بمشيئة الله إلى مدينة عرفت بأنها تحمل الرقم 1 ولا ترضى إلا به، التوجه إلى بوابة صنع المستحيل والاستعداد للركوب على متن الطائرة إذ سنشهد على الحدث الذي يعد الأكبر عالمياً من نوعه وهو «معرض دبي للطيران» الذي يحظى بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والشركات الرائدة في قطاعات الطيران والفضاء والدفاع ويحقق نقلة نوعية في إنعاش الاقتصاد وتسجيل علامة فارقة في سجل دولة الإمارات العربية المتحدة حول إدارة الأزمات وتحقيق الإنجازات بالرغم من الجائحة فلم توقفنا كورونا ولا غيرها من المعوقات لتحقيق الآمال والأهداف المرجوة.

تعد هذه المشاركة الدولية الأضخم من نوعها إذ سيتم الاطلاع على أحدث الحلول التقنية والأفكار الجوهرية التي ستعرضها مختلف الجهات الرائدة في قطاعات الطيران والفضاء والدفاع، كما أنه ستنظم مؤتمرات وحلقات نقاشية حول ماهية تطوير الصناعات الدفاعية، وأيضاً سيتم تقديم عروض الطيران الأرضية والجوية. ما يعطي أهمية عالية لمدينة دبي لتصبح فضاء العالم وأفلاكه، إذ أصبحت اليوم مثالاً مهماً يحتذى به حول كيفية تحويل الأزمات إلى تحديات وفرص عظيمة تكسر مجاديف العجز واليأس. إذ يعد هذا المعرض من أهم المعارض الإقليمية والدولية التي تجمع قطاع الطيران والدفاع معاً لتكون تلك التجربة الأكثر جاذبية في تاريخ العروض الجوية.

دائماً تبهرنا دبي بكل ما هو مختلف ومتميز وفي هذا الحدث الاستثنائي ستنبهر الأعين بما ستشاهده من أفكار واقتراحات وعروض وحلول مبتكرة تسهم في إنعاش اقتصاد العالم. ليأتي ذلك النداء الأخير للمسافرين لتذكيرهم بتلك الرحلة التي لن تنسى وستظل عالقة في الذاكرة، تلك كانت رحلتنا في مدينة دبي وبالأخص في «معرض دبي للطيران» مع تمنياتنا للجميع برحلة سعيدة وممتعة.