غناء الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أغنية الوطن ألحانها التي يرددها القلب، وتتمتم الشفاه بحروفها، وكلماتها المحفوظة بالعقل، المشاعر التي تختال أجسادنا من قشعريرة الانتماء والولاء، روح الوطنية، الذي ينتابنا كأول لحظة وأول شعور، أغنية الوطن التي يجيد التغني بها الصغير والكبير، معاهداً الوطن بالحفاظ على وحدته.

الجميع يجيد التباهي بحب الوطن، الجميع يحسن صياغة الكلمات في حضرة سمو وشموخ الوطن، ولكن يبقى السؤال الصعب، السؤال الذي يغيض بروح الوطنية فينا، ونستصعب شعور التقصير تجاه وطننا الغالي، السؤال الذي يقف بتحدٍ أمامنا، فوجب الجواب علينا.

ماذا قدمت لوطنك؟ هل أنت تمثل هويتك الوطنية كما يجب؟ هل تخدم مجتمعك؟ هل أنا أمثل المواطن الذي يفخر به قادة الوطن؟ 

التباهي بحب الوطن والتغني به يجب أن يترجم بأفعالٍ قبل الأقوال، غناء الوطنية، الذي يشدو به الكثير لا يتردد صداه بكلماته المنمقة والأهازيج، نعم هي طريقة مبسطة وجميلة للتعبير عن حبنا ووطنيتنا، الوطن بحاجة للأفعال منا تثبت صدق المحبة، الوطن بحاجة للأفعال كإحياء المسؤولية الوطنية فينا، بالمشاركة الفعلية في بناء هذه الدولة المعطاءة.

وتطويرها للأفضل والتقدم بها، يكون الغناء بالوطنية أيضاً بالحفاظ على المكاسب الثقافية والمادية، بالحفاظ على إرثه وعاداته وتقاليده التي نعتز بها، بتبني شبابه الذين هم عماد هذا الوطن وحصنه، بالعلوم الحديثة النافعة، والتي تقوده لتطور ومستقبل يتخطى حدود الأحلام، فالمجتمعات لا تتطور ولا تتقدم ما لم يتحلَّ أبناؤه بروح المسؤولية، والمسؤولية الوطنية بالتحديد، لتصبح المسؤولية الوطنية موروثاً اجتماعياً يتنقل من جيلٍ إلى آخر. 

غناء الوطنية يجب أن يكون باحترام الثقافات والجنسيات المختلفة في وطن، يفتح ذراعيه للعالم بسخاءٍ وكرم، بترسيخ أهمية قيمة التسامح، ليصبح الوطن موطناً متماسكاً وبحضارة متطورة ومستدامة.

الوطنية بإكمال مسيرة المؤسسين بنحوٍ أفضل مما توقعوه منا، والتمسك بأعمدة وأساس بنيان هذه المسيرة التي وضعوها لنا. 

التمسك بأصالتنا وجذورنا، نتعلم من ماضينا ونعمل بدروسه في الحاضر والمستقبل، أن نفهم حقيقة مؤكدة لا بد أن نتعاون على تحقيقها حتى الأجيال القادمة، بأننا جميعنا «الوطن، القادة، المواطنين» مسؤوليتنا مشتركة، وتعتمد على جميع الأطراف في رفعة هذا الوطن وحمايته، في تنشأت أجياله، بناء مستقبله، في تمسك واستقامة حصن وحدته. 

إن طريق نهضة الوطن سيظل دائماً يتطلب من كل فرد في هذا المجتمع بذل الجهود الشاقة لأجل أن تثمر جهودنا ثمارها التي غرسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. 

نحن ثمرة زايد وراشد، طيب الله ثراهما، ثمرة جهد وتعب لم يكن سهلاً، ولكنهم بإرادة قوية وحكمة حققوا ما يغبطنا عليه الكثير، فكونوا خيرة ممثل لهذه الدولة وقدوة بالإنسانية والتواضع، كونوا خير صورة للمواطنة الإيجابية، 50 عاماً قدموا لنا فيها الكثير والمستحيل، حان الوقت لنعطي أكثر ونبذل جهداً أكبر في حب الوطن وخدمته.

Email