وطأة الانتظار

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترمى الفؤوس في منتصف الأخشاب وتغوص في صرامة تلك اللحظة الساكنة! فنجد أنفسنا في عراك شرس ٍ بين من أنا وكيف أصبحت الآن؟! تتراود في قفصك العقلي علامات استفهام كثيرة وتشعر في تلك اللحظة بأن عقلك الباطن يحمل قضباناً من الخوف والتردد في مواجهة الحقائق التي تصنع لك من الأبواب سجوناً فتظل تلك الأسئلة معلقة في حبل المشنقة! ويأخذ الغبار نصيبه من آلاف الأوراق التي ظلت تنزف دماً لأنها حملت بين أكتافها أحلام شبابٍ ثم أصبحت تلك الأحلام كوابيس متكررة لا يراها سوى الذي يجلس بين مقاعد الانتظار وينتظر مكالمةً تبشره بأن ذلك الحلم أصبح حقيقة!

يا ترى متى سوف نغرس بذور أحلامنا وطموحاتنا؟! هل حينما يأخذ الشيب مكانه بيننا وتظهر تجاعيد الزمان على دفاترنا؟! هذا الصراع الداخلي الذي يواجهه الشباب حينما يتسابقون في رحلة عبر الزمن لالتقاط الفرصة الذهبية لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم. ولكن هنا يأتي السؤال الصعب من نحن الآن؟! وكيف سوف نكون بعد 10 سنوات من الزمن؟! إذا لم يتمكن الباحث عن العمل من العثور على الوظيفة التي تتناسب مع قدراته ومهاراته الآن متى سوف يستطيع أن يوظف إمكاناته في خدمة الوطن؟! هناك مواهب شبابية فعالة ولكنها بعيدة عن الأضواء، هناك عقول تفكر في الغد وليس اليوم فقط ولكنها بقيت عالقة في لوائح الانتظار! هناك من يريد أن يلبي احتياجاته ومتطلباته الفردية والأسرية ولكنه لم يحصل على الفرصة! وتكون الأجوبة عن تلك الأسئلة تنتهي بـ«لا نعلم» ! أو «في حال توافر التخصص سوف نقوم بإعلامك»! وتمر الأيام والسنون ولكن لا مجيب! 

البعض يظن أن ذلك الكرسي لا يدور إلا له، فيفضل مصالحه الخاصة على حاجات غيره! 

ويبقى الباحثون عن العمل عالقين في دوامة ولكن من دون مخرج! نحن - الشباب - لدينا طاقات هائلة وأفكار جديدة قادرون من خلالها على صنع مشارف المستقبل ولكننا بحاجة إلى الفرصة لإثبات جدارتنا في تجاوز المستحيلات. مشاهد الانتظار أنهكت الكثيرين ولا بد من وضع النقاط على الحروف! والغريب في هذا الأمر أن البعض لم يخضع لأي مقابلة وظيفية! بعض المؤسسات تفرض شروطاً تعجيزية على الباحث عن العمل ومن أبرزها سنوات الخبرة تتراوح من 5-10 سنوات! كيف يمكن للباحث أن يأخذ تلك الخبرة المطلوبة وهو لم يحصل على فرصة سابقة لاكتساب الخبرة؟! أمر محزن للغاية حينما تتحدى تلك الشركات والمؤسسات قدرات الباحث عن العمل كأنها تطلب قدرات نيوتن العقلية! لو سقطت تفاحة نيوتن على عقولها لاستوعبت تلك الشروط الخيالية التي تشترطها للوظيفة! 

يبقى ملف التوطين أكثر جدلاً في وسائل الإعلام، وتبقى الأسئلة حول هذا الملف ونتمنى أن تكون هناك أجوبة تنهي تلك الأسئلة. 

رفقاً بأحلام الشباب، رفقاً بطموحاتهم، رفقاً بآمالهم حتى لا تصبح عالقة بين صفوف الانتظار!

Email