في سبيل النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

من تكون؟ هل بإمكانك أن تعرّفني على نفسك؟ السؤال الذي يعيد حساباتك مع ذاتك، تراجع فيها سيرتك الحياتية، تعدد فيها هزائمك، وتستخرج منها دروسك التي علمتك إياها، تقف عاجزاً أمام ساعة الزمن، وينخر صوت عقرب الساعة عقلك، الذي يستجمع ثقته بالكم الكافي من العلم والجهد، والكثير من الكفاح والتعب، تقف هكذا أمام مرآة، أسرع ذهنك بتشكيلها أمام عينيك، لتقف أمامها تنظر من خلالك لتجيب عن السؤال، يا ترى من أنا؟ ماذا أكون، ما هي أحلامي وطموحاتي، ما هي أساساً قدراتي ومواهبي؟ ستراودك الكثير من الأسئلة، التي ستوقعك في وحل الشك بذاتك أو في نعيم ثقتك بنفسك.

يبقى هنا السؤال المكون من اسم وكلمة ختامها استفهام بغيضة، تقف أمام العقل بتحدٍ، السؤال عميق بالمعنى، وسيحدد هويتك. 

في بداية الأمر للإجابة عن السؤال يجب علينا أن نعرف الذات حتى يكتمل وضوح السؤال، وللذات معانٍ كثيرة ومختلفة، يُعرفها سقراط بأنها: خليط يصنعه الشخص من قدراته وملكاته الشخصية، وقدرته على التحليل المنطقي. 

إذاً نفهم بأن الذات هي خبراتك في الحياة، ما تصنعه أنت من تغيير، الأثر الذي تُحدثه في حياة وقلوب الغير، ما تسعى له، جهدك ووقتك بماذا أنفقته، ذاتك هي أنت بالصورة الأفضل عنك، ما تود أن تكون، طموحاتك وأحلامك، شغفك الذي يدفعك للحياة والاستمرار، أن تكون صادقاً تماماً مع نفسك، أن يتوافق عقلك مع قلبك.

في سبيل النجاح والوصول للقمة يجب عليك أن تجيب عن السؤال، في سبيل النجاح يجب أن تكافح مُعرقلات الحياة، يجب أن تسعى سعياً صادقاً من دون ملل أو كسل، والأهم من دون أن يتكبدك الاستسلام، في سبيل النجاح لا تبالِ بقطاع الطريق، الذين يتمتعون في سرقة طموحاتك، ويتمتعون بإزهاق روح الثقة بأحلامك وإبداعاتك، من يفلحون فقط في الاستهزاء بمواهبك، في سبيل النجاح أجب عن السؤال بمصداقية تامة، وشق الطريق للوصول إلى القمة، وردد دوماً بداخلك مقولة ديل كارنيجي: أنا مصمم على بلوغ الهدف فإما أن أنجح وإما أن أنجح. 

اعرف ذاتك، وخطط لمستقبلك وطموحاتك، وابحث عن شغفك في الحياة، الطريق إلى النجاح ليس سهلاً، ولكن بإرادتك وعزيمتك ستصل وتحقق المستحيل، الذي يحول بينك وبين تحقيق الأحلام، الحياة لن تقف من أجلك، ولكن أجعلها تقف أمامك عاجزة عن إسقاطك، وتبهرك بفرصها.

Email