ديناميكية التحسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يقتل الترهات سوى رماح فارس صنديد آمن بقوة فكره حتى أصاب الدائرة من المنتصف، ولا يخرج النور من بين الديجور إلا إذا كان هناك أمل يخبرنا بأن غداً هو بداية للأفضل، إذا لم نكن كالغيث نروي الأرض أملاً، فسلاماً على تلك الأرض ومن فيها، تموت الأرض إذا لم يسقها أحد بعطاء متصاعد، لا تفيق الأحلام إذا لم يجتمع بنو آدم على يد واحدة فإذا قتلت تلك الأحلام فلن يحيا الفكر لدى الشباب؛ لأن الحلم هو الأساس في بداية التحسين والتغيير في المجتمع. هناك مقولة تقول: إذا أردت أن تضع هدفاً ضع هدفك عند النجوم حتى إذا لم تصب الهدف تصل إلى القمر.

لا توجد قوة في العالم تساوي قوة العقل لأنه منه نبدأ ومنه ننهي المطاف. التركيز على تغذية عقول الشباب بعناصر فعالة تساعدهم على بناء رؤى خاصة بهم، وتساهم بشكل كبير في عملية التحسين لأنه من خلال عملية التغذية العقلية يصبح العقل جاهزاً لبدء تلك المهمة، فلا الرياح ولا الأشرعة تستطيع أن توقف ذلك العقل، فيبدأ بالعطاء المثمر ليكتشف بنفسه عن الثغرات التي يجب سدادها ويبدأ يمد أجنحته إلى الفضاء البعيد. هناك عقول تحمل في جعبتها أفكاراً إبداعية ولكنها كتبت على أبوابها: ذلك العقل في حالة تقاعس، يرجى الزيارة لاحقاً.

وهنا يأتي السؤال: متى يسمح ذلك العقل بزيارته وإعطائه فرصة ليكون جزءاً من التحسين؟ هل عندما تهرم العقول وتظهر تجاعيد الزمان عليها؟ الشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله، استغلال القوة العقلية والأفكار المبهرة التي يمتلكها شبابنا قد يؤدي بنا إلى مراحل متقدمة من التحسين والتطوير وهذا لا يحصل إلا إذا توفرت الفرص أمامهم، الشباب العربي يمتلك قدرات وهمماً عالية إلا أنهم ينكمشون في مراحل معينة مما يجعلهم يظنون أن المستحيلات كثيرة والممكنات نادرة.

 

اجعلوا أعينكم مثل «عين الصقر» الذي لا يضيع أي فرصة للصيد ولا يخطئ في التقاط الفريسة حتى لا يصبح حديثاً في ألسنة منافسيه، إما أن تكون صقراً أو لا تكون.

فلعبة التقاط الهدف هي التي تحدد مصيرك ما بين فارس مغوار حمل سيفه لآخر لحظة في غرس عناقيد العطاء والسخاء، وما بين فارس سقط جريحاً متندماً لأنه لم يكن جزءاً في تحويل المعضلات إلى آمال تفتح آفاقاً جديدة نحو التجديد والتطوير في مجالات مختلفة. يا شباب العرب كونوا جزءاً من التحسين فمعاً نستطيع أن نغير ما كان في الأمس مستحيلاً.

Email