نجم الكتابة

الأمن المناخي مسؤولية المجتمع الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعدد وتتنوع التحديات العالمية حولنا، سواء بظهور الأوبئة والأمراض مثل وباء كورونا المستجد، أو ظهور التغيرات المناخية، وغيرها من التحديات التي تحتاج تكاتف المجتمع الدولي ليتم التعامل معها بإيجاد الحلول المناسبة والسريعة للتقليل من نتائجها السلبية، وذلك بالتنسيق بين الدول والمنظمات العالمية المعنية من أجل أن تتركز الجهود وتتوجه بالشكل الصحيح نحو المشكلة لعلاجها، ودون التكاتف لا وجود للحلول وإن وجد سيبقى العلاج صعباً.

ومن التحديات الكبرى التي تواجه العالم، وقد يكون لها تأثير في الوقت الحالي وأضرارها قد تتفاقم في المستقبل القريب، مشكلة المناخ وتغيراته، سواء الطبيعية التي لا دخل للإنسان بها، أو التغيرات الناتجة عن فعل الإنسان، وهذه المشكلة تهدد البشرية والأنظمة البيئية والبنية التحتية على حد سواء والمجتمعات ككل.

ترسيخ الأمن المناخي

نحن اليوم بحاجة ماسة إلى ترسيخ الأمن المناخي وغرسه في أنفسنا ومحيطنا والأجيال القادمة، لأنه من الأسباب الرئيسية وجزء لا يتجزأ في تحقيق الأمن البشري والأمن القومي للدول، وهو سبب في نمو الاقتصاد والثروات الحيوانية والنباتية والمائية.

وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة ظاهرة التغير المناخي أولوية رئيسية، وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة، ولها جهود مشرقة وأعمال واضحة في مواجهة التغيرات المناخية التي نتج عنها قلة الأمطار، والاحتباس الحراري وانتشار الجفاف وغيرها من التحديات.

دولة الإمارات العربية المتحدة كانت في فترة من الفترات تعاني من التصحر، ولكن بفضل الله تعالى ثم بحكمة والدنا المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبإيمانه العميق ببناء دولة متطورة اتجه لتشجير الصحراء حتى أصبحت جنة خضراء، وتدرك دولتنا المباركة علاقة الأمن المناخي تجاه ترسيخ الأمن الدولي، وحرصت على أن تتخذ الإجراءات المدروسة في إيجاد الحلول لظواهر التغيرات المناخية، سواء أكانت هذه الحلول فردية أو حلولاً جماعية بالتنسيق مع الدول العالمية الشقيقة والصديقة، ومن هذه الجهود استضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ. كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العالمية التي أخذت على عاتقها إيجاد الحلول والعلاج تجاه التغيرات المناخية وجهودها مترامية الأطراف وممتدة وكثيرة من خلال إطلاق المبادرات، ومنها مبادرة «جيلنا»، و«المدارس المستدامة والمدارس البيئية»، ومبادرة «البصمة البيئية» وغيرها من المبادرات الجادة التي تصب في في مصلحة الأمن المناخي والثقافة البيئية، بل امتدت هذه الجهود للجوانب الاستراتيجية من خلال إطلاق استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء في عام 2012 للحفاظ على بيئة مستدامة من أجل تحقيق تطلعات ورؤية الإمارات 2021، واستخدام استراتيجية الطاقة المتجددة التي تشمل الطاقة النووية والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي الذي تعتمد عليه الدولة من أجل بيئة أكثر نقاوة وغيرها من الجهود الرائدة التي تصب في مواجهة التغيرات المناخية وترسخ الأمن المناخي.

وعلى المجتمع الدولي مسؤولية كبرى، ومن واجبه التحرك بسرعة واتخاذ الإجراءات المناسبة ونشر التوعية لتدارك هذه الظاهرة وعلاجها حتى يتم الحفاظ على الثروات والمقدرات للأجيال القادمة وحتى لا تتفاقم أكثر وتتحول إلى صراعات ونزاعات دولية.

Email