رسالة لمن غرد خارج سرب الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدفاع عن الوطن واجب مقدس، وحب الوطن مغروس في قلوبنا منذ نعومة أظفارنا، والذود عن حماه من أعظم الأمور وأهمها، بالوسائل المتاحة كافة ولا سيما بالكلمة والقلم وبالسبل كافة التي تدفع عن الوطن المكائد والافتراءات ونحوها.

ولا بد من أن يعي جيداً المغرد أنه يمثل سمعته وسمعة وطنه، فواجب عليه أن يتأنى ويتمعن في ما يكتب فالكلمة سلاح ذو حدين، إما أن تدفع الشر بالحجة والبرهان وهذا مطلوب وضروري، وإما أن تفتح للأعداء جبهات للنيل من الوطن بالأكاذيب والفجور، وذلك بسبب مغرد طائش متهور غير مدرك للعواقب والمآلات وهذا أمر مرفوض ولا يقبل به عاقل.. ونحن عيال زايد تربينا على السنع والأصالة والمعاني الجميلة التي غرسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه في شعبه، وكان رحمه الله حريصاً على ألّا يخرج من شعبه إلا كل أمر طيب وجميل، ولا يرضى بغير ذلك، ومن محبة زايد أن نستمر على طريقه ونصون ما بناه من سمعة طيبة للوطن والمواطن.

ومما يؤسف أنه يوجد بيننا مغردون يدعون الوطنية، بعد ذلك يقومون بنشر أخبار مغلوطة عن دولتنا من مصادر خارجية لا تمت لنا بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد، وقد تكون هذه المصادر مشبوهة أو معادية أو غير موثوق بها، ويطرحون في برامج التواصل الاجتماعي ولا سيما في تويتر وغيرها من البرامج، مواضيع شاذة عن أخلاق وقيم ومبادئ المجتمع الإماراتي السامي، ويدعون بعدها أنها من توجهات الدولة، وبفعلهم هذا الشطط يكونون سبباً في تطاول الأراذل علينا بالتهم والقذف والسب وغيرها من الأساليب الرخيصة، وهذه ليست من المواطنة الصالحة في شيء؛ وأقول لمن كان هذا حاله، إن سمعة الوطن لا مساومة عليها، وإن لم يرتدع عن فعله السقيم، فإن القانون بالمرصاد لكل من سولت له نفسه الإساءة لسمعة الوطن بقصد أو من دون قصد، وعلى الجميع أن يعي أن لدينا جهات رسمية هي من تعبر عن توجهات الدولة وآرائها حول القضايا والتحديات، سواء كانت هذه القضايا وطنية أو إقليمية وحتى دولية، وهذه القضايا لا يبت بها آحاد الناس في وسائل التواصل وليست مرتعاً للهو واللعب، وعلى المتطفلين البقاء بعيداً وعدم حشر أنوفهم في ما لا يعون ويفهمون.

وفي وقت سابق وقبل سنتين وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رسائل في غاية الأهمية، ومن هذه الرسائل، قال سموه «العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي تأكل من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها. سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة المتابعين. لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة. وإحدى مهامها الأساسية أيضاً الحفاظ على 48 عاماً من رصيد المصداقية والسمعة الطيبة الذي بنته الإمارات مع دول وشعوب العالم.. لن نسمح بأن يعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية وحب واحترام الشعوب. صورة الإمارات والإماراتي لا بد من أن تبقى ناصعة كما بناها وأرادها زايد».

والأوطان تصان على أيدي الأوفياء أهل المعاني الراقية والقيم النبيلة والأصالة والتضحية، والذين يحرصون أشد الحرص على سمعتهم وسمعة وطنهم، وفي هذا السياق وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة جميلة بأن قال: «هذه التجارب أظهرت المعدن الحقيقي لعيال الإمارات عيال زايد، وهذا المعدن ما يظهر إلا من بيت طيب، وهذا البيت الطيب نحن محظوظون فيه نحن كمسؤولين، لأن هذه البلاد ما تقوم إلا على الأشراف الذين عندهم عزة نفس وكرامة وتضحية.. أولاً لسمعة أهلهم، وسمعة قبيلتهم، وسمعة وطنهم»، وفي رسالة أخرى قال سموه «أي شي بتسويه إيجابي بقولون الإماراتي، وأي شي بتسويه سلبي بقولون الإماراتي، ونحن كلنا مسؤولين لصنع وخلق سمعة طيبة لهذي البلد؛ لأن كلكم راعٍ على سمعة البلاد» فسمعة الوطن وكل ما يتعلق به خط أحمر.

فعلى المغردين بشكل عام والمغردين المتهورين والطائشين بشكل خاص أن يعوا جيداً هذه الرسائل الموجهة من القيادة الحكيمة وأن يدركوا أن الوطن مستهدف، فلا بد من الوعي الوطني وترسيخه واستئصال كل ما يعكر صفوه، وألّا يكونوا سبباً في جلب العداء للوطن من أطراف آثمة خارجية بسبب تغريداتهم غير المسؤولة، كما عليهم أن يتخيروا الكلمات والعبارات بحكمة وحنكة، ويبرزوا معدن الإماراتي الأصيل حتى مع المخالف ويسعوا إلى تفنيد وكبح جماح الباطل بالبراهين الدامغة والأدلة القاطعة، وإلّا سكوتهم أفضل من فعلهم السلبي؛ لعلهم يعقلون.

Email