اللعب على المكشوف

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما تتمايل الأضواء وتضع البعض على الهامش والآخر في منتصف الدائرة حينها تبدأ البطاقات بالتحرك من تحت الطاولة! ويبدأ رداء الزيف بالسقوط وسحب خيط الحقيقة للوجهة المطلوبة، ويبدأ النرد بالتحرك تحت نطاق «شيلني وأشيلك»، «اكتب عني وأكتب عنك» و«أثنِ عليّ ثناءً عاطراً وأثني عليك ثناء ماطراً»! حتى تتحقق المصالح والرغبات المشتركة للطرفين وتضع الجاهل فكرياً في الصف الأمامي وفي المقابل يقف المبدع في الصفوف الأخيرة لأنه لم يحصل إلى الآن على تذكرة دخول لتلك الدائرة التي تفتح أبوابها بشفرة سرية لا يكتشفها سوى أصحابها!

كثيراً ما نشهد صوراً من الشللية ولكن بأشكال مختلفة استناداً لنوع المصلحة التي يتم الحصول عليها، فالبعض ينجّم الآخر ويجعله يحلق خارج السرب في حين يبقى الشخص المثقف أسيراً في ذلك القفص.. ياللعجب! يحركون مصائر الناس بأيديهم، يضعون النقاط على الحروف على حسب مزاجهم! واللافت أيضاً أنهم يزيحون البعض ويضعونه في صفة الاحتياط بحجة التجديد! وفي الجهة المقابلة تجد أن جيوبهم مفتقرة إبداعياً يعيدون ويكررون القصة تكراراً ومراراً، مثل ما يقال «كلام ميمع تعال وتسمع»، ولديهم من يصفق لهم ويرفع لهم القبعة! هنا يقف المبدع في زنزانة يشاهد بها الأحداث ولكنه لا يستطيع تحريك اللعبة مجدداً! غالباً ما تكون هذه المجموعات مفتقرة للمضمون المتماسك السلس وتشاهد إنجازاتهم محدودة لأنهم لا يهدأ لهم بال أو يرف لهم جفن إلا وقد أدخلوا أنفسهم في كل شيء! مثل ما يقال «يدخل عصّه في شيء ما يخصه»! ولكن المهم أن يسرقوا عدسات الكاميرا ويوجهوها لهم، يربطون صداقاتهم بحبل المصلحة ويقفلون الأبواب في أوجه الآخرين لأن الشخص الشللي لا يتصور نفسه ناجحاً في رحلة الحياة وحده بل يعتمد على أشخاص الآخرين حتى يحقق أهدافه وطموحاته.

في بعض الأحيان نرى أن هناك أفكاراً مذهلة لا تكتمل، ومشاريع مبتكرة لا تبدأ حتى بالأصل! لماذا؟ لأن شخصاً ما من هذه الشلة لديه علاقة غير جيدة وخصام غير معروف مع أحد ما حينها تتفق تلك المجموعة على رفض الفكرة حتى من قبل أن تشاهد مضمونها! أيظنون أن تلك الحياة تتحرك بإشارة منهم؟! أم أن داء الشللية بدأ يغزو عقول البعض لدرجة أنه أصاب الجميع بالعمى؟!

«الشللية» وباءٌ بدأ يخنق أعناق المبدعين حتى صار التنفس في تلك الدائرة مستحيلاً! لأنه أساس في عرقلة حركة الإبداع والتميز في المؤسسات الحكومية والخاصة. يقولون كورونا عرقلت حركة العمل ووجدنا لكورونا لقاحاً، ولكن لا يعلمون أننا بحاجة إلى لقاح جديد يحارب الشللية ويحفر لها قبرها!

 

Email