لا حياة لمن تنادي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مسرح الجريمة تخطف الأرواح، وتعلق الأجساد في مشنقة الفناء، ترددات من الهلع والارتياع، التي سيطرت على قلب المجني عليه، وكأن تذكرة الوداع عجلت قدومها، وسلبت تلك الأنفس البريئة، التي كان جانباً منها يستغيث للحياة، والآخر فقد دقاته الأخيرة على يد فئة وحشية تفترس الضحية، ومن ثم تلقي الذنب عليها! أي ذنب يبرر جريمة القتل! أي روح شريرة تلك التي غزت العالم، وجعلته يقتل النساء بلا سبب، ومن ثم يصفق له الآخرون، لأنه أثبت تلك الرجولة بقتل أحدهم! لقد نسي هؤلاء أصحاب النوايا السيئة أنهم ولدوا من رحم النساء! لقد نسي هؤلاء أصحاب العقول المعتلة عذاب الضمير بتفكيرهم الأخرس، تجدهم يضعون مبررات لفعلتهم الفاسدة!

هجرتنا مشاعر الفرح والطمأنينة برحيل أرواح بريئة، كانت نهايتها على يد وحوش سلبت منا السلام والأمان، أنصيبنا في هذه الحياة أن ينهال على قلوب النساء الخوف والقلق وحتى وهن في بيوتهن! أيقفلن على أنفسهن الأبواب خوفاً من أن تصبح أسماؤهن في لائحة المقتولين! «وامعتصماه» كلمة سجلها التاريخ، سُيّرت من أجلها جيوش وجنود، وفي زمننا هذا تُقتل النساء، وتُرمى الجثث أمام الملأ، ولكن لا حياة لمن تنادي!

كل طعنة، كل صرخة، كل رصاصة ثقبت قلوب الأبرياء، وحرمتهم من كفوف أحبائهم، أي ألم شعرتن به وأنتن تنازعن لآخر رمق للبقاء على قيد الحياة! لذلك سَلُوا الجدران عن ألم الفقد، هي من ستجيبكم وحدها، لأنها وحدها من شاهدت قساوة الزمان، ووحدها من بكت من فرط الألم والحنين للراحلين عنا بغمضة عين، يصبحون عمياناً إذا طالبت النساء بحقوقهن! لا يأخذون تصاريح النساء على محمل الجد، وكأنهن يتحدثن مع الفراغ!

دماء النساء وهي تسيل ودموعهن وهي تفيض كلها تحكي عن مرارة الوجع، أهدفهم قتل الطفولة والأمومة؟! بأي ذنب تقتل النساء؟! أسئلة توضع تحتها ألف خط، لله دُركن يا نساء العالم كم صبرتُنَّ وكم ستصبرن! وما كان الطعن والقتل في النساء بأجسادهن فقط، بل طعن كل نساء العالم بقساوة ذلك المنظر!

حينما لا تجد النساء من يأخذ بحقهن حينها ترفع القضية إلى قاضي السماء، أصبحنا في زمنٍ نشاهد فيه الجريمة في وضع النهار، وكأن لا قانون ولا عقاب يردعهم! القصاص هو حكم الله في الأرض، وغير هذا الحكم سوف تتوالى أسماء الضحايا يوماً بعد يوم.. رحم الله نساء العالم، وأسكنهن الله فسيح جناته.

 

Email