ما هو أشد فتكاً من كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

في وقتنا الحاضر أصبح وباء كورونا حديث العالم وشغله الشاغل في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا ليس بغريب، لأنه وباء خطير وأثره على البشرية وخيم، فقد شل حركة العالم وذهبت ضحايا كثيرة بسببه، وعطل التنمية في كثير من الدول وهوى باقتصادها إلى وادٍ سحيق.

كما أن هذا الوباء قد غطى على معضلات أخرى تواجه الكثير من البشر ويعاني منها كثير من الناس في مختلف الأقطار والأنحاء في هذا العالم الصغير، ولابد أن تتكاتف الدول والمنظمات العالمية المعنية بالتعاون والتنسيق فيما بينها وتكثيف الجهود ومضاعفتها للحد من هذه المعضلة، التي أودت وأزهقت الكثير من الأرواح الإنسانية، وذهبت ضحايا كثيرة بسببها؛ إنها معضلة المجاعة حول العالم، التي تنتج بأسباب إما سياسية أو اقتصادية أو الحروب أو تغير في المناخ أو الفقر، وغيرها من الأسباب.

والمجاعة تهدد أكثر من 45 مليون شخص في دول أفريقيا الجنوبية، كما أن عدد الجياع في العالم في ارتفاع متزايد، حيث يبلغ عددهم أكثر من 821 مليون شخص، وهناك أكثر من 12 دولة مهددة بالجوع، وتزايد معدلات الجوع جراء جائحة كورونا والوفيات على إثرها، وقد تتزايد هذه الأعداد وإنه لأمر مؤسف إن لم يتكاتف العالم لحل هذه المعضلة التي تهدد حياة الكثير من البشر، وعدد الوفيات بسبب الجوع يفوق بأعداد مضاعفة عدد الوفيات بسبب وباء كورونا.

وقد بذلت وما زالت تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة الجهود الكبيرة والكثيرة من خلال إطلاق المبادرات المحلية والعالمية ووضعت الاستراتيجيات الوطنية ومنها أن تصبح دولتنا المباركة من الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051 ومن ضمن أفضل 10 دول في العام الحالي 2021، وأطلقت المبادرات الانسانية والخيرية لمساعدة البشرية حول العالم ومنها مبادرة "100 مليون وجبة" و "حملة رمضان" التي أطلقها الهلال الأحمر الإماراتي، للتغلب والتقليل من مشكلة الجوع حول العالم، وهذه الجهود ليست بغريبة على دولتنا المعطاءة.

وأحث أفراد المجتمع كباراً وشباباً وصغاراً في المساهمة في هذه المبادرات الانسانية الخيرية لا سيما ونحن في هذا الشهر الفضيل التي تضاعف فيه الحسنات وترفع في الدرجات، ومن أسباب وجوب الجنة للعبد "إطعامُ الطعامِ" كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

أحث الأسر باستشعار قيمة النعم التي نملكها، وينبغي منا جميعاً عدم الإسراف والاقتصاد في المأكل والمشرب وذلك بقدر الحاجة، قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فكثير من الناس يتمنون ولو جزءاً مما نملك، فاشكروا الله سبحانه وتعالى على نعمة، بحفظها وعدم الإسراف فيها والإحساس بقيمتها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»؛ الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ونسأله سبحانه أن يديمها علينا.

Email