للخير في قلوبنا دائماً باب

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن كتلةٌ من الضمير، مهما قست قلوبنا ومهما نشبت الحروب بيننا، لا بد للنور فينا أن يبزغ، مهما تحدثنا عن الكراهية وتغلغلت الأحقاد في عيوننا، نبقى نحن البشر خلفاء الله على الأرض، نبقى نحن الذين فضلنا الله على سائر خلقه بفطرتنا وعقلنا، ضمائرنا التي نصفها بالـ «الميتة»، لا بد أن يأتي اليوم وتعيش لحظة الحياة فينا، لا بد لنا أن نعيش لحظة الخير في قلوبنا، ونتعجب لوحدتنا، لكرمنا، للحب الذي يملأ قلوبنا، للعطاء والخير دائماً في قلوبنا باب، فنحن أمة الخير، أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

طوال السنة، بالتحديد اثنا عشر شهراً، تشتد بيننا المنافسة والصراعات، نختلف فيما بيننا ونقاتل بعضنا البعض، يصبح الكره لدينا أسهل من الحب، ولكن ضمن الاثني عشر شهراً هنالك شهرٌ واحد أي ثلاثون يوماً فقط كفيل بأن ينقي قلوبنا من كل تلك الشوائب، تخرج فيه إنسانيتنا على حقيقتها بأجمل صورة، ندرك جيداً مدى اتساع الرحمة فينا وتجري مجرى الدم، وأكفّنا لا تكف عن العطاء، تتملكنا السكينة ويحل السلام بنفوسنا وما بيننا، شهر واحد فقط كفيلٌ بإثبات حقيقة واحدة وهي أن «للحب، البر، الإحسان والخير في قلوبنا دائماً باب»، بأننا مهما صورنا بصورة سيئة لا بد لنا في كل زاوية من قلوبنا «زاوية رحمة وحب الخير».

عن شهر رمضان أتحدث والكفيل بكل ذلك فمن غير شهر رمضان له بأن يوحد إنسانيتنا، الحبيب الذي نشتاق إليه طوال السنة، فيه تشفى كراهيتنا من كل غل وحقد ومن مخلفات الأيام، تشفى به أرواحنا قرباً من الله، يزداد ثبات إيماننا في نفوسنا فرمضان البديع الذي رحمنا الله به بأن شرعه علينا، ليطهرنا وليخرج الخير الذي تركناه في سبات.

رمضان غنيمة من الله لنا، كل أعمالنا فيه مباركة وهو ميدان التسابق للخير والطاعات، رمضان بحر واسع للنفع الناس «فالناس للناس»، قال تعالى - جل جلاله - في سورة البقرة: «فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ» آية (148)، وقوله تعالى: «أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ» (المؤمنون 61)، خلقنا وفطرتنا التي تحث على الخير وتعظمه، فأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي عنه ديناً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه ديناً تقضي له حاجة تنفس له كربة». صحيح الجامع (5773).

استغلوا رمضان استغلالاً جيداً لفعل الخير، فإن دولة الإمارات المتحدة وحكامها هم القدوة والمثل الأعلى للخير، رغم الظروف الراهنة إلا أن دولتنا لا تزال تسابق لفعل الخير ونشر السعادة بين شعوب العالم، من خلال إطلاق العديد من المبادرات وحملات الإغاثة، جهودهم الجبارة لنشر السعادة بين أبناء وطنهم والأوطان أجمع، لقد سهلت علينا الدولة عمل الخير كثيراً ومع التطور الكبير الذي وصلنا إليه وبوجود التكنولوجيا أصبح باب الخير أقرب وأسهل، فاختاروا باباً من تلك الأبواب وبادروا في فعل ونشر الخير، بادروا في بث السعادة بقلوب الناس.

افعلوا الخير ولو بشق تمرة، كونوا الشريك في التغيير والتحسين، رمضان بابٌ واسع ٌ مفتوحٌ للخير، كونوا لأنفسكم خيراً وللناس، الخير بالكلمة الطيبة وكف الأذى، الخير بالعفو والصفح، الخير بالرحمة على البهائم، من لهم حقٌ علينا وصغيركم وكبيركم، للخير أشكالٌ كثيرة فكونوا شكلاً من أشكال الخير في رمضان وسائر الشهور.

وتقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال الصالحة.

Email