وقفات رمضانية مختصرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحمد الله سبحانه على نعمائه وجوده وكرمه بأن بلغنا شهر رمضان المبارك ونحن بصحة وعافية وبأمن وأمان، وراحة واطمئنان، ومع ثبوت هلال هذا الشهر الفضيل، ندعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ». 

ورمضان شهر الطاعات والعبادات والإحسان، شهر يجود به الله سبحانه وتعالى لعباده بالعطايا والكرامات، فيه ترفع الدرجات، وتحط الخطيئات، وتضاعف الحسنات، فيه من الفضائل ما لا تحصل في سواه، ومن هنا أحببت أن أكتب ثلاث وقفات حول هذا الشهر الفضيل تذكيراً لنفسي وغيري، ولا سيما من الشباب والشابات، وآمل أن تكون هذه الوقفات المختصرة نافعة.

الوقفة الأولى: لا بد أن ندرك بأن شهر رمضان الفضيل شهر عجول، والمتأمل في انقضاء الأيام ولياليها يعجب من سرعتها، والموفق من اغتنم أيام رمضان بالصيام ولياليه بالقيام؛ بل اغتنام لحظاته وثوانيه، ولا ننسى من كان يصوم معنا رمضانات سابقة وهم اليوم في القبور مرهونون بأعمالهم، ولو سألناهم لودوا الرجوع للدنيا؛ ليس للهو ولكن لسجدة لله يسجدونها ودعوة إلى الله يرفعونها، ونحن اليوم في هذا المقام نحمد الله أن بلغنا شهر رمضان المبارك، فحريّ بكل واحد منا أن يتأمل في نفسه ويحرص أشد الحرص على اغتنام هذه الأيام والليالي الفاضلة في الطاعات والعبادات وإحسان، فلنجتهد؛ فلا ندري هل في العمر بقية لنعيش رمضانات قادمة!! 

الوقفة الثانية: من الأمور المعينة على الطاعات في شهر العبادات، القراءة في فضائل هذا الشهر الكريم، والتأمل في الأجور المترتبة على الإحسان فيه، ومعرفة مقاصده، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فالتقوى زاد الصائم وفيها سعادته وصلاحه، وطمأنينته وفلاحه، به ينشرح الصدر، وتتهذب النفوس، وتسمو الأخلاق. 

ومن فضائل هذا الشهر المبارك، بأن صيامه يكفر الله فيه الخطيئات ويمحو به السيئات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وقيامه كذلك سبب لنيل المغفرة والرضوان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»، ولا بد أن نحرص على قراءة القرآن الكريم في أيام وليالي هذا الشهر الفضيل لأنها من أجل الطاعات وأفضل القربات، يقول تعالى: (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ)، وغيرها من الفضائل والمكارم، وأوصيكم بالقراءة فإنها تحفز الإنسان وتزيده علماً وفهماً وخيراً. 

الوقفة الثالثة: أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الفاضلة، احرصوا على أبنائكم تفقداً وتعليماً وتوجيهاً، وعليكم بالرفق بهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ»، حافظوا على الأجواء الرمضانية في أسركم، فإنها تزيد الأسرة تماسكاً وألفة ومحبة، وتزيد المجتمع قوة وتلاحماً وتعاوناً، فأساس الابن وبناؤه يكون من الأسرة التي هي اللبنة الأولى لبناء المجتمعات، فهذه الأمانة لا بد من أن تؤدى على أكمل وجه، حثّوهم ورغّبوهم على فعل الخير من الطاعات والعبادات، واستثمار أوقاتهم، والتقليل والترشيد في استعمال برامج التواصل الاجتماعي، لا سيما في هذا الشهر الفضيل.. أسأل الله أن يعينكم ويوفقكم لما فيه الخير لأسركم ومجتمعكم ووطنكم. 

أبارك لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ولأصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود، ولشعب الإمارات الوفي، وللأمة العربية والإسلامية حلول شهر رمضان‬ المبارك.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان وجميع نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يرفع عنا وعن العالمين الوباء إنه سبحانه مجيب الدعاء.

Email