نجم الكتابة

كلكم راعٍ

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل هذه الأزمة مع انتشار وباء «كورونا»، كانت الأيام بمثابة دروس ووقفات علّمتنا الكثير، ولا شك في أن أكثر ما قد تعلّمناه وفهمناه، بأننا كُلنا كأفراد في مجتمعاتنا مسؤولون عن كل أفعالنا، ومنه بالمقابل تأتينا النتائج إما السلبية أو الإيجابية، عززت هذه الأزمة مفهوم المسؤولية المجتمعية لدينا بصورة واضحة، ففهمنا حقاً المعنى الحقيقي للمثل «اليد الواحدة لا تُصفق».

قال صلى الله عليه وسلم في حديثه: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته» متفق عليه، كانت ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى بكل جهد وعناية في ظل هذه الجائحة لتأمّن لنا كافة سبل السلامة والعناية الصحية دون أن يشوب هذه الجهود أي نقص في حق مواطنيها ومقيميها، ولا نزال نتذكر كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حين قال لنا في عز هذه الجائحة: «لا تشلون هم»، الكلمات التي هزت فينا مشاعرنا أمام المسؤولية التي حملها أسد الدولة والقادة جميعاً على عاتقهم نحونا نحن كشعب هذه الدولة ومقيميها، أفعال قادة هذه الدولة عظيمة ويُشاد لها وتُشكر، منذ بداية الجائحة حتى اليوم نستيقظ مذهولين بإنجازاتها كل يوم وتقدمها.

رغم كل هذه الجهود التي يبذلونها القادة وجهود خط دفاعنا الأول الذين لا يزالون يبذلون جهداً مضاعفاً كل يوم، إلى أن تم توفير اللقاح بدولتنا وبالمجان وبأعداد وفيرة، إلا أنه رغم كل هذا أعداد الإصابات لدينا في ازدياد. واجبنا نحن كأفراد في هذه الدولة أن نعمل لمصلحة المجتمع ككل وما يصب في مصلحة الدولة ومصلحتنا، أن نتفهم واجبنا ومسؤوليتنا تجاه كل ما وجد وقدم لنا وتحت تصرفنا، وأن مسؤوليتنا تجاه مجتمعنا هي ركن أساسي ومهم، وطالما أن مؤشر الإصابات لدينا في ازدياد هذا يدل على أننا كأفراد من مواطنين ومقيمين لا نؤدي واجبنا ومسؤوليتنا تجاه أنفسنا والوطن، يجب علينا الالتزام والتقيّد بكل إرشادات الوقاية والسلامة التي وضّحتها لنا الجهات المختصة، ولابد لنا أن نقدر هذه الجهود التي تصب في مصلحتنا في المقام الأول، من واجبنا أن نزيد من نشر الوعي الصحي والوعي بالمسؤولية المجتمعية كي نتضامن وتتضامن جهودنا في الحد والقضاء على هذا الوباء، فنحن لن نصل إلى العدد صفر من الإصابات إلا بسلوكياتنا الإيجابية والتزامنا بجميع طرق الوقاية والسلامة واتباع الإجراءات والتدابير الاحترازية.

كذلك وفرت لنا الدولة اللقاح على طبق من ذهب بعد دراسات وبحوث وضع فيها كل الجهد في سبيل الوصول للقاح يضمن لنا سلامتنا جميعاً.

القرار بيدك عزيزي الفرد فأنت العنصر الأساسي والركيزة في المجتمع، القرار بيدك أن تزيد من وعيك لمسؤوليتك تجاه نفسك وأفراد أسرتك ووطنك، يقول صلى الله عليه وسلم في حديثه: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه، الإسلام مُنذ البداية والأزل علّمنا وأسهم في زيادة وعينا وفهمنا للمسؤولية المجتمعية في القرآن والسنة النبوية، نحن كمسلمين أولاً ثم كمواطنين ومقيمين في الدولة التي لم تُقصر في حقنا وسعت وبذلت جهوداً عظيمة في سبيل تلبية احتياجاتنا من جميع المجالات، هذا أقل ما يمكن أن نقدمه.

كلنا هنا مسؤولون وكلنا بيدنا أن نعكس نتائج أفعالنا بالإيجابية، ونظل ونستمر في كوننا في القمة والمثل الذي يُحتذى به.

 

Email