خبرات الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مؤخراً شاهدت مسلسلاً على منصة نتفلكس بعنوان عاملات المقسم، ومسلسل عهد، وسابقاً قرأت إحدى قصص ألف ليلة وليلة، المسلسلان والقصة اشترك فيها عدة عوامل، ولكن أهمها الخبرة الحياتية التي يتمتع بها الإنسان للتعامل مع متغيرات الحياة.

في مرحلة من مراحل حياتنا نشعر بأننا فهمنا الحياة أكثر من اللازم، ونكون واثقين بأنفسنا تمام الثقة، وفي أوج الثقة نمر بموقف عصيب ليضاف لسابق الخبرات التي لدينا، ومن بعدها نقول بأننا فهمنا الحياة بشكل أفضل وبإمكاننا الاعتماد على أنفسنا، ولن يغلبنا شيء حتى تأتي الحياة لتهدينا الكثير من المواقف الصعبة، لدرجة أننا لا نستطيع استيعاب المواقف، وفي كل مرة نقول بأننا سنأخذ حذرنا في المرة القادمة، ولكن لأننا نركز على جانب واحد ونتجاهل الجوانب الأخرى فتأتينا الضربة من الجوانب الأخرى.

نحن ما زلنا صغاراً على التجارب الحياتية، حتى إن تقدّم بنا العمر، فظروف الحياة مختلفة، ومن الصعب المرور بالموقف ذاته عدة مرات دون التعلّم منه، لذا يجب علينا أن نكون حذرين من هذه الحياة، ويجب علينا التصرف بوعي تام لنكتسب أفضل الخبرات دون أضرار جانبية أو الخروج بأقل الخسائر، والأهم من كل ذلك محاولة الاعتبار بالغير والاستفادة من تجاربهم.

حالما أشاهد المسلسلات أو أقرأ قصص إحدى شخصياتها من كبار السن ولديهم خبرة، أتعلّق كثيراً بالخبرات التي قد أستفيد منها من خلال تعاملهم مع المواقف بطرق فيها خبرة ووعي ومن الصعب التغلب عليهم، حيث إنهم يكسبون جميع المواقف لصالحهم بطريقة كلامهم باستخدام قوة الكلمة، وفي أحيان أخرى بالاعتماد على العاطفة والتصرف بدهاء للإفلات من الموقف كاستخراج الشعرة من العجين بكل سهولة ويُسر.

لا أنكر بأن كل الذي ينقصنا الخبرة في التعامل مع المواقف الحياتية للعيش بالطريقة التي نودها باستخدام الموارد البسيطة التي نمتلكها، أو مواهبنا ومهاراتنا التي اكتسبناها.

صحيح أننا نحتاج سنوات لاكتساب الخبرات الحياتية، ولكن في المقابل بإمكاننا اختصارها بمشاهدة مسلسلات وقراءة كتب ومجالسة أصحاب الخبرة في مختلف المجالات للاستفادة.

اسمع كثيراً وتحدّث قليلاً وتصرّف فوراً.

Email