وجهان لعملة واحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما ترددت على أسماعنا موجات صوتية، تقف قيثارتها لتسمعنا صدى أصوات تظل تتردد بين الحين والآخر، تسرق السامع بأوتارها المشبعة بعنصري الابتكار والإبداع، ما جعلها تسرق الأنظار منذ الوهلة الأولى.

وهذا ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة محطة جذب للعالم بكامله، حيث أصبحت تسابق الزمن لمواكبة النمو التكنولوجي، وتطبيق عنصري الابتكار والإبداع في العمل المؤسسي، لأننا بحاجة إلى وقود فكري، نستمد منه الوجهة الصحيحة لبلورة أفكار العنصر الإنساني، وتطويرها بأساليب ذكية.

لذلك، يجب أن نجعل من الابتكار والإبداع ذخيرتنا الأساسية، لإطلاق خدمات فريدة من نوعها، والعمل على رسم تغيير في نمط المسار المؤسسي، يتطلب جهوداً حثيثة من كل فرد يعيش على هذه الأرض السخية. وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمقولته:

«ما يُحدث الفرق في العمل الحكومي، ويحقق الريادة عالمياً، هو الابتكار لصناعة المستقبل». حيث أصبحت الطاقات البشرية المبدعة والمبتكرة، هي البطاقة الرابحة، لضمان بقاء المؤسسات واستمراريتها ضمن نطاق المنافسة، ومن هذا الجانب، يجب وضع المجهر على أساليب واستراتيجيات المؤسسات الحكومية والخاصة، لحقن روح التجديد، بما يواكب التطور التكنولوجي، لأننا بحاجة لصناعة مؤسسات تعمل أدمغتها على نهج الابتكار لا للاندثار.

قبل الدخول لتلك الديباجات حول ماهية العمل المؤسسي، يجب كشف الغطاء عن جوهر الابتكار والإبداع، فهما عبارة عن خريطة ذهنية، ليس لها خط نهاية، ولتتبع هذا المسار، تحتاج المؤسسات إلى عناصر وأيادٍ مساعدة، تحفز على إحداث فرق شاسع لصقل الشخصية الابتكارية، التي نتمنى أن يرينا الزمان أشباهها الأربعين، بفكرها اللافت، حتى نجعل من الابتكار والإبداع ثقافة مؤسسية فعالة، تسود في عقولنا.

وهذا ما زودنا به مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، لتحضير سلسلة من الاستراتيجيات والأدوات الذكية التي تجعل من الابتكار لافتة لكل مؤسسة حكومية تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال استحداث مساحات تتيح تطوير الأفكار المبتكرة، ونشرها أمام أبصار العالم بكامله. من زاوية أخرى، تعمل المؤسسة الاتحادية للشباب، لتوفير الفرص المتاحة للشباب الإماراتي، واستثمار الطاقات والمواهب التي تمتلكها الكوادر الوطنية لدينا.

فهي اللسان الناطق عن تطلعات شباب الوطن، ونقل أفكارهم المبتكرة، للوصول إلى حلول ومقترحات لمواجهة مقرصنات الابتكار والإبداع. في الواقع، نجد أن بعض المؤسسات يسيطر عليها قناع الخوف في الخوض نحو عالم التقنيات الحديثة، فتجدها تتراجع عن تطوير بعض الأنظمة التقليدية، التي تعتمد على الورق والقلق من عدم التمكين في هذا المجال.

كما أن عدم اقتناص الفرص المناسبة، قد يغرق سفن كوادرنا الوطنية، لذلك، أينما وجدت أمامك فرصة فاغتنمها، واجعلها توضع أمام المجهر، لكي يرى العالم بكامله أن دولة الإمارات العربية المتحدة، لديها كوكبة شبابية قادرة على تخطي العقبات، ومواجهة التحديات التي تعرقل عملية النمو المؤسسي. لأن في سباق التميز، ليس هنالك خط للنهاية، هذا ما علمنا إياه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

Email