استعد أيها النابغة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اشتاقت المجرات السماوية لاحتضان ضيوف جدد في ساحات الفضاء، وبدأت النجوم تطبطب على أكتافها تواقة لرؤية زوارها الذين امتطوا جواد عزمهم وفكرهم، وبدأت حناجرهم الذهبية تصدع بصوت يكاد يصل لقلب الفضاء، لتصفق الكواكب وتقرع الطبول، لتعزف لنا وتيرة النصر والفخر بقدوم موكب إمبراطوري الهيبة يحمل في جعبته أدمغة تحتسي حلاوة المستحيل، لتهمس في أذني العالم أن قدر عيال زايد يكتب في أسقف الفضاء رغماً عن أنف الزمان.

ها هنا اليوم يبدأ زمن النوابغ العرب يأخذ مجراه، ليخبرنا أنه لا زمان يشبه تقاسيم هذا الزمان الأخاذ الذي محى تجاعيد اليأس، وكسر أفواه العجز المتغطرسة، ليستحوذ مكانه في مقدمة كتب التاريخ التي بدأت أناملها تترجم بصورة تلقائية عن إنجازات عيال زايد، وكأنها تردد لصفحاتها البيضاء الفارغة لا تهابي، فدولة الإمارات لن تجعلك بائسة مهجورة.

مبادرة "نوابغ الفضاء العرب" التي تقودها وكالة الإمارات للفضاء من المبادرات التي سوف يصقع صداها لأفق الفضاء البعيد، لتجذب بقوتها المغناطيسية تطلعات وآمال الشباب العربي في مجال الصناعات الفضائية، والاستفادة من هذا القطاع في خلق فرص مستقبلية تضغط على مكابح الركاكة والضعف، لتزود مركبتها بقطع غيار لا تشيب أبداً.

تتسارع عقارب الساعة متلهفة لانطلاق "مسبار الأمل" حتى تصدمها الدقائق والثواني، لتخبرها بأن تحجز لها تذاكر سفر متفردة من نوعها، لتستقبل النجوم نخبة من الشباب العربي الذين سوف يثبتون للعالم بأكمله أنه لا يوجد سقف لأحلامهم وطموحاتهم ما داموا يستظلون تحت قيادة عبقرية تؤمن بفكر وقوة شبابها الإماراتي.

أيها الكوكب الأحمر المتوهج اربط بحزام الأمان على عاتقك، فنحن قادمون إليك قريباً، لتسمع في أرجاء مملكتك الأسطورية نداءً عاجلاً على جميع الركاب المسافرين المتوجهين بفكرهم الأبلج الأخاذ إلى الرحلة التاريخية للمريخ الأخذ بمعايير القوة والحماس، لنسجل بذلك إنجازاً جديداً ينضم إلى لوائح الفخر والمجد لتاريخ دولتنا العظيمة.

برنامج "نوابغ الفضاء العرب" فرصة لن يكررها الزمان للولوج في عالم الفلك والفضاء، التي سوف تحدث تغييراً شاسعاً في عجلة اقتصاد دولة الإمارات. عام 2020 رغم ما حملته لنا من صواعق ورعود، فإننا نعشق التحدي، فلا كورونا يستطيع أن يجابهنا، ولا يأس يمكنه أن يقيد أحلامنا، هذا ما تعلمناه من دروس القائد الملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي علم البشرية بأكملها أن الإمارات سوف ترسل تحياتها للفضاء يوماً ما، وما للكواكب والنجوم إلا أن تقول حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً، طبتم وطاب ممشاكم، لتخبرنا الأقمار أننا اجتزنا تلك الرحلة التاريخية بصدارة، أيتها المجرات لا تسأمي، فنحن قادمون إليك بين الحين والآخر.  

 

Email