البساطة أم الفضائل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا لو.. كانت الحياة بالبساطة التي يراها الأطفال!

مثلاً أنْ تعتذر حين تخطئ، وتخرج "آسف" من فمك بكل أريحية دون الخوض في صراعات مع الكرامة والكبرياء، أنْ تقف والبراءة قد علت وجهك وتقولها بكل بساطة.

أن تغضب مثلاً كالطفل تماماً تُلقي حقيقة الأمر وتبكي وتصرخ، ولكن ببساطة طفل دون وعيد، دون أن تحيك فخاً من وراء ظهر أحدهم، أن لا تُجالس شيطانك وتخطط معه كيف لك أنْ ترد الصاع صاعين...!

ماذا لو.. نرى الحياة وأيامها بكل تلك البساطة دون أن نتهمها بالتعقيد؟

ماذا سيحدث لو أننا نظرنا للجانب الإيجابي من كل شيء، نفرح للناس وهم يفرحون لنا في أسعد أيامنا وقمة نجاحنا وانتصاراتنا، أنْ نخلق أعذاراً لهم، أنْ نبرر لهم تصرفاتهم ونتفهمهم، أن لا نحسد ولا نغار.

لو أننا نتسابق بالخير للغير قبل أنفسنا، أنْ نكف عن قول نفسي نفسي..!

لو أننا نعيش حلاوة الدنيا بكل بساطة لكنا بالتأكيد أكثر سعادة وراحة، ولربما عمَّ السلام.

البساطة وبكل بساطة أن تعيش راضياً بما قسمه الله لك، ما بين يديك مقتنعاً تماماً بأن ما تملكه أنت هو الكفاية والاكتفاء دون أن تسترق النظر لما عند غيرك، أن تدرك جيداً أنك كلما حشرت أنفك بما لا يعنيك من أمور الناس، زاد سخطك من أمور حياتك.

يقول أوسكار وايلد: "الحياة ليست معقدة، نحن المعقدون.. الحياة بسيطة والشيء البسيط هو الشيء الصحيح".

كن بسيطاً راضياً، صاحب البسطاء فهم الخيّرون من البشر، وإن لم تستطع فدع الناس في حالها، وعش أنت كما تحب.

 

Email