عودة تدريجية.. لكن بحذر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا في دولتنا المباركة الإمارات العربية المتحدة نعمة ولاة الأمر الأخيار، الذين من سماتهم الحكمة والحنكة في إدارة ملفات وشؤون الدولة في الداخل والخارج، لا سيما في الأزمات الطارئة والأحداث المتلاحقة، همهم سلامة الإنسان وتحديداً المواطن والمقيم، وخير ما يدل على ذلك ما نشهده في الأزمة العالمية الخاصة بمرض (كوفيد - 19) من جهود قيادتنا الحكيمة في احتواء هذا المرض ووضع التدابير الاحترازية وإصدار القرارات الوقائية صوناً للنفس البشرية، ومتابعة منظومة العمل الوطنية في التعامل مع فيروس كورونا المستجد لحظة بلحظة.

وقد بذلت قيادتنا الحكيمة - حفظها الله - جهوداً جبارة في احتواء هذا المرض، والحد من خطورته، سواء أكانت هذه الجهود وقائية، أم علاجية، أم توعوية، ولم تتأخر أو تدخر جهداً لمكافحته.

وتمتلك دولتنا المباركة بنية تحتية عالية المستوى تستطيع من خلالها مواجهة أي ظرف طارئ.

ومع العودة للحياة الطبيعية بشكل تدريجي، من واجبنا التكاتف المجتمعي، واستشعار المسؤولية المجتمعية، والمحافظة والحرص على سلامة أنفسنا وأفراد أسرنا ومن حولنا، وتثقيفهم باستمرار، وحثهم على تطبيق التدابير والإجراءات الاحترازية والأساليب الوقائية والقرارات المتخذة للوقاية حتى ينتهي مرض كورونا تماماً بإذن الله. ومن هذه الإجراءات منع المصافحة باليد والأنف والتقبيل، وتجنب الاختلاط والأماكن المزدحمة، والتباعد الاجتماعي، وعدم التجمعات، والعناية بآداب العطاس، والابتعاد عن أماكن انتشار الأمراض.

وأحث الجميع على عدم التساهل أو الاستهانة بهذه الإجراءات التي تصب في مصلحة الفرد والمجتمع، والالتزام بالتوجيهات الصادرة عن جهات الاختصاص بالدولة في هذا الشأن.
قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: "حماية وطننا وأهلنا والمقيمين من الأمراض مسؤوليتنا. الإمارات اتخذت إجراءات عقلانية ومتقدمة وسباقة على الكثير من الدول في التقصي عن "فيروس كورونا" ومواجهته، وتدابيرنا الوقائية تتزايد بسرعة".

وأكد سموه أن المسؤولية مشتركة، فقال: "نحن كلنا شركاء في هذا الوطن، في همومه، في سعادته، في تقدمه، في أمنه".

وقد اعتنى ديننا الحنيف بترسيخ مبدأ الوقاية من الأمراض، وذلك بالأخذ بالتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية، وخاصة المعدية منها، صوناً للأنفس البشرية وحفظاً لها، والذي هو من المقاصد الكبرى لشريعتنا السمحة، فقال النبي ﷺ: «لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ» متفق عليه، وقال ﷺ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها، وَإِذا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا» متفق عليه.

كما علينا عدم تداول الشائعات، لا سيما المغرضة والمقصودة التي تضر المجتمع، لما لها من أضرار جسيمة، فإنها تهدم ولا تبني، وتضر ولا تنفع، وتنشر الذعر والخوف، فواجب علينا جميعاً محاربتها وعدم تداولها.

وننوه إلى أنه لا بد من استقاء الأخبار من المصادر الرسمية فقط، وعدم نشر الأخبار إلا بعد التأكد من صحتها وتمحيصها، حتى نحافظ على أمن المجتمع واستقراره، وبث الطمأنينة بين أفراده، وهذا مطلب ضروري، لا سيما في مثل هذه الأوقات والظروف.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً محفوظاً محروساً وسائر الأوطان، ‏اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، وأدمْ علينا خيرك وبركتك، وابعد عنا الأمراض والأوبئة والأسقام، وأدم الصحة والعافية على الجميع، وانشر الأمن والأمان والاستقرار بمنّك وكرمك يا رب العالمين.

 

Email