رمم نفسك.. فأنت بطل قصتك

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لكلٍّ منا قصة، وَلِكُلّ قصةٍ حبكة لا يعلم مدى بشاعتها وصعوبتها سوى بطل القصة، ثمة صراعات يعيشها المرء، وثمة انكسارات رُمِّمَتْ بجوف الليل لا يعلم أحد كم كانت صلابتها سوى من عاش هذا الكسر.
 
 في هذه الحياة، الجميع يظن أن له الحق التام بأن يحكم عليك دون النظر إلى ما كان خلف كواليس حياتك، القيلُ والقال من طقوس استمرارية البشر، فإن لم يأكلوا لحمك حياً فلن يستشعروا لذة الحياة.
 
 أنا وأنت والكثير الكثير من البشر من عاث بعضهم فساداً بقلوبنا وأرواحنا، ولكن لا تكمن هنا القصة! ولا أكتب لك عزيزي القارئ قصة حزينة، لكنني هنا سأكتب ما بعد كل هذا الخراب.
 ماذا عليك أن تفعل؟
 
 ستقف وقد رممت كسرك بعد أن أعطيت حقك من الحزن، حان الآن دورك بأن تسمح لشمس سعادتك أن تشرق دون غروب وكسوف، ستتعلم أن كل الخير مكتوبٌ ومقسومٌ فيما كتبه الله لك، ستضع كلماتي هذه حلقةً في أذنك بأن كل ما يقولونه ويفكرون به عنك لا يهمك، ولا يسمنُ ولا يغني من جوع.
 
 أنت على دراية تامة من تكون، بعيوبك قبل محاسنك، أنت فقط مَسْؤُولٌ عن نفسك، فلا تتوقع من أي شخصٍ كان أن يفهم أو يحمل عنك ثقلك، فالناس يا عزيزي لن يدركوا ما قد مررت به، وكيف صُقِلت شخصيتك وعقليتك إلا بعد أن يتذوقوا ما ذقته.
 
 ولذلك عليك أن تعي جيداً أن الحياة لا تقف ولن تقف، فسابق مضمار الحياة واصنع لنفسك عالماً جميلاً خاصاً بك، حقق أحلامك، اسعَ واجتهد على ما سيجعلك إنساناً ملهماً منتجاً ذا منفعة، والأهم كُفَّ شرك عن الناس، واجعل ذكرك جميلاً، وأبقِ من يُبغِضُكَ خلفك، وكن دائماً في المقدمة.
 
 أما عن العدالة وإتيان الحقوق، فربُّك لا تضيع عنده الحقوق، فقط اتركها لمحكمة الآخرة، وتوكل على الحي الذي لا يموت الذي لا تخفى عليه خافية.. النسيان نعمة، والتغافل والتجاهل من أساسيات البقاء والنجاح.. تصالح مع نفسك للدرجة التي تجعلك تسامح من كان سبباً في تعاستك.
 
 الحياة مدرسة بانعطافاتها وعثراتها.. ستجد الدرس الذي ستتعلم فيه أن تستمر ولا تقف، وأن القوة تكمن في التسامح ورد الإساءة بالجميل، وأن تتغاضى بقدر ما استطعت عن كل ما يقولونه والصورة التي سيشكلونها عنك.
 
 رممْ نفسك، وقف ثابتاً بابتسامة نصر تعلو شفتيك، وابْنِ لنفسك حُلماً وطموحاً.

 

Email