نبذ العنصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميعنا يمقت العنصرية، ولكننا قد نكون عنصريين في أي لحظة من لحظات حياتنا بأي طريقة من الطرق، لأن علاج العنصرية ليس بالأمر الهين.. من وجهة نظري أن العنصرية عبارة عن انحياز لفئة معيّنة من الناس وتفضيلها على الآخرين، ومعاملة الطرف الآخر بازدراء وتقليل من قدره وشأنه، فعلى الرغم من تطوّر العلم والوصول للفضاء والإنجازات التي حقّقها الإنسان فإن هناك بعض التصرفات السيئة لن يتمكّن البشر من التخلّص منها بأي شكل من الأشكال.

عندما خلقنا الله رب العالمين وضع في جميع البشر الصفات الخيّرة والسيئة، ليختبرهم كيف سيتصرفون وماذا سيفعلون.. لو تعمّقنا أكثر في الصفات والتصرفات لوجدنا أن البشر مخلوق همجي، ولكن بالقوانين والتشريعات التي تم وضعها من قِبل أصحاب القرار جعلتهم مرتبين ومنظّمين.. ماذا سيحصل لو اختفت هذه القوانين والتشريعات؟! على الرغم من أن القوانين والتشريعات موجودة، وتندد بالتصرفات الفردية المقيتة فإن بعض البشر لا يلتزمون بها، ويضربون بها عرض الحائط.

سؤال يتبادر إلى ذهني عن الصفات السيئة في الإنسان.. هل بإمكانه أن يعيش حياته من دون أن تكون لديه صفات سيئة؟ أم أن وجودَها أمر مهم لاستمرار الحياة البشرية؟ قد تكون هناك الكثير من الأسئلة التي نطرحها ولن نجد أجوبتها، ومنها العنصرية!!، لماذا العنصرية موجودة في البشر؟ على الرغم من أننا جميعاً مخلوقون من طين، وفي نهاية المطاف سندفن في مكان واحد مع اختلاف الطقوس.

حدث في التاريخ يعود لروزا باركس عندما رفضت الوقوف في الحافلة، فانطلقت شرارة الثورة ضد التمييز العنصري في أمريكا عام 1955 وبعد مرور أكثر من 60 عاماً، إلا أن العالم لم يتخلص من العنصرية بعد.. هناك الكثير من القصص والمواقف والمشاهد على العنصرية في العالم، هي مشكلة أزلية، ولا أظن أنها ستزول مهما حصل، لأن الفرد يأتي من بيئة مختلفة وسلوكياته غير متوقعة، فقد يكون الفرد تربى على العنصرية وهو لا يعرف أنها عنصرية، لأنها قد تنبثق من العادات والتقاليد، أو ثقافة العائلة، وربما الطبقة الاجتماعية والعِرق والحسب والنسب والكثير من أشكال العنصرية، دائما أحب أن يعاملني الناس بالمثل، فهناك مثل يقول: "عامل الناس مثلما تحب أن تُعامَل".

نبذ العنصرية يجب أن يبدأ من الفرد، والبيئة التي حوله ستتأثر بهذا النبذ، ويطبقونه وسينتشر، ولكن كل ذلك يحتاج إلى وعي وتوعية مستمرة حتى تنتهي العنصرية.

العنصرية بدأت منذ أن خلقنا الله عندما كابر إبليس على رب العالمين عندما أمره بالسجود لأبينا آدم، فقال له خلقته من طين وخلقتني من نار بنبرة تعالٍ، من هناك انطلقت شرارة العنصرية وحتى يومنا هذا.. كلما وددتم معاملة الناس بعنصرية وازدراء تذكروا قصة إبليس.. ولا أظن أن أحداً يود أن يكون مثله.

 

Email