نعم للتغيّر

ت + ت - الحجم الطبيعي

((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِم)).

يبحث الجميع عن التغيير، ومعظمنا يبقى دائماً في انتظار النتائج، لكن لنتأمل ونتدبر كلام الله تعالى، خالقنا الذي هو وحده القادر على كل شيء ليبقى قرار التغيير هو قرارك أنت لا غيرك ولتبقى تلك الخطوة مسؤوليتك التامة بدون توجيه أصابع الاتهام لأي شخص أو حدث أو ظروف أو حتى مواقف كما اعتدنا أن نفعل إن لم يفلح قرار التغير الذي اتخذناه.

فتبقى تلك العلاقات بجميع أشكالها تتعلق بهدف تغير الآخر من أشخاص أو مواقف. ففي علاقات الزواج يبني الأشخاص هذه الحياة بجملة مشهورة من أي طرف كالزوج أو الزوجة، بقول: (بعد الزواج سأغير هذا الأمر، ليناسبني...)، وتبدأ الخلافات لأنك لن تستطيع تغيير هذا إلا إذا رغب الشخص وقرر أن يغير هذا الأمر فيه، والأهم من ذلك أن نجاح هذه العلاقة ليس بتغير الآخر بل بتقبله كما هو بكل ما فيه، والتركيز يكون على خيره والتغاضي عما هو غير مقبول.

وأما في العمل فيبقى تركيزنا في شخصنة كل العلاقات وأن كل ما هو في آخر بسبب مدير أو زميل أو قانون، لكن أين أنت من تلك المسؤوليات؟! غريب أن نرى فقط ما في الآخرين بدون الرجوع لأنفسنا وأفعالنا نحن. وهنا يكون الحد الفاصل، لأن التغير والنقلة الحقيقة في حياتنا تبدأ من أنفسنا، من قرار حقيقي من صورة واقعية وانتقال لواقع أفضل، وتكون بتقييم الوضع الحالي وتحويله إلى وضع أفضل وأجمل خالٍ من الظن بالسوء والحكم على الآخرين.

والآن، هي حياتك وهي اختياراتك، وتبقى مسؤوليتك لتقرر هذا التغيير بعيداً عن الأحكام والظنون والأهم عن ارتفاع سقف التوقعات والتعلق بالنتائج، حتى لا نقع في فخ الخذلان والانكسار. لأنك إن سألت تعطَ وربك العاطي وكل ما يأتي منه خير فإن أتاك ما سألته فهو خير، وإن لم يأتِك فقد أبعده الله عنك لخير لك، فقل الحمد لله.

Email