الامتحان وثقافة التعاطي الأجدى

ت + ت - الحجم الطبيعي

فترة الامتحان أو فترة الامتحانات، بكل مراحلها وأياً كانت نوعيتها، تبدو حالة من الاستنفار الروحي والنفسي بين أفراد الأسرة، تعودنا هذا المشهد، بل عشت شخصياً تفاصيله بحذافيره، من مكان وظروف محيطة وهدوء وأجواء كاملة تسمح بهذا الاستعداد للامتحان.

لكن اليوم وبعد أن وصلت لهذه المرحلة من الوعي تأكدت أنه ليس المكان ولا التجهيزات هي فقط ما تساعد على مرور هذه الفترة بسلام، ربما هي مطلوبة، ومهم دورها، لكن هناك ما هو أهم. تأكدت أن التوتر الذي يعيشه الطالب سببه الرئيس هو نحن، بداية من أمه وأبيه وأصدقائه، وللمدرسة والمجتمع دورهما أيضاً.

أجل فترة الامتحانات مهمة، فهي مرحلة الاختبار للحصول على النتيجة، وهذا لن يكون في يومها أو ليلتها أو لحظتها، بل بالمتابعة من بداية العام الدراسي. أما هذه المرحلة فتحتاج الهدوء الروحي والاحتواء، هي ثقافة علينا إتقانها. فما يفعله بعض الآباء أحياناً، بشكل لا إرادي، هو الضغط النفسي على أبنائهم في هذه الفترة. إن أبناءنا في هذه المرحلة يحتاجون لهدوئنا نحن، حتى لا ننقل توترنا لهم.

فلنتابعهم بحب ونساندهم، ولنتوقف ولو للحظة نتذكر كيف كانت مشاعرنا وأحاسيسنا عندما كنا مثلهم، نخضع للامتحانات المدرسية. دورنا في هذا الوقت أن نبين لأبنائنا أن فترة الامتحانات فترة آنية، ولن تبقى إلى الأبد.

كل امتحان في هذه الحياة يحتاج من كل منا الاهتمام والتركيز، والأهم الاستعداد الكامل، بالعمل والجهد المستمر، ليس لوقت معين فقط. إن الامتحان ليس إلا نتيجة لذلك المجهود المسبق، فلنأخذه بسهولة وهدوء ومرونة للتعامل، ولنتذكر أن الحياة بأكملها امتحان كبير.

 
Email